قال المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، إن علاج انحراف الشباب العقائدي والأخلاقي والفكري يحتاج إلى جهود ونوايا صادقة ومتواصلة، وتكاتف من جهات عدة من مسؤولي المجتمع. وأضاف آل الشيخ خلال ندوة"انحراف الشباب"في جامع الإمام تركي بن عبدالرحمن في الرياض، أن المناهج التعليمية والمربين والمعلمين ومنابر الخطباء لهم الدور الأكبر في حماية الشباب من الانحراف الفكري، مشيراً إلى أن صلاح هذه الشريحة في المجتمع هو خير للأمة في الحاضر والمستقبل، وفسادها سيكون خطراً يهدد كيان الأمة وفضائلها. وأكد أن"السنة النبوية عالجت قضايا الشباب في جميع مراحلها، وكل ما جاء فيها تربية لهذا النشء وحمل له على الفضائل، وان التربية والعناية بالنشء من أول مراحله الطريق إلى استمرار الصلاح والهداية". ولفت إلى أن"الشرع أثنى على الشباب الذين تخطوا الظلام ووسائل الشر ومنحهم الله من التوفيق ما جعلهم يعرفون الحق ويفهمونه ويدركونه ويعملون به، ويعرفون الباطل فيجتنبونه، لأن هذه المرحلة مرحلة انفلات وعدم اتزان، فإذا تخطاها الشباب والتزموا بالحق دلوا على خيرهم لأنفسهم". وأكد أن انحراف الشباب يحتاج من المجتمع إلى التكاتف والتعاون، وتحرير الشبان من طرق الانزلاق ووسائل الفساد والانحراف، داعياً أولياء الأمور إلى أن يأمروا أبناءهم بالخير ويحذروهم من الشر، مشيراً إلى أن الإهمال والتضييع وترك الشباب يتعرضون لأخطار كبيرة تؤدي إلى الإضرار بأنفسهم ومجتمعهم. من جهته، تحدث الشيخ إبراهيم الجربوع عن خطوتين لحماية الشباب من الانحراف، الأولى وقائية وهي معرفة الأسباب التي تؤدي إلى انحراف الشباب ومنعهم من الوقوع في الخطأ، من خلال بيئة الأسرة وبيئة الدراسة وبيئة الحي، أما الخطوة الثانية فهي علاجية. وأضاف الجربوع أن تقرب أولياء الأمور من الأبناء يشعرهم بالأمان، وإلا سيبحث الأبناء عمن يعوضهم العطف والحنان من أصدقائهم سواء كان شاباً أم شابة وقد يستدرجهم ذلك إلى الانحراف إلى المسلك الخطأ، مشيراً إلى ضرورة مراقبة الشبان في سلوكياتهم وأفعالهم، خصوصاً في سن المراهقة لما لهذه المرحلة من أهمية لما يطرأ على الشاب فيها من الأفكار. وأكد الجربوع أن المدرسة لها دور مهم جداً فهي من يتولى بناء الطفل تربوياً، ولا يجب أن يقتصر دورها على التلقين والتعليم فقط بل يمتد إلى دور التربية جنباً إلى جنب مع الأسرة وأضاف"الوقت الذي يقضيه أبناؤنا في المدرسة قد يفوق الوقت الذي يقضيه مع والديه وأسرته، وما نراه من سلوكيات بين طلاب المدارس يعود إلى ضعف الرقابة على التلاميذ من جهة، واقتصار دور الكثير من المعلمين على التلقين فقط".