على رغم التصعيد العنيف من الحكومة الإيرانية ضد المملكة بين فترة وأخرى، ومحاولة بعض حجاجها توظيف المناسك في الترويج لشعارات سياسية ومذهبية، وإثارة الشغب تجاه رجال الأمن، إلا أن حكومة المملكة وبحسب وكالة الأنباء السعودية لم تصدر أية قرارات من شأنها تقليص أعداد الحجاج الإيرانيين في موسم هذا العام، وقام سفير خادم الحرمين في طهران محمد بن عباس الكلابي أمس ب«توديع الدفعة الأولى من الحجاج في طهران أمس» وقال: «إن سفارة المملكة لدى إيران كما هو شأن بقية السفارات وقنصليات المملكة بالخارج، تسعى لتقديم جميع التسهيلات لحجاج بيت الله الحرام من الجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأضاف: «إن سفارة المملكة بصدد الانتهاء من إصدار 94 ألف تأشيرة حج، هي حصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية موزعة في إصدارها بين القسم القنصلي بالسفارة في طهران، والقنصلية العامة للمملكة في مدينة مشهد». فيما أشار نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور عبدالله بن يحيى بخاري ل«الحياة»: «أن هذه بادرة طيبة من حكومة خادم الحرمين تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي عليها أن تستقبلها، بالتقدير اللازم». وأضاف: «أن المملكة تتحمل أعباء كبيرة جداً أثناء الحج، وتتحمل مصاريف هائلة، لتسهيل أمور الحجيج، وتجند عدداً من أفراد الشعب لمساعدة زوار بيت الله، وعلى إيران أن لا تنسى ان حجاجها ضيوف في بيت الرحمن، وضيوف المملكة التي هي في الأساس المسؤولة عن الحج والحجيج والحرمين، وعليهم أن يتعاونوا مع حكومة المملكة على أن يتمتع باقي الحجيج بأداء نسكهم دون أية منغصات». وأكد بخاري أنه لا داعي لأية تصرفات عدوانية أو صبيانية من أي حاج بشكل عام، لأنها لن تؤدي إلى شيء سوى إثارة الشغب، في وقت يجب أن يكون جميع المؤمنين في حال خشوع». وطالب ب«ضرورة الابتعاد عن أي أمر ينعكس سلباً على باقي الحجيج».