عندما صعد فريق الحزم إلى دوري الكبار في الموسم الفائت كانت آمال وأحلام وتطلعات محبيه وعشاقه في الرس لا تتجاوز رغبة البقاء في أندية الفئة الممتازة على اعتبار ان فريقهم الشاب لا يملك خبرة الاحتكاك الكافية التي تمكنه من المنافسة الدائمة ولو على مراكز الوسط، ومن هذا المنطلق انطلق رجالات الحزم في برامجهم وخططهم التي تركزت على التعاقد مع جهاز تدريبي على قدر عال من الكفاءة الفنية يقوده التونسي الخبير أحمد العجلاني واستقطاب عناصر أدائية متميزة ومحترفين أجانب بارزين ليكونوا خير دعامة لصفوف الفريق وخطوطه المختلفة. البداية لم تكن مشجعة على الإطلاق وكانت النتائج في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد"يرحمه الله"وجولات عدة من الدور الأول في مسابقة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين غير مطمئنة، بل ودقت ناقوس الخطر بين أبناء الرس، خصوصاً عقب السباعية الموجعة التي تلقتها شباك الفريق من الاتحاد في جدة، ودخل الحزم بفعل ذلك في دائرة أبرز وأقرب الفرق التي ربما تحجز بطاقة المغادرة سريعاً وتعود من حيث أتت إلى دوري أندية الدرجة الأولى. مع استمرار الخسائر لم ييأس رجالات الحزم وازدادوا عزيمة وإصراراً على انتشال فريقهم من دوامة الهزائم والتحليق به في سماء الانتصارات والنتائج الإيجابية، وكان لهم ما أرادوا، ولكن على استحياء فتارة يفوز الفريق وأخرى يتلقى خسارة مؤلمة، مع العلم ان انتصاراته التي حققها في الدور الأول كانت جميعها خارج أرضه وبعيداً من جماهيره، وهذا يؤكد ارتفاع معدل الشد العصبي والشحن النفسي الذي يصاحب أداء اللاعبين عندما يلعب الفريق على ملعبه في الرس. نقطة التحول الحزماوية العجيبة كانت في الدور الثاني من المسابقة المحلية الأغلى وتحديداً مع بداية الدور، إذ تعادل الفريق مع الشباب في الرس بعد مباراة قدم فيها لاعبو الحزم أداء باهراً، ثم عاد الفريق وتعادل مع الهلال على أرضه وبين جماهيره في الرياض وأعطت هاتان المواجهتان مزيداً من الثقة والحماية للاعبي الفريق، ولكن الأفراح لم تستمر طويلاً عقب تلقي الحزم خسارة قاسية كانت الأكثر إيلاماً من فريق الاتفاق بثلاثية قوية أعادت فتح الجراح مجدداً، لتبدأ بعدها محاولات الإنقاذ والاجتماعات المكثفة والتي بدأت معها الانتفاضة الحزماوية الأجمل عبر تحقيق الفوز على القادسية في الدمام ثم التعادل مع الأهلي في الرس، على رغم أهمية الفريق في الفوز ومنحت هذه النقاط الأربع الأمان والاطمئنان لمحبي الفريق في كل مكان. الانفجار النتائجي الحزماوي كتبتُ الرس حروفه الأولى هذه المرة، إذ حقق الفريق انتصاره الأول على أرضه وبين جماهيره على بطل آسيا فريق الاتحاد، ثم واصل الطوفان الحزماوي مشواره وابتلع فرق أبها والأنصار والطائي جامعاً 12 نقطة كاملة من مبارياته الأربع الأخيرة وسطر الفريق أروع عروضه الكروية، إذ تنففن لاعبوه في رسم أجمل لوحاتهم الفنية على المستطيل الأخضر، وحولوا فريقهم المغمور إلى مارد مغرور وشبح مرعب ومخيف يتلاعب بالفرق كيفما شاء في كل كبرياء ودهاء وغرور، وكان الفريق مرت عليه سنوات طويلة بين أندية الكبار ليجمع الحزم حتى الآن بفعل هذه الانتصارات المتلاحقة الرائعة 29 نقطة متساوياً مع الأهلي، الذي تقدم إلى المركز الرابع بفارق الأهداف وبين الفريقين سباق مهموم لانتزاع المركز الرابع في مربع الأقوياء ينتظر ان يستمر حتى اللحظات الأخيرة من الجولة ال 22 من المسابقة الغالية.