كثيراً ما ينظر المجتمع السعودي إلى التحليل النفسي على أنه يدور حول الجنس، ويتناف مع الدين، ومثل هذه النظريات نشأت من خلال مفاهيم خاطئة، فتجد أي شخص عندما يذكر له التحليل النفسي أو العيادات النفسية يقول:"إنني لست مجنوناً"، ومن ثم فنحن في حاجة إلى بعض الوقت لتعديل هذه النظرة إلى التحليل النفسي في مجتمعنا السعودي. وأرجو أن أوفق في هذه العجالة في توضيح بعض الأمور الخاصة بالتحليل النفسي، الذي يطلق عليه"سيكولوجيا الأعماق غير الواضحة"للشخص العادي. فالتحليل النفسي يقصد به درس تطور الطبيعية الإنسانية للشخص، وإطلاق اسم"سيكولوجيا الأعماق"عليه يرجع إلى تعلق هذه الدراسة بما يختفي في أعماق اللاشعور من حياة الفرد. ويعتبر سيغموند فرويد من الرواد في مجال التحليل النفسي، الذي فسر الحياة النفسية في إتجاهين: الأول، يتمثل في البناين الجسمي والعضوي للإنسان، وذلك من خلال الجهاز العصبي. والثاني، يتعلق بالأفعال الشعورية لدى الفرد، وأما ما يكون مجهولاً، فيدخل في منطقة اللاشعور. وترتكز نظرية التحليل النفسي على بناء الشخصية، وتبدأ مراحل تكوين النفس أو الشخصية للشخص العادي من خلال تعلم العادات والتقاليد من أسرته، وبعد ذلك تأتي مرحلة المراهقة وهي من أخطر المراحل العمرية، إذ يبدأ المرء خلالها في تكوين الشخصية المميزة له، وقد يقتدي ببعض الناس ممن يكون قريباً منه كأب أو أم أو أصدقاء، وبعض الأشخاص قد يقتدون ببعض الشخصيات المشهورة. وفي هذه المراحل يحدد الشخص مساره في الحياة. أما في ما يتعلق بنظرة الناس إلى التحليل النفسي على أنه ينافي الدين، فأود أن أشير إلى أن المحللين النفسيين أو الأطباء أو الاختصاصيين ينتمون إلى أديان مختلفة من ضمنها الإسلام، ولا يتناول التحليل النفسي الدين بأي تعديل أو تحريف بأي حال من الأحوال. واختتم هذه العجالة بأن أتمنى للجميع الصحة البدنية والراحة النفسية، وأتمنى أن يتقبل رأيي كممارسة لعلم النفس... وأخيراً، أتمنى للتحليل النفسي مزيداً من الازدهار في وطننا الغالي، لأن كثيراً من الناس في حاجة إليه. هند الغصن اختصاصية العلاج النفسي الإكلينيكي