دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين إلى التعوذ من الفتن في صلواتهم، بعد أن كثرت في زمننا هذا، ونبه إلى ضرورة التمسك بأسباب الثبات على أمر الدين وتعاليمه السمحة، والالتجاء إلى الله بالدعاء والعبادة. وذكر آل طالب في خطبة صلاة الجمعة في المسجد الحرام أمس أن الإيمان بالساعة وأشراطها وبالبعث والجزاء والجنة والنار وجميع ما اخبر الله به من أحوال الآخرة كله من الإيمان باليوم الآخر الذي هو ركن من أركان الإيمان. وأوضح أن الإيمان بأشراط القيامة مطلب أساسي للتصديق بيوم القيامة، مؤكداً أنه، وفقاً للأحاديث النبوية التي أوردها، قريب، ومنها أن الساعة"لا تقوم حتى يكون بين فئتين عظيمتين مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريباً من ثلاثين، كلهم يزعم انه رسول، وحتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل". وتابع إمام المسجد الحرام حديثه عن علامات الساعة التي اتخذها موضوعاً لخطبته أنه وفقاً للأحاديث النبوية الشريفة لن تقوم الساعة"حتى يكثر فيكم المال فيفيض، فيهم رب المال من يقبل صدقته وحين يعرضه عليه فيقول الذي يعرضه عليه لا ارب لي به، وحتى يتطاول الناس بالبنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس يعني آمنوا أجمعين فذلك حين لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً". وأضاف:"ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمه، ومن أماراتها كذلك كثرة النساء وقلة الرجال وموت العلماء وضياع الأمانة، وانتشار الزنا وشرب الخمر واستحلال المعازف". وقال الشيخ آل طالب إنه ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم "اخبر أن بين يدي الساعة سنوات خداعة يتهم فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة وهم الفسقة والسفهاء الذين يتكلمون في أمر العامة، ويتطاول الحفاة العراة العالة رعاة الشاه والغنم في البنيان، وتضيع الأمانة فتوسد الأمور إلى غير أهلها ويسود كل قبيلة منافقوها، ويرفع العلم ويهبط العلماء ويكثر الجهل، ويوضع الأخيار ويرفع الأشرار ويقربون ويتباهى الناس في المساجد فيحسنون بناءها ويضيعون الصلاة التي بنيت المساجد لأجلها".