من ضمن الجمعيات والهيئات الكثيرة... ألا توجد هيئة أهلية لحماية البيئة؟ وإن كانت موجودة... ما دورها؟ وما جهودها؟ البيئة المحلية بحاجة إلى حماية قوية، بعض البيئات متدهورة والبعض الآخر في طريقه إلى التدهور. مثلاً طفح المجاري والناموس في جدة لا يتوقف، فكل سنة يتجدد ويزداد في موسمي الشتاء والمطر، وكل النداءات في الصحف تقابل من أمانة مدينة جدة بصمت مطبق، ولعل جدة مر عليها أكثر من أمين والحال على ما هي عليه. قنوات الصرف الصحي تزيد الأمر سوءاً. هذا في مدينة جدة، إضافة إلى مدن أخرى كالطائف وما حدث في"مجاري حي الطحلاوي"واختلاطها بماء الشرب. أيضاً الرياض وما حصل في"حي الشهداء"واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب. أين البلديات؟ حتى سيارات نقل مياه الصرف الصحي وتجوالها في الأحياء، وهي تسرب المياه التي بداخلها. إن أخطاء مياه الصرف التي اختلطت مياهها بالمياه الجوفية تعد كارثة إنسانية وبيئية، ما يؤدي إلى تلوث المصدر المائي، إضافة إلى تكوين المسطحات المائية التي تنمو بها الحشرات والبعوض، بتحلل مواد المجاري وصدور روائح كريهة، ما يزيد الطين بلة. لا نريد أن نفيق على كوارث تجتاحنا كما حصل في"حمى المتصدع"وما نسمع عن حمى"الضنك"التي تهدد مدينة جدة، لا بد من أصوات تظهر في المجتمع تطالب بحماية البيئة بشكل جدي من طريق جمعيات أهلية، والمشاركة في الجهد الرسمي، وبعد التحاق مواطنين في أمانات مدن المملكة بالانتخاب لا بد من أن يتضح دورهم في مدنهم ويدركوا أيضاً حجم المسؤولية الصحية للبيئة والمواطنين. إن تفعيل دور الأمانات في حماية البيئة في حماية البيئة لا يعني أن ليس للمواطن دور. إن هدر المياه في الشوارع والمستنقعات وغيرها من سلبيات في البيئة، موجودة أو في طريقها للوجود، لا بد من مكافحتها أولاً بأول. إحساس المواطن بالمسؤولية يتم من خلال مشاركته في كل ما من شأنه حماية وطنه في جميع الحالات، الأمن الصحي والبيئي تماماً كالأمن بمعناه المعروف، والسؤال الأهم أين يتم إلقاء النفايات سواء المنزلية أم نفايات المصانع الثقيلة والخفيفة؟ وهل هذه النفايات تشكل خطراً على الإنسان والحيوان والبيئة بصفة عامة؟ ومن الذي يتابع ويراقب المصانع والمنشآت التي تنتج هذه النفايات؟ والهواء ما مدى نظافته أو تلوثه؟ وهل هناك قياس بيئي؟ أسئلة كثيرة لأمور بدأت تطفو على السطح ومتى تأتي دعوة للمواطن للمشاركة في حماية بيئته؟ [email protected]