لم تدرك سعاد أن الشاب الذي أصر على الخروج من المصعد وتركها وحدها، سيعود لها من طريق آخر، واعتقدت في البداية أنه خرج لدافع نبيل ليفسح لها المجال، وأن لا تكون في حال اختلاط معه، ولكنها فوجئت به على باب المصعد في الطابق الثاني، ما جعلها في حيرة من أمرها، وبخاصة أن المجمع التجاري الذي كانت فيه مزدحماً بالزوار، ولم تجد أمامها غير الصبر حتى تصل إلى الطابق الذي تريده، وتقول:"على رغم تكثيف رجال الأمن وجودهم لمنع حدوث أي حال تحرش بالنساء، إلا أن الشبان يستخدمون طرقاً شتى في إزعاج الفتيات والنساء". ولم تكن تلك الحادثة الوحيدة التي وقعت في أول أيام العيد، وإن لم تسجل عند رجال الأمن في المجمعات التجارية والمدن الترفيهية، وبخاصة أن الكثير من العوائل يفضل الصمت خوفاً من لفت انتباه الناس. وأكد البعض أن حوادث التحرش والمعاكسات تتكرر في كل عام، إذ يستغل الشبان فرصة الإجازة والعيد لإلقاء عبارات الغزل على الفتيات، معتبرين ذلك جزءاً من استمتاعهم بفرحة العيد. ويرى البعض في لجوء الفتيات إلى لبس"عباءات"مطرزة بخيوط ذهبية ورسومات مثل الورد أو الطيور، سبباً في المعاكسات. ويقول خالد مطلق إن"ذلك ربما يكون مساعداً للتعرض لهن". ويضيف أن"الشاب يغازل الفتاة بوصف العباءة التي ترتديها، بمجرد أن تنزل من السيارة أمام المجمعات التجارية، وقد يستخدم عبارات تخدش الحياء في بعض الأحيان". ويذكر أن"مثل تلك الحالات تؤدى إلى وقوع ملاسنات بينهم، إلا أن الشبان يغادرون المكان، مطلقين عبارات تهكم وسخرية". ويشير إلى أنه شاهد فتاتين تعرضتا لمضايقات من جانب أربعة شبان، ويرى أن"وجود رسوم وألوان لامعة على أطراف عباءات النساء أسهم في تلك المعاكسات". ويعتقد صالح الجمعة أن الفتيات يساهمن في لفت انتباه الشبان لهن، ويذكر أنه رأى في إحدى المدن الترفيهية عدداً من الفتيات يمزحن مع بعضهن البعض، لافتين أنظار الشبان لهن، وهن في مكان مزدحم بالزوار، وما كان من الشبان إلا البدء بتبادل النظرات وإعطاء ردود فعل تنم عن تحرش". ولم يقتصر أمر إزعاج النساء على الشبان فقط، وإنما أسهم بعض الأطفال في ذلك، وإن كان بطريقة مضحكة. وتذكر عبير عبد المعطي أن"صبية في مجمع تجاري في الدمام قاموا بتفجير بالونات عمداً بالقرب من تجمعات النساء، ما سبب ذعراً وصراخاً بينهن، ورأت الأطفال بعد ذلك ضاحكين وهم يهربون بعيداً". وتذكر أن الصبية يجمعون أكبر عدد ممكن من البالونات، والتنقل بها بين النساء، وفي إحدى محاولاتهم أشاعوا ذعراً بين المتسوقين، ما أدى إلى وقوع ملاسنة بين رجال الأمن وأهالي الصبية لسماحهم لأبنائهم بخلق حال من القلق داخل أسوار المجمع. وتقول إن"رجال الأمن لم يستطيعوا الإمساك بالأطفال، وإنما تحول المجمع إلى ساحة من الفر والكر بين الجميع". وأكثر ما يزعج رواد المجمعات الوجود غير المبرر من جانب بعض الشبان على الأبواب، وبخاصة تلك التي يمنع العزاب من دخولها، ويقوم بعض الشبان بالتوسل لرجال الحراسة بأن يدخلوهم، وينجح كثير منهم بالدخول للمجمع، وخصوصاً من لهم علاقة برجال الأمن.