أناب المشاركون في المؤتمر الدولي الأول للسياحة والحِرف التقليدية، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، في رفع برقية شكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته المؤتمر الذي صدرت توصياته أمس. كما أنابوه في رفع برقيات إلى كل من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، على اهتمامه الخاص بهذا المؤتمر، ووزير الداخلية رئيس مجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة الأمير نايف بن عبدالعزيز على تفضله بافتتاح المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين. وعبروا عن"عميق شكرهم وعظيم تقديرهم للتنظيم الدقيق والحفاوة الكريمة التي استقبلوا بها بمناسبة انعقاد هذا الحدث"، الذي نظمته الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في استانبول أرسيكا. وأكدت توصيات المؤتمر أهمية دعم واهتمام وعناية حكومات دول العالم الإسلامي بالحرفيين والحرفيات، وتشجيع المجتمع المدني على الإسهام في إحياء التراث الحرفي ضمن النشاط السياحي، وذلك من خلال تفعيل هذا الدور لدعم هذه القضايا وتوفير فرص التدريب، وتنمية المهارات، والتمويل، والتسويق، وحماية الإبداعات الحرفية، وتوفير المواد الخام، والاشتراك في المعارض والندوات وتوفير قنوات الاتصال بخصوص التسويق وغيرها. ودعا المشاركون في المؤتمر خلال الحفلة الختامية التي أقيمت أمس في قاعة المحاضرات في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض، إلى تنشيط حركة الحرف اليدوية والعمارة الإسلامية من خلال تنظيم المزيد من اللقاءات العلمية والبحثية والتدريبية، لتوفير الفرصة لتأمين التواصل والتبادل بين حرفيي الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والمهندسين المعماريين والمصممين. وطالبوا الجهات المعنية في كل من الدول الأعضاء، بتوظيف الأعمال الفنية التراثية في المشاريع المهمة، وأكدوا أهمية إنشاء القرى الحرفية التي يمكن ربطها بالقطاع السياحي. وأكدت التوصيات ضرورة البحث عن فرص لتوفير المواد الخام محلياً، وإنشاء جمعيات محلية تهتم بتوريد الخامات وتصدير المنتج وتحسين التكوين لدعم الأسر المنتجة، ودعت إلى توعية المستهلك بالمميزات الخاصة بهذا القطاع، وتبادل الخبرات، خصوصاً في مجال علامة الجودة المختومة، التي تلصق على ظهر المنتج وتحمل بيانات حول الجودة والدقة والمقاسات والنموذج وتاريخ الصنعة. وأكدت التوصيات ضرورة ربط الحرفي بمؤسسة تعليمية، أو ربط الورشة الحرفية بخدمة تعليمية، تتدرج مستوياتها من مرحلة تعليمية إلى أخرى، مشيرة إلى أهمية تبني الدراسات الجامعية في هذا المجال، وتشجيع الدراسات المهتمة بالحرف اليدوية. وطالبت باستحداث برامج لتدريب طلاب مختلف مراحل التعليم نظرياً وميدانياً على حرف يدوية، والتأقلم مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، والعمل على تبادل الزيارات بين حرفيي الدول الأعضاء، بهدف التعرف عن كثب على الوسائل والتقنيات المستحدثة. ودعت التوصيات إلى الحرص على تنظيم المعارض الدورية، محلية أو إقليمية أو دولية، ودفع الحرفيين إلى المشاركة بها، بما يضمن المنافسة الدائمة والابتكار المستمر. ودعت كذلك إلى العمل على فتح آفاق جديدة للتسويق تعتمد على الأفكار الجديدة البعيدة من التكرار، وإنشاء القرى الحرفية التي يمكن ربطها بالقطاع السياحي، والتي تدفع بالتالي إلى وضع بند جديد على جدول رحلات الوفود السياحية. وأكدت أهمية توظيف بعض المعالم، أو المواقع التاريخية المؤهلة لاستقبال النشاط السياحي مع الحفاظ على هويتها العمرانية باللجوء إلى الحرف اليدوية المتصلة بالعمارة والتزيين والزخرفة، والاهتمام بإدراج القرى الإنتاجية الحرفية ومحال بيع منتجات الصناعات التقليدية المعتمدة في الأدلة المحلية للإرشاد السياحي. وأشارت التوصيات إلى ضرورة تقويم الاستثمارات الأجنبية في مجال السياحة في البلدان الإسلامية ومدى تأثيرها في التراث الحرفي والثقافي والحضاري المحلي. وتطرقت كذلك إلى ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات التي تستهدف تشريع نوع من القوانين لحماية الملكية الذاتية للحرفيين تشمل المنتجات المنجزة بما فيها التصاميم وغيرها. ودعت إلى إعداد برامج إعلامية للتنويه بما تتميز به الحرف التقليدية كمنتجات فنية ذات نفعية مستمرة للمجتمع، مع طرح إشكالية استهلاكها في إطار النشاط السياحي الواسع. وطالبت برصد الجوائز للدراسات العلمية وأعمال التوثيق والابتكار، والمنتجات الجيدة في قطاع الصناعات التقليدية. ونبهت التوصيات إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على وجود الصناعات التقليدية في فلسطين. ودعت في هذا السياق إلى دعم هذه الصناعات وتعزيز دور المؤسسات الفلسطينية في مجال توفير فرص التدريب والتعليم والتكوين وتوفير المواد الخام والمشاركة في المعارض الدولية والإقليمية والوصول إلى الأسواق، ومساندة الحرفيين على صون وحماية الإرث العظيم في مدينتي القدس والخليل وبقية مدن الأراضي الفلسطينية. يذكر أن المؤتمر الذي استمر ثمانية أيام، اشتمل على معرض لروائع القطع والمنتجات الحِرفية من العالم الإسلامي، وآخر عن الكتب والمطبوعات والألبومات والصور التي صدرت في هذا الميدان. كما اشتمل على سوق للحِرف والصناعات التقليدية، وعروض حية للحرفيين، إضافة إلى تنظيم جائزة دولية، وعروض للجمعيات الخيرية النسائية العاملة في مجال الحرف في السعودية. وحضر المؤتمر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، والمدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية في استانبول ارسيكا الدكتور خالد آرن ، والعديد من الوزراء في السعودية وبعض دول منظمة المؤتمر الإسلامي. وشارك في المؤتمر ممثلون عن أكثر من 50 دولة من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وعدد من الحرفيين من هذه الدول، وعدد من المنظمات الدولية والمراكز والمؤسسات المتخصصة وخبراء السياحة والحرف اليدوية.