بينما تزدحم طاولة المؤتمر الطبي الثامن بأوراق العمل الخاصة بالقضايا الطبية الجديدة، تبرز أكثر القضايا إثارة للجدل في عمليات تصحيح الجنس من ذكر إلى أنثى والعكس، والتي ناقشها مساء أول من أمس الاستشاري في جراحة الأطفال والتجميل البروفيسور ياسر جمال، عرض خلالها بعض الأمثلة الحية ولعل من أبرزها قضية فتاة اسمها فاطمة جاءت من بلدها لأداء العمرة وعادت واسمها محمد، بعد أن أجريت لها عملية تصحيح للجنس، إذ اكتشف الطبيب الذي راجعته بسبب تأخر الدورة الشهرية بأن جهازها التناسلي غير طبيعي وهي أقرب للذكر وتحتاج إلى عملية تصحيح وأجريت لها العملية بناء على ذلك. ويقول الدكتور ياسر جمال إنه على رغم أجراء ما نسبته عملية إلى عمليتين في الأسبوع، لا يعني ذلك أن الأمر أصبح شائعاً، ولكن من النقاط المهمة التي تزيد من هذه الحالات، التزاوج من الأقارب إضافة إلى الزواج من عائلة يكون لدى أحد أفرادها اختلال في الجهاز التناسلي أو مشكلات في الدم". ويضيف أنه تم إجراء عمليات تصحيح ل 215حالة خلال العشرين سنة الماضية و50 حالة أخرى تنتظر دورها خلال السنة المقبلة. وقال إن نسبة عمليات التصحيح للمواليد بلغت90 في المئة، في حين لم تتجاوز النسبة لدى الكبار أكثر من عشرة في المئة. ويقول الدكتور جمال"بالنسبة للمواليد فبمجرد أن يكون الجهاز التناسلي لدى الطفل غير واضح تجرى له العملية مباشرة، إذ لا بد من تحديد جنس الطفل بأسرع وقت ممكن، وفي بعض الحالات يكون تحديد الجنس قبل الولادة. وتؤخذ عينة من المشيمة ويتم فحصها وتحديد النوع خصوصاً للعوائل التي لديها مثل هذه المشكلة". وينصح الدكتور جمال بأن لا تكون الولادة في المنزل، كما يفعل بعض الأهالي إذ تمكّن الولادة في المستشفيات من فحص الطفل حال ولادته وتحديد جنسه وإجراء اللازم. ويشير إلى أن الأشخاص الذين تم تغييرهم من أنثى إلى ذكر هم أفضل حالاً من الذين تم تغييرهم من ذكر إلى أنثى وذلك لأن الانتقال إلى حياة الذكورية يعطي حرية لا تكون للأنثى، أما العكس فإنه يدخل من عالم الحرية إلى العزلة، وربما يفقد الشعور بالأمان.