يتواصل مسلسل حوادث منسوبات التعليم في السعودية من دون توقف، وأصبح شبحاً مرعباً يطوف على المعلمات والطالبات مع كل رحلة من وإلى مدارسهن، وطاول هذا المسلسل أمس حافلة لنقل الطالبات في محافظة رنية، حيث لقيت طالبتان مصرعهما، وأصيبت 22 أخريات بإصابات متنوعة بين الخطرة والمتوسطة، في حادثة مرور مروعة وقعت عند السادسة من صباح أمس على طريق رنية - الخرمة. وأوضح محافظ محافظة الخرمة خالد بن عبدالله بن لوي، ل"الحياة"، أن الحادثة نتجت من انقلاب الحافلة التي تقل الطالبات نتيجة السرعة الزائدة، وبسبب سوء الطريق وضيقه وقدمه، مشيراً إلى أن جميع الجهات المعنية باشرت الحادثة من المرور، والهلال الأحمر، والشرطة، وهيئة الأمر بالمعروف. وقال ابن لوي:"إنها معاناة مستمرة لمنسوبات التعليم في رنية، وهذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مع الأسف". وذكر المتحدث الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالله العمري، أن الفرق والمعدات المساندة انتقلت لموقع الحادثة فور تلقي بلاغ وقوعها، واتضح أنها وقعت على بعد 30 كيلو متراً عن محافظة الخرمة، لحافلة نقل من نوع مرسيدس، كانت تقل 34 طالبة يدرسن في كلية التربية في محافظة الخرمة. وأشار إلى أن الفرق عملت على إخراج المحتجزات من السيارة، حيث لقيت طالبتان حتفهما، فيما أصيبت 22 طالبة إلى جانب سائق الحافلة بإصابات متفرقة، وتم تسليم موقع الحادثة لجهات الاختصاص لاستكمال التحقيق ومعرفة أسباب الحادثة. وأضاف العمري، أنه تم إسعاف المصابات ونقلهن إلى المستشفى بواسطة سيارات الدفاع المدني، والهلال الأحمر، والشؤون الصحية. وتقدمت مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة بالتعازي لذوي المتوفيات، وتمنت الشفاء العاجل للمصابات. وفي السياق نفسه، أبدى أهالي رنية استياءهم من الحادثة،"وناشدوا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالوقوف معهم لحل هذه المشكلةً، مطالبين بإنشاء كلية للتربية في محافظة رنية، إذ ينتقل منها يومياً ثماني حافلات كبيرة لنقل الطالبات للدراسة في المحافظات المجاورة، والتي يبعد بعضها عن المحافظة أكثر من 150 كيلو متراً، خصوصاً وأن كثافة المحافظة السكانية تؤهلها لتضم كلية للبنات، أو لتحويل كلية المجتمع الحالية فيها إلى كلية تربية للبنات لحل هذه المشكلة"، بحسب قولهم. والتقت"الحياة"، بولي أمر إحدى الطالبات المصابات في الحادثة، المواطن سلطان بن سعد السبيعي، فقال:"إن طالبات المحافظة يعشن معاناة يومية كبيرة، إذ يذهبن من منازلهن في تمام الساعة الثالثة صباحاً لكي يجتمعن للسفر إلى كلية التربية في الخرمة، واليوم هانحن نشاهد هذا المنظر المؤلم والحزين، حيث وقعت هذه الحادثة المرعبة، وشاهدنا أشلاء الطالبات المتطايرة على الطريق". وأضاف"لم يستطع أحد أن يتعرف على جثث الطالبات إلا بصعوبة بالغة، بسبب تطايرهن تحت عجلات الحافلة إثر انقلابها، ما أدى لتمزقهن أشلاء يصعب التعرف عليها". ووجه السبيعي نداءه إلى وزير التعليم العالي بإنشاء كلية تربية للبنات في رنية للحفاظ على البقية منهن. وعلمت"الحياة"، أنه تم تحويل بعض الطالبات المصابات إلى مستشفى الملك فيصل في الطائف، بسبب خطورة حالاتهن، فيما البقية يرقدن على أسرة مستشفى الخرمة.