اعتدنا القراءة عن مجد الملك عبدالعزيز آل سعود في كتب التاريخ، أو سماع أنبائه من أشخاص توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، فشهود عيان تلك الحقبة من الأحياء ربما لا يتعدون أصابع اليد الواحدة. ومن هؤلاء ذعار بن محمد بن مبارك الخنفري القحطاني الذي ولد عام 1327 ه. وذعار ليس شاهداً عادياً ممن وصلتهم الأنباء وهم قعود، فهو شارك في العديد من معارك توحيد البلاد تحت راية الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود. ويقول ذعار ل"الحياة":"خضت غزوات كثيرة من أهمها حرب الرغامة التي دامت ستة أشهر، وكان أميرنا خلالها عبدالله بن عبدالرحمن بن فيصل، رحمه الله، وانتهت بانتصار الملك عبدالعزيز". ويضيف:"وفي حرب الخبت التي كانت بقيادة أميرنا عبدالعزيز بن مساعد، كنا300 مقاتل، لم يبق منهم على قيد الحياة سوى أربعة أشخاص، هم حمود بن طفاس، وخريزان بن شالح آل سفران، ومحمد بن جفين أبو سحمة، وأنا". ولا يزال ذعار يحتفظ بالبندقية التي خاض بها معارك توحيد المملكة العربية السعودية مع الملك عبدالعزيز رحمه الله، عندما كان عمره حينها لا يتجاوز 16 عاماً. يؤكد زعار خوضه معركة الشعراء التي كانت بقيادة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، رحمه الله، وحرب المغزا الكبير وحرب القرعة بقيادة الملك عبدالعزيز. ويقول ذعار القحطاني:"كان الملك عبدالعزيز كريماً وشهماً وشجاعاً، عاش نشيطاً وتوفي نشيطاً". وتروي حنان حمود، حفيدة ذعار القحطاني، ما كان يحكيه جدها عن صفات الملك عبدالعزيز:"الكرم والسخاء. كان كريماً مع أصحابه، فأي شيء يحتاجونه يلبى لهم، وكان عطوفاً عليهم. كما كان مثالاً للشجاعة وقدوة يحتذى به". وتضيف حنان:"يتمنى جدي مقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز".