طالب سكان قرية الداهنة 50 كيلومتراً شمال شرقي محافظة شقراء، التي ستحتفل بعد 30 شهراً بمرور مئة عام على تأسيسها 1331ه، برفع المعاناة التي تلقي بظلالها على قريتهم والمارين بها من انعدام خدمات الدفاع المدني والهلال الأحمر. وتحتم الضرورة وجود هذه الخدمات، خصوصاً في ظل استمرار حوادث الطرق المميتة، وحوادث الحريق التي تقع بين الحين والآخر. ويفصل قرية الداهنة عن محافظة شقراء أكثر من 50 كيلومتراً، تحولت إلى مأساة لسكان القرية وما حولها من القرى والتجمعات السكانية وكذلك سالكي الطريق الدولي الذي يمر في محافظتي شقراء والمجمعة، ما يقلل من فائدة فرق الإطفاء وسيارات الهلال الأحمر،لأن وصولها إلى الهدف سيأتي بعد فوات الأوان. ويعتبر عايض الثبيتي وهو من سكان الداهنة أن تحرك آليات الدفاع المدني والهلال الأحمر من شقراء حتى وصولها إلى الداهنة يستغرق أحياناً نحو 40 دقيقة، مشيراً إلى أن هذه المدة الطويلة من الزمن تلتهم فيها الحرائق كل شيء نشبت فيه قبل إطفائها. ويضيف:"أيضاً يؤدي تأخر الهلال الأحمر إلى حدوث وفيات للمصابين، كما حدث في حادثة التصادم التي وقعت الأسبوع الماضي عند أحد مداخل الداهنة، إذ أدى تأخر الإسعافات لأحد قائدي السيارات وبقائه 45 دقيقة في مركبته إلى وفاته إثر النزف الشديد"، مؤكداً أن المركبتين كادتا تحترقان لولا لطف الله ثم شهامة بعض أهالي القرية وتعاونهم لإطفائهما قبل وصول النار إلى السائقين اللذين احتجزا داخلهما. ويستطرد الثبيتي:"ما يزيد من المعاناة أيضاً أن المركز الصحي في القرية يفتقر إلى الكوادر الطبية، عطفاً على ما يحدث من إصابات مميتة جراء الحوادث المتتالية"، موضحا أنه لا يوجد في المركز إلا طبيبة وطبيب عام قد لا يتواجدان باستمرار في الإجازات الأسبوعية، كما أن المركز غير مؤهل لاستقبال إصابات الحوادث. وأجمع عدد من الأهالي على ضرورة الإسراع في تشكيل لجنة لمعالجة الوضع في المدخل الشمالي للداهنة والتأكيد على حاجة القرية والقرى المجاورة لها والمزارع المحيطة بها 200 مزرعة إلى افتتاح فرع للدفاع المدني وآخر للهلال الأحمر السعودي. ورداً على مطالب الأهالي، أكد ل?"الحياة"محافظ شقراء الأستاذ مران بن قويد، أن تلك المطالب ينظر لها بحسب أولويات الحاجة إلى هذه الخدمات، مشيراً إلى أن المجال مفتوح لأهالي الداهنة للتقدم إلى مركز المحافظة وعرض الخدمات التي تفتقر إليها القرية. وفيما قال رئيس مركز الداهنة الأستاذ ذعار بن سلطان بن حليس، إن إدارة المركز بعثت عشرات الخطابات ومطالب المواطنين في القرية منذ سنوات لافتتاح فرع للدفاع المدني والهلال الأحمر، لكن لم يصدر حيالها أي قرار حتى الآن، أبان مسؤول في فرع الهلال الأحمر في شقراء، أن طول المسافة إلى الداهنة قد لا يساعد في إنقاذ المصابين في الوقت المناسب، وذلك بالنظر إلى طول الطريق، لافتاً إلى أن افتتاح فرع في الداهنة سيسهم في حل المشكلة. من جانب آخر، طالب عبدالله الحبابي من سكان القرية، بإعادة النظر في مداخل القرية، تلافياً لحصول حوادث مرورية مروعة، مشدداً على ضرورة الإسراع في وضع مطبات اصطناعية وإشارات تحذيرية تساعد في حماية قائدي المركبات في القرية وسالكي الطريق من الحوادث. وتفاعلاً مع مطالب سكان الداهنة، أكد رئيس المجمع القروي في أشيقر داود الفرهود ل?"الحياة"، أن المجمع سيشكل لجنة في هذا الخصوص ستتخذ قريباً إجراءات تصب في مصلحة القرية وسالكي الطريق، المجمع بدأ أخيراً بتسلم مهامه عقب تطويره من فرع إلى مجمع، وسينفذ خدمات كثيرة للمواطن في الداهنة والقرى المجاورة ضمن مهامه الموكلة إليه.