في الوقت الذي أكد فيه الرئيس العام للأندية والمدارس السعودية في بريطانيا محمد آل الشيخ، متابعة السفارة السعودية للاعتداء العنصري الذي تعرض له المبتعث السعودي محمد الحجيلان، كشف طلاب سعوديون عن مضايقات عنصرية تعرضوا لها في المملكة المتحدة. وكانت"الحياة"نشرت أمس تفاصيل الاعتداء على طالب الدكتوراه الحجيلان في نوريتج الذي ضربه 12 بريطانياً بعصي، وكانوا يرددون عبارات عنصرية، ما أدى إلى كسر أنفه وإصابته في الرأس وفي محيط العين، قبل أن يسلبوا"جواله"و"نقوده". وزاد من تعقيد القضية، عدم تجاوب الشرطة البريطانية مع البلاغ، الذي تقدم به الطالب السعودي إليها، وهو ما دفع الأخير إلى إخطار وسائل بريطانية بالحادثة، واتهام السلطات هناك بالعنصرية. وبثت قناة"آي تي في"المستقلة و إذاعة"بي بي سي"تقريراً عن الحادثة. وكشف طلاب سعوديون في حديث مع"الحياة"أمس عن مضايقات عنصرية تعرضوا لها في بريطانيا خلال الفترة الماضية. وقال طالب يدعى ناصر فضل عدم الكشف عن اسمه كاملاً:"أوقفتني دورية مرور في أحد شوارع لندن، وطلب قائدها الذي كان برفقته اثنان من زملائه أوراقي الثبوتية الخاصة بسيارتي، وبعدما تأكد من نظاميتها سألني عن جنسيتي فأخبرته أنني سعودي، فأخذ يتهكم ويسخر مني ومن سيارتي، قائلاً لم لا تشتري سيارة فاخرة؟ ينبغي أن تعلم ياعزيزي ان النفط لا يشرب ولا يؤكل، وإنما تركب منه وتلبس". وأشار إلى أن شرطي المرور أعقب كلماته هذه بعبارات ساخرة وسط قهقهات من زملائه. ويشير الطالب ع.ع إلى أنه ذهب وعائلته الى حديقة يرتادها أهل المدينة التي يدرس فيها قبل فترة قائلاً:"توجه ثلاثة شبان إلى زوجتي وطلبوا منها خلع الغطاء عن وجهها، فاستنجدت بي وتوجهت إليهم فلم يكترثوا بقدومي، ما دفعني إلى الاتصال بالشرطة، التي أرسلت جندياً وصل وأنا في جدال حاد مع الشبان". ولفت إلى أنه توقع من الشرطي أن يوقف الشبان عند حدودهم،"إلا أن تصرفه أحبطني، إذ انه فتح حواراً مع المعتدين في حضوري، وأبلغهم انزعاجه الشخصي من وجود المهاجرين في بريطانيا، الذين يرى أنهم يشكلون خطراً على الأمن ونظام البلد، ما دفعني إلى ترك الحديقة والاتجاه إلى منزلي". ويروي الطالب منصور أنه بعد وصوله بفترة قصيرة إلى بريطانيا ركب حافلة متجهاً إلى الجامعة، وفور جلوسه على مقعده أخذ مجموعة شبان يرددون عبارة Go Home اذهب إلى ديارك،"ولأنني لم أفهم ما يقصدون، توقعوا أنني غير آبه بهم، فأنهالوا على ضرباً، ولم يتحرك سائق الحافلة أو أي من الركاب لمساعدتي". وأوضح أنه ذهب بعد الاعتداء إلى صيدلية، وابتاع أدوية لعلاج الكدمات التي لحقت به. ويقول الطالب ي.ن إن"إحدى المعلمات في المعهد الذي يدرس فيه، حضرت إلى القاعة ذات يوم وهي ترتدي برقعاً وعباءة، ووقفت أمام الطلبة قائلة:"هذا ما تُجبر على لبسه المرأة في السعودية"، وهو ما أحدث نقاشاً حاداً بين طلاب صينيين وأوروبيين كانوا في القاعة مع زملائهم السعوديين،"الذين حاولنا لهم توضيح أبعاد مسألة الحجاب لدى المسلمين، إلا أن لغتنا الإنكليزية الضعيفة حينها لم تساعدنا". وتابع:"بعد نهاية الدرس، واجهنا اتهامات باحتقار المرأة، حتى إن بعض الطالبات في المعهد، قاطعن الطلاب السعوديين".