لأن النساءَ . يقطّفن ورد الوجود ويعقدنه حول خصر الحياة نحب النساءْ لأن النساءَ. يجمّلننا بعطور القصيدة يخلقننا شعراءْ ويغسلننا من غبار الرتابة... رمل الزمان يطهّرن أعمارنا بالبكاءْ نحب النساءْ ونعشق شَعر النساء إذا ما تراخى على وقتنا ذات حزن وسرّح ليلَه مشطُ الهواءْ ونعبد أعينهن إذا ضوّأتنا مصابيحَ تمخر في دمنا ورياحينَ تنبت في صمتنا فنعيد تعلم درس الهجاءْ نحبّ اشتعال السنابل ورائحةَ القمح والأقحوان عرائشَ ظل الحمام تضاريسَ خطو الحجال مراتعَ غزلان تلك الحروف انهمارَ الغمام على تلتين تهاوي الكواكب من فلكين انهيارَ السماءْ ورقصَ الرياح على مرج خصر وعاصفة الثلج فوق البراكين نوء البحار فرار الأرانب رَعْش العصافير ذعر الأيائل تحت اندلاع الشتاءْ هديل بياض الذراعين ظل النجوم على الركبتين دبيب النمال انسراب النوارس بين الأصابع خفق المراكب عند الرحيل وجوم المدينة عند المساءْ بهار الغموض.. وطعم البدايات سحر التوقع.. فجر الكلام نحب النساء على البئر يملأن منه الجرار ويدلقن من كحلهن الشموس على الدرب تُعْوِل فيه القلوب ظماء ويضرمن في الليل تحت شبابيكهن الهوى سهراً وانتظاراً يطرن عصافير في حلمنا ويرفرفن في دمنا كالحمام ويهربن في أغنيات الحصاد ظباءْ نحب النساء نحب النساء ونوقدهن على القلب شعلة ماء.. نحب النساءَ كلغمٍ من الياسمينْ يكللن أوقاتنا بالبدايات... يدهمننا بالحنينْ نحب النساء يغسّلن وجه الحرائق عند الصباحْ يمشّطن شعر البلاد قبيل الذهاب إلى المدرسةْ ويضفرن أحلامها بالأغاني يكحّلن حرية الشعب رغم الجراحْ يحمّرن رايتنا كي تدغدغ خد السماء ويغفون في أعين الوطن المشمسةْ يقلّمن أظفار هذي القوانين حين تطول وتخمش وجه الحياة ويلففن حول الحقوق الوشاحْ نحب النساء.. نحب النساء لنعلم أنا نكون.. وأنا نفكّرُ أنا نحبُّ.. ونفرح نحزن نبكي ونضحك نغضب نرضى نخاف ونأمنُ نرضعُ من ثدي هذي الحياةِ حليب الضياءْ