نجح نحو 600 فرد من مرور الرياض أمس في تنظيم الحركة المرورية الكثيفة في العاصمة الرياض، خصوصاً مع انطلاق أول يوم دراسي، فكانت حركة السير انسيابية في معظم المناطق التي تشهد اختناقاً خلال فترات الذروة. وأوضح رئيس شعبة السير في مرور الرياض المقدم علي عبدالله الدبيخي، أن إدارة المرور الرياض وضعت خطة خاصة لاستقبال الحركة المرورية الكثيفة التي تشهدها الرياض كل عام مع عودة الموسم الدراسي، مشيراً إلى أن الخطة وضعت منذ وقت مبكر قبل شهر تم تجربتها ميدانياً. وأضاف أن شعبة السير درست المواقع التي تشهد كثافة مرورية، إذ تم وضع الحلول المناسبة لها، مؤكداً أن تقرير المرور أمس لم تسجل سوى عدد قليل من الحوادث العادية، لافتاً إلى أن خطة المرور ركزت على الحد من حوادث السير بأكبر قدر ممكن، من خلال التخطيط المسبق والدراسات. وأشار إلى نحو 311 مركبة مرور ودراجة نارية شاركت في تنفيذ الخطة إضافة إلى 40 فرداً يؤدون الدوريات الراجلة خصوصاً عند كليات البنات التي تشهد حركة مرورية كثيفة عند الصباح وخلال فترة الظهيرة، إضافة إلى 35 ضابط مرور أشرفوا على تنفيذ الخطة الميدانية. من جانبه، أكد عميد البحث العلمي في جامعة الملك سعود أستاذ الهندسة المرورية الدكتور علي الغامدي، أن التنظيم المروري أحد الحلول العملية لمواجهة الاختناقات المرورية، ولكن ليس كل الحلول التي تنهي مشكلة الازدحام في مدينة كبرى مثل الرياض. وأشار إلى أن جهود إدارة المرور في الرياض ملموسة سواء من ناحية التنظيمي أو تطوير أساليب الإدارة المرورية، لافتاً إلى أن التطوير الميداني يعد الأقل تقدماً في هذه الجوانب. وأوضح أن أول يوم دراسي يعد يوم ارتباك، لأنه الفاصل بين الإجازة والعودة، وأن كثافة الحركة المرورية متوقعة والازدحام طبيعي، خصوصاً بعض المسارات التي تنعكس الحركة فيها ما بين فترة الصباح وبعد الظهر. وطالب إدارة المرور بأن يكون لديها استعداد كامل للتعامل مع كل الأيام بالمثل، لأن أنماط الحركة المرورية ستستمر بهذا النمط إلى نهاية العام الدراسي أي خلال تسعة أشهر مقبلة، متمنياً أن يكون الاستنفار مرتبطاً بالأحداث غير العادية، أما بقية المواسم يكون لها استعداد عادي، ولكن فيه جانباً احترافياً وتخطيطاً واعياً. وقال:"أنا غير متفائل بحل الازدحام المروري"، لافتاً إلى أن جهاز المرور معني بحل جزء من هذه الظاهرة، ولكن لا يمكن أن يُحَّمل المسؤولية كاملة، وأن التخطيط الهندسي للطريق تعنى به أمانة المدن ما يسهم في انسيابية الحركة المرورية. وأضاف أن العاصمة الرياض لها أكثر من ذروة سير خلال اليوم الواحد، الأولى من السادسة إلى الثامنة صباحاً، والثانية من الحادية عشر ونصف صباحاً إلى الثانية ظهراً، والثالثة من الخامسة إلى الثامنة مساء، مشيراً إلى أن فترات هذه الذروة تتغير خلال شهر رمضان. وتشير الدراسات الحديثة التي تصدرها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أن العاصمة السعودية تشهد أكثر من ستة ملايين رحلة يومياً، وأن عدداً من الطرق الرئيسية تستوعب أضعاف حجم استيعابها الحقيقة التي كان مقدراً لها استيعابها عند بنائها. وأثنى المدير التجاري للمنطقة الوسطي والغربية في شركة الزامل المهندس محمد عبدالعزيز التميمي، على جهود رجال المرور في تنظيم حركة السير داخل الرياض أمس، مؤكداً أنه وصل إلى مقر عمله في يسر وسهولة. وقال:"لفت انتباهي انتشار رجال المرور وعدم وجود حوادث سير في الطريق الذي سلكته، ولمست انسيابية الحركة على عكس ما كنت متوقعه والذي يقابلني كل صباح عندما أذهب لعملي". من جهته، قدر عبدالعزيز المهري ولي أمر طالب في الابتدائي، التنظيم المميز الذي حاول مرور الرياض تحقيقه، من خلال الانتشار المبكر في المناطق التي تشهد حركة مرورية كثيفة وعند إشارات المرور الضوئية. وأشار إلى أن سيارة المرور الواقفة بالقرب من مجمع المدارس الذي يتلقى ابنه فهد تعليمه فيه، كان مؤشراً جيداً على اهتمام رجال المرور بأول يوم دراسي واستعدادهم للتعامل مع هذا الحدث بكل جدية.