اختارت السيدة الأميركية الأولى لورا بوش أمس، ثمان نساء سعوديات لزيارة نيويورك، لتفعيل اتفاق الشراكة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والشرق الأوسط لمكافحة سرطان الثدي ونشر الوعي والبحوث، والذي تم توقيعه أمس برعاية حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة بنت طراد الشعلان وحرم الرئيس الأميركي جورج بوش. وأكدت لورا بوش في كلمتها خلال توقيع الاتفاق، أن التعاون السعودي - الأميركي في مجال مكافحة سرطان الثدي، سيسهم أيضاً في تقوية العلاقات الجيدة التي تربط البلدين، مشيرة إلى إعجابها بإنشاء مركز عبداللطيف للكشف المبكر عن سرطان الثدي وما يقدمه من خدمات. وأشاد الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، في كلمة له قبل توقيع الاتفاق بالدعم والعناية التي أولاها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بتوفير بيئة صحية متقدمة، وتفعيل برامج شراكة مع الجهات المتقدمة على مستوى العالم. وثمن الأمير فيصل زيارة لورا بوش بغرض زيادة التعاون بين السعودية وأميركا في مجال علاج أمراض السرطان من خلال الجامعات والمعاهد والمراكز الطبية والجمعيات المتخصصة في الولاياتالمتحدة الأميركية والاستفادة من تقدمها الطبي في هذا المجال، وخبرة البلدين لتطوير الأبحاث والتدريب والتأهيل ومكافحة أمراض السرطان، إضافة إلى تطوير العمل الخيري الذي تقوم به جمعية مكافحة السرطان في الرياض. من جهته، أوضح المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية رئيس إدارة جمعية مكافحة السرطان في الرياض الدكتور عبدالله العمرو، أن سبب اختيار سرطان الثدي كمجال للاتفاق يعود لكونه النوع الأكثر انتشاراً بين النساء عالمياً والسعودية بشكل خاص، إذ يمثل نحو 20 في المئة من مجمل الأورام السرطانية لدى النساء. وأوضحت استشارية النساء والتوليد والعقم عضو اللجنة التنفيذية لبرنامج الشراكة مع الولاياتالمتحدة الأميركية في مجال سرطان الثدي الدكتورة سامية العمودي، أن اكتشاف المرض لدى السعوديات لا يتم إلا في مراحل متقدمة من الورم، مقارنة ب 30 في المئة في أميركا. وحذّرت من خطورة ذلك لكون 30 في المئة من المصابات أعمارهن أقل من الأربعين عاما. وطالبت بإجراء دراسات بحثية معتمدة لمعرفة أسباب ذلك وتحقيقها من خلال اتفاق الشراكة، معتبرة أن المعوقات لاكتشاف الحالات مبكراً في السعودية هي معوقات اجتماعية أكثر منها طبية. من جهتها، اعتبرت مديرة البرامج الخارجية في جامعة تكساس مركز إم دي اندرسون لعلاج السرطان الدكتورة كندرا وودز، الشراكة فرصة لتشارك المعرفة في مجال مكافحة سرطان الثدي بين البلدين ونشر الوعي والأبحاث ورعاية المرضى من نساء السعودية ونساء المنطقة بشكل عام. ويشمل الاتفاق الذي تم توقيعه في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض أمس، التعاون في مجالات متعددة أولها التعاون العلمي من خلال تكوين توأمة بين مركز الأمير سلطان لأمراض الدم والسرطان في مدينة الملك فهد الطبية ومركز إم دي أندرسون لتبادل الخبرات والأبحاث في علاج أورام سرطان الثدي، كما تتضمن تدريب مجموعة من الكوادر الطبية الفنية والتمريضية في مركز الأمير سلطان لأمراض الدم والسرطان في مركز إم دي أندرسون على آليات علاج أمراض الدم والأورام الحديثة. ويتضمن الاتفاق تعاوناً في المجال البحثي الذي سيؤدي إلى نقلة نوعية كبرى في علاج السرطان عموماً وسرطان الثدي خصوصاً وتقنيات اكتشافه، وكذلك تقديم الدعم للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان في نشر التوعية بثقافة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتحويل ذلك إلى سلوك دوري لدى السعوديات فوق الأربعين عاماً، وتنمية موارد الجمعية كي تستمر في أداء دورها في خدمة مرضى السرطان ومكافحة أسبابه. يذكر أن توقيع الشراكة حضرها الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الصحة السعودي، والسفير الأميركي في السعودية.