دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن محمد آل طالب، المسلمين إلى حفظ اللسان من اللغو في أعراض الناس، وعدم الحديث في ما لا يعنيهم. وقال خلال خطبة الجمعة في مكةالمكرمة أمس:"للكلمة مضمون خطير، والحساب عليها عسير، سواء أقيلت باللسان أم كتبت في الصحف والمجلات أم تداولتها المنتديات، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني"، مؤكداً أن الصغار هم الذين يهتمون بالصغائر، ويدفعون الدسائس، ويفتشون عن أحوال الناس. وأضاف:"فكيف إذا كانت مسائل خلاف بلا هدى، ونوازع طيش على هوى، ورغبة في الاستعلاء، وكيف إذا كانت غيبة لأهل الخير وتحريشاً تحريضاً خفياً أو جلياً للعلماء وطلبة العلم وأهل الصلاح، وتعريضاً ظالماً بلا برهان ولا بينة، ولمزاً وغمزاً وسخريةً واتهاماً للعقائد والنيات"، مؤكداً أنه لا خلاص من هذه الرذائل إلا بعزم صادق، يكتال معه المؤمن من فيوضات الرحمة ما ينير له قلبه، ويجعله أخشى لربه، وهذا يحتاج إلى ترويض نفس ومجاهدة". وأكد أن الحديث عن الآخرين وتتبع سقطاتهم وإشاعة الفرح بها من أقبح المعاصي، وأكثرها إثماً، ولا يموت مقترفها حتى يبلى بها. وذكّر آل طالب بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه"، مشيراً إلى أن ترفّع المرء عن الخوض في ما لا يعنيه من كمال العقل، كما انه يظهر راحة البال وهدوء النفس وصفاء الضمير، وينوّر القلب والبصيرة، ويطهّر الروح، وأن الانشغال بما لا يعني الإنسان ينتج منه قلة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق وفساد القلب، وإضاعة الوقت وحرمان العلم، وضيق الصدر وقسوة القلب، وطول الهم والغم. وأكد أن أي مجتمع طاهر رفيع، سينتج إذا التزم أفراده بهذه الوصايا، وهي التي جاءت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة". ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن حفظ اللسان دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام، وفيه السلامة من العطب، وهو دليل المروءة وحسن الخلق، وطهارة النفس ومحبة الله ومحبة الناس.