تجسيداً للنهج الحميد في التواصل والتشاور بين الاشقاء، وتعميقاً لجذور المودة والإخاء بين الشعبين العماني والسعودي، وتلبية لدعوة ودية من سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد، قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة بزيارة رسمية للسلطنة استغرقت ثلاثة أيام، ابتداءً من يوم السبت الثالث من ذي الحجة 1427 ه 23 كانون الأول / ديسمبر 2006، وقد تبادل الجانبان الآراء حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع الإقليمية والدولية. كما أشادا بالعلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين، وعبرا عن رضاهما عما وصلت إليه تلك العلاقات من نمو وتقدم في ظل الرعاية الكريمة لعاهلي البلدين، ويتطلعان الى مزيد من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. وأعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية عن إعجابه الكبير بالتقدم والنهضة المباركة التي تشهدها سلطنة عمان في شتى المجالات، في ظل العهد الزاهر للسلطان قابوس بن سعيد. وأشاد السلطان قابوس بن سعيد بالتطورات التي تشهدها المملكة العربية السعودية الشقيقة في مختلف المجالات، في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين. وأثنى على الدور الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين في دعم مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومساندته للعمل الخليجي المشترك، بما يحقق المزيد من التقدم والرفاهية للمواطن الخليجي، ويثبت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة. وعبّر الجانبان عن قلقهما البالغ لتدهور الوضع في العراق ومعاناة الشعب العراقي الشقيق، ويدعوان الأطراف العراقية كافة إلى تغليب المصالح العليا، وأكدا احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق. كما استعرضا تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية، ومسيرة عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكدا استنكارهما الشديد وإدانتهما لاستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، ودعوا المجتمع الدولي للتحرك السريع لوضع حد لتلك الاعتداءات، وتفعيل عملية السلام وفق مبادرة السلام العربية وخريطة الطريق وقرارات الشرعية الدولية، فالسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للبقاء وعاصمتها القدس الشريف، والانسحاب الإسرائيلي من الجولان العربي السوري المحتل الى خط الرابع من حزيران يونيو 1967، ومن مزارع شبعا. وعبرا عن قلقهما لتطورات الأحداث والاختلافات السياسية المؤسفة في لبنان، ودانا بشدة مسلسل العنف والاغتيالات، كما أكدا دعمهما للحكومة اللبنانية وتأييدهما ومساندتهما لجهود الأمين العام لجامعة الدول العربية لإيجاد حل للأزمة، بما يحافظ على وحدة الصف اللبناني ويعزز الأمن والاستقرار، والالتزام بالمؤسسات الدستورية الشرعية، ويغلب التوافق واللحمة والحوار. كما دعا الجانبان الأطراف الصومالية المتصارعة إلى تغليب لغة الحوار وحل المشكلات بالطرق السلمية، بما يحافظ على استقرار الصومال واستقلاله، ويثبت دعائم الدولة ويعزز نفوذ الحكومة في بسط سلطتها على سائر الأراضي الصومالية. وحول تطورات الأوضاع في السودان، عبرا عن أسفهما لاستمرار المعاناة الإنسانية في إقليم دارفور، وفي هذا الإطار يثمنان جهود الحكومة السودانية وحرصها على احتواء الأزمة، ويشيدان بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لمساعدة الحكومة السودانية لتحقيق المصالح الوطنية في دارفور، وفي هذا الشأن يحثان الحكومة والفصائل السودانية على الجلوس معاً إلى طاولة المفاوضات، وتغليب المصالح الوطنية العليا للسودان. وفي شأن الملف النووي الإيراني، أكدا مجدداً دعمهما كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة، ويحثان إيران على مواصلة الحوار والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يحقق الالتزام بالمعايير الدولية للأمن والسلامة ومراعاة الجوانب البيئية، ويؤكدان مجدداً مطالباتهما بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج، مع إقرارهما بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية، على أن يكون ذلك متاحاً للجميع في إطار الاتفاقات الدولية ذات الصلة. كما عبر خادم الحرمين الشريفين عن بالغ تقديره وامتنانه للسلطان قابوس بن سعيد وحكومته وشعبه الكريم، للحفاوة وكرم الضيافة ومشاعر الأخوة الصادقة التي قوبل بها والوفد المرافق أثناء زيارته الرسمية للسلطنة، مؤكداً العزم على دفع العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين إلى مجالات وآفاق أرحب، متمنياً المزيد من التقدم والرخاء للشعب العماني. صدر في مسقط والرياض يوم الاثنين 5 من ذي الحجة 1427 ه الموافق 25 ديسمبر 2006.