يعتبر التبادل الثقافي وتبادل البعثات الدراسية بين البلدان من أهم الأسس التي تبنى على ضوئها علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية راسخة، وذلك لما يمثله هذا الجانب من معرفة كل جانب للجانب الآخر من خلال ما يتعلمه هؤلاء الطلاب عن الدولة التي درسوا فيها. وتسعى الدول الى تكثيف بعثاتها الدراسية الى الدول التي تود تمتين علاقاتها معها، وهناك دول تعطي منحاً دراسية لطلاب دول أخرى، بهدف الوصول الى قواسم مشتركة مع تلك الدول، خصوصاً أن الطلاب الذين يكملون دراستهم لا يعودون الى بلدانهم بالشهادات الدراسية فحسب، بل إنهم يعودون بفهم مختلف لعادات وتاريخ وطريقة تفكير الشعب الذي قضوا معه فترة دراستهم، وهذا بدوره يؤسس لقواسم مشتركة بين بلد الطالب المبتعث والبلد التي درس فيها. وفي هذا الإطار، يبحث الجانبان السعودي والياباني خلال الفترة الحالية على توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العلمي بين وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية ونظيرها في اليابان، وقالت مصادر مطلعة:"إن الاتصالات لا تزال جارية للتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون مع اليابان في المجال العلمي". وتمكن أكثر من 149 طالب سعودي من الدراسة في الجامعات والمعاهد اليابانية خلال الفترة 1973 - 2000، وذلك ضمن برنامج المنح الذي أشرفت عليه شركة الزيت العربية، حيث تابع 63 طالب دراستهم ضمن برنامج شركة أرامكو للمنح الخارجية ولا يزال عدد منهم مستمرون في الدراسة الجامعية حتى هذا العام، لاسيما وان هناك عدد من الطلاب الذين تخرجوا في الجامعات اليابانية ضمن برنامج المنح الدراسية للدراسات الجامعية والدراسات العليا الخاص في وزارة التعليم اليابانية. وشهد هذا العام أعداد من الطلاب السعوديين الذين قدموا للدراسة في الجامعات اليابانية على نفقتهم الخاصة أو على منح وزارة التعليم العالي أو منح شركة أرامكو، وتعمل السفارة السعودية بالتنسيق مع الوزارات المعنية في المملكة على الاهتمام بهم ورعاية مصالحهم، ويقدر عدد الطلاب السعوديين الحاليين في الجامعات اليابانية لدرجة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه نحو 30 طالب. وتقوم جامعة الملك سعود في الرياض بتدريس اللغة اليابانية في قسم اللغة اليابانية في كلية اللغات والترجمة التي تخرج منها عدد من الطلاب السعوديين التحق بعض منهم بمجالات ذات علاقة وثيقة في اليابان. لاسيما وأن هناك أعداد من الطلاب اليابانيين يدرسون اللغة العربية والدين الإسلامي على نفقة حكومة المملكة العربية السعودية في الجامعات السعودية، وفي المقابل يقوم المعهد العربي الإسلامي في طوكيو التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتدريس اللغة العربية للطلبة اليابانيين في بلدهم. وفي إطار الاتفاقات بين الجانبين السعودي والياباني لزيادة التعاون الثقافي، تم الاتفاق بين كل من نادي الفروسية في الرياض وإتحاد الفروسية الياباني J.R.A. على إقامة سباق سنوي للخيل في العاصمتين الرياضوطوكيو، وذلك بعد الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين المملك عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد آنذاك إلى اليابان في 1998، حيث كانت المسابقة الأولى على كأس اليابان والأخرى على كأس الملك عبد الله بن عبد العزيز. وفي أيار مايو 2005، أقيم حفل سباق إضافي خاص بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بالإضافة إلى السباق السنوي السابع المعتاد على كأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.