أسدل الستار على الأدوار التمهيدية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين أمس بإقامة الجولة الأخيرة التي أسفرت عن تمسك الاتحاد بوصافة الترتيب و بقاء الوحدة ثالثاً فيما هبط الفيصلي و الخليج إلى دوري الدرجة الأولى. واسفرت نتائج المباريات عن فوز الاتحاد على الفيصلي 5-2 وفوز الوحدة على النصر 2-0 وكذلك الطائي على الاتفاق 1-0 فيما تعادل القادسية والحزم من دون اهداف وتعادل الخليج والاهلي بهدف لمثله. القادسية - والحزم البداية صاحبها الحذر الشديد المبالغ فيه، ما أدى إلى انحصار اللعب وسط الميدان من دون أن تكون هناك مبادرة من الطرفين للوصول إلى المرمى، ما شكل فقراً واضحاً في الفرص وأيضاً في الهجمات، وظهر جلياً أن القادسية يلعب أولاً لتأمين المنطقة قبل الاندفاع للحصول على النقاط الثلاث من خلال وجود خمسة لاعبين في خط الدفاع. أما الحزم، فقد ساير القادسية في هدوئه لأن التعادل في مصلحته لذلك لم يحاول أن يستفز أصحاب الأرض بالضغط على مرماهم بل فضل أن يكون اللعب في الوسط من دون أن يحرك ساكناً في تغيير مجرى اللقاء، لأن الأمور تسير في مصلحته. وكانت هناك أنصاف فرص ليوسف السالم ومحمد السهلاوي من القادسية، ولم تكن النهاية سليمة حيث كان لتدخل دفاع الحزم في الوقت المناسب دور كبير، ولم يختبر حارسا الفريقين طوال الشوط الأول، ما أبقى شباكهما نظيفة. وأثر غياب المغربي محمد مديحي كثيراً في أداء القادسية في خط المقدمة، إذ غابت الخطورة بشكل كامل عن هجوم القادسية، على رغم وجود السالم والسهلاوي. الخليج - الأهلي كانت المباراة تعني للخلجاويين الشيء الكثير، وهم الذين كانوا يمنون النفس بالفوز، على أمل أن تخدمهم نتائج الفرق الأخرى، بداية المباراة كانت ضغطاً من الجانب الخلجاوي، الذي حقق مراده بعد مرور دقيقتين، حينما نجح"المشاغب"حسن الراهب في تسجيل هدف باكر إثر كرة عكسية مررها حسين التركي لزميله الراهب، الذي استفاد من خطأ حارس الأهلي، أكملها الأخير في المرمى هدف السبق للخليج. وكاد مهاجم الخليج كاستلوان يعزز النتيجة بهدف من كرة رأسية، لكنها مرت بجوار القائم، الفورة الخلجاوية اربكت الأهلاويين نوعاً ما، قبل أن يلملموا أوراقهم ويشنوا هجمة عن طريق مالك معاذ، الذي سدد كرة اعتلت العارضة الخلجاوية، وعلى خلاف المتوقع أشرك مدرب الأهلي نيبوشا كل نجومه الأساسيين في هذه المباراة التي شهدت حضوراً جماهيرياً من الطرفين. وحاول مدرب الخليج لطفي البنزرتي اللجوء لمصيدة التسلل من أجل ايقاف خطورة مالك معاذ وكايو، فيما اعتمد في الهجوم على تحركات مهاجمه الراهب، الذي كان يمثل صداعاً لمدافعي الأهلي. النتيجة الباكرة لم تعجب الأهلاويين الذين غزوا مرمى الخليج عبر سلسلة من الهجمات من جميع الأطراف، قابله ضغط خلجاوي مشابه، خصوصاً من جانب المهاجم حسين تركي، دقائق اللقاء تمر سجالاً بين الفريقين، هجمة هنا وأخرى هناك. وكاد الخليج يعزز النتيجة في الدقيقة 27 بهدف من حسين التركي الذي لامس الكرة بيده احتج عليه الخلجاويون كثيراً. ونجح مهاجم الاهلي هيكل قمامدية في الانفراد بالمرمى وسددها في حلق المرمى أخرجها محمد الكداوي لتصل إلى مالك معاذ الذي سددها في حلق المرمى، محققاً هدف التعادل في الدقيقة 28، ويشهر حكم اللقاء سعد الكثيري البطاقة الصفراء لحسن الراهب بداعي التمثيل، بعد أن سقط في منطقة جزاء الأهلي، ويتخلص هيكل قمامدية من مصيدة التسلل في الدقيقة 35، إلا أن حارس الخليج نجيب بوشاجع ينجح في الإمساك بالكرة، ثم هجمة للخليج عبر موندياي الذي تأخر في الكرة لتصل إلى حارس الأهلي عويضة العامري الذي وقع مصاباً. بدأ الخليج الشوط الثاني بضغط هجومي، وكاد حسين تركي يحقق مراد جماهير فريقه في الدقيقة الثانية من عمر الشوط بكرة أخرجها مدافعو الأهلي إلى ركنية، رد عليها كابو بتسديدة خارج المرمى الخلجاوي، وكانت الدقائق العشر الاولى بمثابة جرس إنذار للأهلي، خصوصاً بعد أن توغل كاستلوا بكرة في الدقيقة 54 أخرجت الى ركنية، شعور الخلجاويين بخطورة الموقف جعلهم يضاعفون من جهدهم ويندفعون للأمام، فلا يوجد ما يخسرونه بتعادلهم هذا الذي لا يفيدهم، ويعود الراهب بخطورته بكرة في الدقيقة 58 أخرجها عويضة العامري ركنية. وعاد العامري مرة أخرى وأنقذ مرماه من تسديدة حسن شيبان، ولجأ المدربان للتغييرات بغية إحداث شغل مغاير، فزج نيبوشا باللاعبين علاء ريشاني وعبدالإله نور، بديلين عن فهد الزهراني وهيكل قمامدية، قابله الخليج بالزج بعبدالغفور المزعل بديلاً عن حسين التركي، تلك التغييرات أحدثت تحسناً لدى الأهلي، الذي رمى مدربه بآخر أوراقه فواز المقاضي بديلاً عن محمد مسعد، الخليج يفرض أسلوبه على المباراة، إلا أن كل تلك السيطرة لم تُجْدِ نفعاً لدى لاعبيه الذين ذهبت كل كراتهم لحارس الأهلي عويضة العامري، ويستمر الخليج في الضغط نحو مرمى الأهلي بهجمات عدة عبر الراهب وعبدالغفور المزعل وكاستلوا. الاتحاد - الفيصلي سعى الفيصلي في بداية اللقاء إلى امتصاص الاندفاع الاتحادي نحو مرماه، محاولاً الانطلاق بالهجمات العكسية المرتدة، لكن المهاجم الاتحادي رينالدو اوليفيرا لم يمهل الضيوف كثيراً واستطاع أن يسجل هدفاً جميلاً بعد أن سدد كرة من مسافة بعيدة ساقطة، مستغلاً تقدم حارس الفيصلي غوينم الغوينم في الدقيقة السادسة، هذا الهدف زاد من شهية الفريق الاتحادي الهجومية، فبعد مرور أربع دقائق، أضاف المدافع الاتحادي حمد العيسى الهدف الثاني لفريقه، بعد أن تلقى تمريرة ماكرة من سلطان النمري راوغ على إثرها حارس المرمى وسدد الكرة في المرمى الخالي في الدقيقة العاشرة، وبعد أن مال اللعب للهدوء لأكثر من 20 دقيقة، انحصر اللعب في منتصف الملعب قبل أن ينتفض الفيصلي في ربع الساعة الأخير من هذا الشوط، واستطاع أن يستغل ارتباك الدفاع الاتحادي ويسجل هدفين عن طريق محترفه عبدالله سيسيه في الدقيقتين 32 و 35، بعد أن سيطر على كرة وسط الدفاع الاتحادي وسددها في سقف المرمى كهدف أول للفيصلي، وبعدها بثلاث دقائق تابع كرة تصدى لها الحارس الاتحادي مصطفى ملائكة وسددها في المرمى كهدف ثان وزاد التعادل من سخونة اللقاء بعد أن توقع متابعو المباراة بأنها في طريقها لتكون فوزاً سهلاً للاتحاد، إلا أن الفيصلي نجح في تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول وإحراج أصحاب الضيافة. وفي الشوط الثاني احكم الاتحاد قبضته على مجريات اللعب واضاف 3 اهداف عن طريق حمزة ادريس 65 و 85 واوليفيرا 87. الوحدة - النصر جاءت البداية حماسية من الفريقين وظهرت الجدية والكثافة العددية في وسط الميدان، واعتمد مدرب الوحدة بوكير على تحركات الصربي فلاديمير والهزاني في منطقة المناورة والشمراني والكويكبي في المقدمة الحمراء، وتنوعت الهجمات من العمق تارة ومن الأطراف تارة أخرى بمساندة المر والموسى، فيما لعب مدرب النصر باتريسيو بحذر دفاعي بوجود الخماسي شراحيلي والبحري والجويهر وماساميسو ومساعد ندا وثلاثي الوسط الشهري والثقفي ومبارك، وفي الهجوم الحارثي والشهراني، واعتمد الفريق كثيراً على الهجمات المرتدة لاستغلال تقدم الدفاع الوحداوي وكاد يصل إلى هز الشباك لو أحسن مهاجموه استغلال بعض الفرص التي تهيأت لهم أمام مرمى عساف القرني. أول تهديد حقيقي من أصحاب الضيافة كان في 8 عن طريق كرة عكسية سددها الشمراني برأسية مرت بجوار القائم النصراوي ثم توالت الزيارات الهجومية الحمراء، والتي شكلت بعض الخطورة على مرمى الحارس كميل الوباري، ودانت السيطرة لفرسان مكة، ولكن من دون فاعلية أو نهاية سليمة في الشباك الصفراء، ومع مرور الوقت بدأ الضيوف في مجاراة أصحاب الضيافة وتحرك الحارثي في الهجوم النصراوي وأقلق الدفاع الوحداوي، ومن كرة خاطئة من الدفاع تحصل عليها منصور الثقفي سددها قوية في يد عساف القرني في الدقيقة 31، ثم عاد الفريق الوحداوي لمحاولاته الهجومية وأهدر فلاديمير فرصة محققة وهو في مواجهة المرمى عندما صوّب الكرة بجوار القائم 40 ليأتي الرد سريعاً من جانب النصراويين بكرة الحارثي من الجهة اليسرى والتي عكسها ولم تجد من يكملها داخل الشباك في 44، ثم استمر الأداء مناصفة بين الفريقين في الدقائق الأخيرة حتى أعلن الحكم عبدالرحمن العمري نهايته بالتعادل السلبي بين الفريقين. في بداية الشوط الثاني، أجرى مدرب الوحدة بوكير تغييرين دفعة واحدة، إذ زح بالمهاجم عيسى المحياني وخالد الحازمي بدلاً من أميدو وعبدالعزيز الدوسري، وذلك لتكثيف النواحي الهجومية وإعطائها مزيداً من القوة والحيوية، وتحرك"الفرسان"وهددوا مرمى الوباري بكرات خطرة من الثنائي الشمراني والمحياني، وعاد الكويكبي للعب في الوسط الأيسر، وهو ما قلل من خطورته وحرم الفريق من اختراقاته السريعة لتمر الدقائق سريعاً والأفضلية وحداوية ولكن من دون نتيجة حتى جاءت كرة الشمراني 29، التي سددها أرضية قوية ارتدت من القائم قبل أن يعيدها الشمراني مرة أخرى إلى خارج الملعب، وحاول المدرب باتريسيو تنشيط أداء فريقه عندما أدخل اللاعب حسن هوساوي وأخرج الثقفي، واستمر الأداء وحداوياً في الدقائق الأخيرة وعجز المهاجمون عن استغلال الفرص التي تهيأت لهم، ولعب الضيوف على الهجمات المرتدة ودخل عبدالرحمن البيشي بديلاً عن الشهراني لتشكيل خطورة أكبر على المرمى الوحداوي. وتمكن علاء كويكبي من تسجيل هدف الوحدة الاول من ركلة جزاء 86 قبل ان يضيف عيسى المحياني الهدف الثاني 90. الطائي - الاتفاق فرض لاعبو الطائي سيطرتهم منذ بداية الشوط الأول، وظهر جلياً عزمهم على الهجوم المتواصل بهدف تسجيل هدف باكر يريح أعصابهم فسيطروا على منطقة المناورة بفضل تألق المغربي صلاح الدين عقال، الذي أمد الهجوم بالعديد من الكرات الكفيلة بهز الشباك الاتفاقية، وعلى رغم أن مدرب الطائي اعتمد على اللعب بمهاجم وحيد، إلا أنه كان الأخطر. وكاد المهاجم عبدالله حماد يسجل هدف السبق عندما تلاعب بمدافعي الاتفاق، لكنه لعب الكرة بجوار القائم 6. وأتبعه المهاجم أحمد عباس بإهدار فرصة مماثلة عندما سدد كرة قوية، أنقذتها براعة الحارس الاتفاقي 15. أما الاتفاق فاعتمد على الهجمات المعاكسة التي كانت تشكل خطورة، وأثمرت احداهما عن احتساب ركلة جزاء، لكن الروماني رادو اهدر الركلة 27. وفي الشوط الثاني اشتدت حدة المنافسة بين الفريقين وكانت الكلمة الاقوى لاصحاب الضيافة عندما تمكن عبدالله الحماد من تسجيل هدف المباراة الوحيد 69 وكان حكم المباراة ابعد محترف الاتفاق المغربي وجيه الصغير بالبطاقة الحمراء 55.