لفت نبوغ وموهبة الشاب العشريني، فهد القثامي الأوساط التشكيلية ولما يزل في مرحلة باكرة ، إذ اقتحم التجريد والتجريب وتناول الخامات البيئية، ما شجع ذلك بقية أعضاء جماعة"تعاكظ التشكيلية"في الطائف، على إقامة معرض شخصي له هذا الصيف. وضم المعرض أكثر من 35 عملاً متنوعاً، بين التصوير الزيتي والأعمال التركيبية والكولاج، وحول تنوع الخامات يقول القثامي: قدمت مجموعة أعمال تعالج موضوعاً واحداً أو مواضيع عدة، تحت مسمى واحد وهو"الحفر الأخير للزمن"، وذلك من خلال تلمس الأثر الذي يتركه الزمن من ملامح وتضاريس على سطوح العديد من الخامات، التي وظفتها في أعمالي لتحمل الهاجس الإنساني بوعي ونبض وإحساس حاولت إيصاله من خلال هذه التجربة". ويرى المشرف العام على"جماعة تعاكظ"التشكيلية فيصل الخديدي أن المعرض يمثل أحد الأنشطة المهمة التي تقدمها الجماعة للساحة التشكيلية،"فعند الدخول إلى عوالم فهد، التي جسدها من خلال مجموعة أعمال متجانسة ومتسلسلة بشكل منطقي، فإننا نجدها تكشف عن قدرة فنية عالية، لموهبة تشكيلية تمكنت من أدواتها... فعمل على استجلاء ما وراء المرئي ليبحر إلى أجواء تنبض بالعشق والهيام والتأمل والأمل, فمن بين أكوام الركام يتلمس الجمال, ومن توليفته التي مزج فيها بين الخشب والمعدن، ترتسم علاقة الحياة بالخلود التي تنشدها شخوصه بنظرات يعتريها شيء من الشحوب، وكثير من الأمل... كل هذا الإحساس قدمه فهد، هذه الموهبة الشابة المقبلة بقوة وحماس في معرضه الشخصي الأول، وبأعمال نفذت بخامات مختلفة تباينت بين المعدن المعتق وبقايا الخشب, والألوان الزيتية, والكولاج الورقي... بداية جيدة لفهد وإسهام بناء من عضو فاعل في جماعة تعاكظ التشكيلية". أما الناقد والفنان التشكيلي سامي جريدي فيقول:"بأسلوب جديد بدأ فهد القثامي مشروعه التشكيلي، وذلك عبر طريقة مختلفة كان للتساؤل فيها ولادة الموهبة والتركيز, أنسلت أعماله من سلالة الحديد والخشب المعادة من أزمنة الاندثار, والمصابة بفلسفة أرجعتها إلى طبيعة التصادم الحقيقي للأمكنة والغبار... إنها لحظة الاختلاف, وخطورة اللون العائد إلينا من حريق خطفته الأقوال وأهازيج الدفن الأخير للمومياء, هذا ما تحدثنا به أعمال القثامي، ضمن رؤية أراها عاجزة عند كثير من الفنانين, إذ الجرأة والحرية في التجريب وهو نوع مفقود إلى درجة كبيرة عند العديد من التشكيليين... أقصد التجريب الجريء الناتج عن وعي, والقادم من فكر وتأمل طويل". ويعتبر الفنان حمدان محارب أن القثامي قدم أعمالاً"ترتقي بحسها الفني وبعدها الإنساني إلى ذائقة مرهفة، تشع إعجاباً وتتلمس بصيص أمل في نظرات المتلقي المتذوق".