لم يختلف زوار شاطئ العقير على"روعة تصميمه، وجمال امتزاج حاضره بماضيه، والتنظيم الذي حرصت عليه البلدية من خلال توزيع مخططات المظلات فيه"، بيد أن معظمهم اتفقوا على وجود سلبيات تواجه زوار الشاطئ، قبل أن يصلوا إليه، وتمثل عراقيل كبيرة بالنسبة للسياحة في المنطقة. ولعل من أبرز تلك السلبيات، التي أكد الكثيرون ضرورة"أن تدخل في دائرة الحلول المستعجلة"، انعدام وجود محطات للوقود على جانبي الطريق المؤدي إلى العقير. ونقل أحمد النويصر، مشكلة وقعت له ولعائلته، بسبب انعدام وجود المحطات"في إحدى المرات ذهبنا إلى الشاطئ، وفوجئت باقتراب نفاد الوقود من سيارتي، وكنت وقتها في الشاطئ مع عدد قليل جداً من السياح، وغالبيتهم من العزاب، فلم أجد حلاً سوى الاتصال بأصدقائي في إحدى قرى الأحساء، وطلبت منهم أن يحضروا لي وقوداً، فقطعوا أكثر من 70 كيلومتراً كي يوصلوه لي، لكنهم صادفوا مشكلة أكبر من مشكلة نقل الوقود، فالاتصال الهاتفي كان سيئاً جداً، ما جعل فترة الوصول إليّ طويلة، وجعلنا نستبعد تكرار الزيارة إلى الشاطئ على رغم جماله". ويشكل ضعف شبكة الاتصالات في الشاطئ،"مشكلة كبيرة تواجه السياح، كما تطال المسعفين، الذين يتأخرون بسببه في إنقاذ المصابين في الحوادث التي تقع على الشاطئ"، بحسب ما نقل أحد المسعفين، الذي يضيف"تصلنا بلاغات عن وجود حوادث في العقير، لكننا نعيش في قلق وإرباك كبيرين، لأن الاتصال، إما أن يكون مشوشاً أو متقطعاً، أو يأتينا نصف البلاغ، وينقطع الاتصال، ولا نستطيع إلا التخمين، والتأخر عن مباشرة بعض الحوادث". ويؤكد المسعف"ضرورة تقوية الاتصال هناك، لأهميته، فهناك احتمال زيادة مضاعفات الإصابة، التي يمكن أن تصل إلى الوفاة، في حال لم نستدل بصورة صحيحة على الموقع، إلى جانب أن أجهزة اللاسلكي لدينا ضعيفة جداً، ولا تستقبل أبعد من أربعة كيلومترات، ما يجعل الاتصال بالعمليات صعب أيضاً، إلى جانب الجوال". وعلى رغم إشادة خالد العبود بالمظلات الجديدة في الشاطئ، وبخاصة تصميمها"الجميل والدقيق، إذ تسهم في حفظ خصوصية الأسر دون عزلهم عن التمتع بجمال الشاطئ"، إلا أنه يضيف"أصبت بصدمة، حين رأيت عبث المخربين بها، ما جعلني أصاب بإحباط كبير، وأعتقد أنها لن تبقى على حالها". وتمنى العبود"تسريع تنفيذ المشاريع الحيوية والخدمية، مثل الشاليهات، والمقاهي الشعبية، ومراكز بيع المواد الغذائية، التي يندر وجودها، فالمقبل إلى الشاطئ يجب أن يتهيأ لكل شيء، وكأنه ذاهب في رحلة صحراوية، أو إلى منطقة مقطوعة"، مطالباً أيضاً ب"الاهتمام بالمواقع الأثرية، ووضع لوحات إرشادية توضح نبذة تاريخية عنها، وزيادة عدد اللوحات التحذيرية على الطريق إلى الشاطئ". ويواجه زوار الشاطئ، قبل الوصول إليه، خطر زحف الرمال المتكرر الممتد على طريقه الطويل، سواءً من جهة مدينة العيون، أو من طريق نهاية بلدة الجشة، إذ وقعت حوادث عدة بسبب الزحف المتكرر، وعلى رغم توفير سيارات كبيرة لإزاحة الزحف على مدار الساعة، إلا أن الحل في نظر عبد اللطيف المهيزعي"لن يتم إلا من طريق تسريع مشاريع التشجير، للتقليل من هذا الزحف، الذي تسبب في حوادث مميتة، خصوصاً في طريق العودة ليلاً، إذ لا يستطيع السائق تمييز الزحف، ما يجعل الانقلاب أو الارتطام المباشر، أمراً وارداً". إلى جانب معضلة زحف الرمال، تظهر مشكلة لا تقل خطراً عنها، بحسب ما نقل محمد العبد الرضا"كدنا في إحدى المرات نتعرض لحادثة مميتة، بسبب الإبل السائبة التي تنشط على هذا الطريق بصورة مخيفة وكثيفة، ما يجعله من الطرق المتوقع لها أن تحصد أرواحاً كثيرة"، متعجباً من"ترك الإبل تخترق الطريق، بحرية تامة"، مؤكداً"تسريع مشروع وضع الحواجز التي تمنعها من خرق الطريق، ومعاقبة أصحابها المخالفين، الذين يتركونها تحصد الأرواح، إذ رأيت الموت أمامي، لولا لطف الله تعالى، ما أثر على الرحلة التي كان من المحتمل أن تكون جميلة، لولا مشاهد الموت التي عشناها". وتنقل هيا الحمد أهم ما يحتاجه الشاطئ من وجهة نظرها"يجب أن تعمل البلدية على فصل الجلسات، بتخصيص منطقة للعائلات، وأخرى للعزاب، لأننا كعائلات ننزعج من الحرية التي يتصرف بها المراهقون، ولا نأخذ راحتنا في التمتع بالرحلة"، مطالبة ب"وضع مرسى للألعاب المائية من أجل ترفيه الأطفال، وأيضاً ملاعب رياضية، وجسر مصغر لصيد الأسماك، كما يجب أن تحرص البلدية على توفير أرض لبناء مستوصف صحي للطوارئ، كون مستوصف العيون يبعد عن الشاطئ مسافة 80 كيلومتراً". ويرى محمود البريكي"ضرورة ترقيم المظلات، كونها تتشابه في التصميم، وكذلك الألوان، مخافة أن يكون هناك تعدٍ غير مقصود على حرمة أسر، وللاستدلال على المظلات بسهولة"، منتقداً"عدم وجود أماكن لشرب المياه، ما يجعل توفير المياه مسبقاً من أهم ضرورات الرحلة، والقلق من التعطل ونفاد الكمية، كما تعاني نساؤنا من العزلة داخل المظلات، إذ لا يمكن أن يخرجن للشاطئ للتمتع بجماله، كونهن في منطقة غير مفصولة، فالعزاب إلى جوار العائلات". ووصفت أم خالد العتيبي الخدمات في الشاطئ ب"الضعيفة". وقالت:"من أهم الأمور التي نتمنى أن نراها، وجود مراقبين، سواء تابعين للبلدية أو الجهات الأمنية الأخرى، لضبط إزعاج العزاب لنا، إلى جانب تحجيم الفوضى والتجول ورفع صوت الأغاني في ساعات متأخرة من الليل، والسباحة عند مواقع الصيد". وأشار عبد العزيز البقشي إلى"وجوب الاهتمام الأكثر بالشاطئ، بترميمه، وزيادة معدلات النظافة فيه، ودفن ساحل البحر بالرمال، حتى يكون منتجعاً لأهالي المنطقة والسياح"، مشيراً إلى ان"هذا الشاطئ يتميز بكثرة الأسماك فيه، فلماذا لا تكون هناك نشاطات مساندة، لخلق جو يبعث تراث الغوص والصيد القديم؟".