أحدثت إعلانات مكاتب محلية للمشاركة في برامج التأهيل التعليمي بكالوريوس وماجستير ودكتوراه خارج السعودية مشكلات لا حصر لها عند أولياء الأمور. وعزا العديد من المسؤولين نظرة الفتيات إلى السفر إلى الخارج بهدف استكمال التعليم إلى عدم وجود التخصصات المناسبة والملائمة لهن بحسب توجهات الفتيات. يقول أبو حنين:"لا يمكن أن أسمح لابنتي بأن تسافر وحدها خارج السعودية لأنها لن تراعي العادات والتقاليد هناك، ولن تتمسك بها في ظل المجتمع الانفتاحي"، وأضاف أن الإعلانات التي ملأت الصحف جعلت بناتنا الهادئات ثائرات لأنهن يردن أن يحصلن على أفضل الشهادات من جامعات عريقة وجيدة. ويؤكد أبو عثمان، الذي حصلت ابنته على تقدير ممتاز في القسم العلمي، أنه لن يسير أبداً على هواها على رغم أنه غير سعودي. وقال:"إن هذا الأمر يتوقف على ما سنراه من قبول أو رفض من كليات الطب الموجودة في السعودية، كما أني لست مستعداً لأن أترك عملي من أجل أن تلتحق ابنتي بإحدى الجامعات الشهيرة في بيروت". من ناحية أخرى، أظهر عبدالعزيز الغامدي رضاه التام عن سفر ابنته إلى الخارج مع أخيها، وقال:"أنا مطمئن جداً على سفرها وذلك لوجود محرم معها، أما بالنسبة إلى مسألة ما ستراه من انفتاح غير عادي في الجامعة الأجنبية التي ستلتحق بها، فأعتقد أن للتربية دوراً كبيراً في ذلك". في حين رفضت الأم سلوى سفر ابنتها بسبب ما تراه من مآس يصورها التلفزيون ليل نهار، وقالت:"أخاف على ابنتي من الزواج العرفي، وأخاف عليها من شبان الخارج الذين يمارسون أنواعاً من السحر الكلامي للإيقاع بالفتاة من الدول الخليجية خصوصاً حتى تقع فريسة في أيديهم". ومن المفارقات العجيبة في هذا التحقيق أن إحدى الفتيات هددت والدها بعدم حضور مراسم الزواج إذا لم يؤذن لها من زوجها بالسفر إلى الخارج، وأخرى هددت بالجلوس في غرفتها مدى الحياة في حال رفض والدها السفر لاستكمال الدراسة. وفي ضوء التحقيق حول أهمية اتجاه الفتيات إلى التعليم الخارجي، قالت الدكتورة نهاد السيد:"نحن في المجتمع السعودي لنا نظرة، خصوصاً إلى الفتيات اللائي لم يتزوجن وهن داخل المجتمع، فكثير من الأقاويل تلاحق هؤلاء بين الحين والآخر بسبب الأفكار التي حملنها أو ورثنها من آبائنا وأجدادنا عن صورة الفتاة أو المطلقة السيئة، لذلك فإني لا أستبعد حدوث حوادث قد تصل إلى الانتحار بسبب اقتناع الفتيات بالسفر إلى الخارج وعدم اقتناعهن الكافي بالنظر ولو للحظات إلى الجامعات الأهلية أو الحكومية على رغم ارتفاع نسبهن المئوية.