يعتبر حليب الإبل من النعم العظيمة التي انعم الله بها على أهالي الصحراء، فهو الغذاء المتكامل لأصحاب الإبل في الحضر والسفر. ولو القينا نظرة على محتويات هذا الحليب، فإننا سنجد انه يحتوي على 2.9 بروتينات سكريات اللاكتوز 4.45 فيتامينات أ، ب1، ب2، ب6، ب12، وفيتامين ج، أملاح ماء 88.54 وطاقة 592، وهو مفيد للمواليد الصغيرة ولإنسان الصحراء معاً، وفقاً لظروف الصحراء القاسية، إضافة إلى انه متغير في نسب التركيب بحسب الأجواء، فنجد في حالة ارتفاع حرارة الجو تصل نسبة الماء فيه إلى 91 في المئة، وفي حال انخفاض درجة الحرارة فإن نسبة الماء تصل إلى 80 في المئة، كذلك نسبة الدهن متغيرة حيث تنخفض من نحو 3.4 في المئة إلى نحو 1.2 في المئة عند ارتفاع حرارة الجو في الصحراء، اذ أن الدهن يعطي طاقة عالية، والتي تكون غير مرغوبة في جو الصحراء الحار الذي يحتاج إلى شراب منعش ومرطب. وفي الماضي، كان الآباء والأجداد في السعودية يتناولون الحليب مع التمر. وبعد انتشار تربية النحل الآن في أنحاء متفرقة من السعودية، وتوافر أنواع العسل أمثال عسل السدر والطلح والسمر والبرسيم في المنطقة الوسطى والشمالية والأعسال الصيفية والشتوية على امتداد جبال السروات، ابتداءً من منطقة محافظة الطائف وحتى منطقة أبها، انصح مربي الإبل وعشاق حليب النوق أثناء شربهم للحليب أن يضعوا في الكأس أو الكوب ملعقة واحدة من العسل الطبيعي وخلطه بالحليب بتحريك الملعقة حتى يصل إلى الطعم المرغوب. وفي حال تناول الحليب"بالغضارة"أو"الطأسة"أو القدح فتُوضع ملعقتان من العسل مع تحريكه حتى يتجانس الحليب. ويمكن أن نستخلص من هذا المزيج حليب النوق المخلوط بالعسل الفوائد الآتية: 1- مفيد شربه بعد الأكل للهضم المريح، ويقضي على الأرق، ويجلب النوم المريح عند المساء. 2- مفيد شربه للجهاز التنفسي والمشكلات الصدرية من ربو وكحة... وخلافه. 3- مخفض للسكر إذا ما خلط مع عسل القيصوم أو الطلح أو السمر. 4- من المعتقد أن حليب الإبل له أهمية علاجية لبعض الأمراض، وقد يكون السبب في ذلك كون الإبل غالباً ما تتغذى على أعشاب ونباتات طبية في المراعي البرية، إضافة لاحتواء الحليب على نسبة عالية من بعض المركبات التي تمنع نمو البكتريا. ومن العجيب أن حليب الإبل يستعمل في آسيا الوسطى والهند لمعالجة داء اليرقان، والاستسقاء وأمراض الطحال والسل والربو والأنيميا فقر الدم والبواسير ومرض السكر والسرطان. ومن المعروف أنه في بعض دول الشرق الأوسط تعالج كثير من الأمراض بحليب الإبل المضاف إليه بعض الأعشاب والنباتات أمثال: مقلي نبات الشيح - وأزهار البابونج - وأزهار القيصوم والمرامية - وحكيم الصحراء - واليانسون - والحلبة والأعشاب الرعوية المعروفة بصفاتها العلاجية، وذلك كإحدى وسائل العلاج الشعبي، وكذلك العسل الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه:"فيه شفاء للناس"النحل:67. وفي الختام يقول سبحانه وتعالى:"أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت"الغاشية:16-17. ناصر الغصن - الرياض باحث تربية النحل ونباتات العسل