سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يرى حاجة الناشر إلى : مال قارون وصبر أيوب وعمر نوح ... ليقنع المؤلفين ! . محمد العبيكان لوزراء الإعلام العرب : أطلقوا سراح الكتاب من الرقابة الجائرة... فالعالم أصبح غرفة واحدة
أحدثت مكتبة العبيكان عند افتتاحها عام 1991 في مدينة الرياض ثورة في عالم عرض الكتب من خلال ما يعرف بصالات العرض لجميع الكتب المتوافرة للتصفح والمشاهدة، على رغم أنها لم تكن تضم عند افتتاحها أكثر من عشرة آلاف عنوان، ومثل ذلك من الأدوات القرطاسية، إلا أن الإقبال الذي شهدته المكتبة جعلها تتوسع لتضم ما لا يقل عن 100 ألف عنوان، وخمسة ملايين كتاب وأكثر من 30 ألف نوع من الأدوات المكتبية والقرطاسية، كما تزايد عدد رواد فروعها العشرة المنتشرة في أنحاء السعودية المختلفة ليصل إلى خمسة آلاف زائر يومياً، وترفد المكتبة دار نشر تطبع سنوياً نحو 350 عنواناً جديداً في عالم المعرفة، والسوق السعودية تسيطر على حصة كبيرة من حجم سوق العالم العربي."الحياة"تحدثت إلى المدير العام لمكتبات العبيكان محمد العبيكان عن قصة النجاح التي حققتها المجموعة في عالم المكتبات والطباعة والنشر والتوزيع في الأسطر التالية: كيف كان نظام المكتبات والصالات، وكيف اسهمت مكتبة العبيكان في هذا المجال عند دخولها السوق؟ - ذلك الوقت لم تكن هناك مكتبة بحجم مكتبة العبيكان، ما أدى إلى تغيير مفاهيم المتخصصين في مجال المكتبات وبخاصة في الرياضوجدة، ولكن الآن أصبحت المكتبات الكبيرة كثيرة ومتميزة وجميلة، يفتخر بها كل مواطن سعودي، وهذا شاهد على التنمية والتطور، وقد أصبحت هذه المكتبات كأنها معارض للكتاب، لذا تجد أن معارض الكتب في السعودية لا تحقق نجاحاً كبيراً في المبيعات لأن الموجود في المكتبات اقل وارخص سعراً مما تحتويه معارض الكتب. وما التجارب التي استفدتم منها في المجال؟ - استفدنا كثيراً من خبرات وتجارب العديد من الدول العربية التي سبقتنا في هذا المجال، وكذلك العديد من الدول الأوروبية، وقمنا بأخذ ما يناسب مجتمعنا السعودي وعملنا على تنفيذه وتوفيره، حيث قمنا بإدخال التقنيات الحديثة إلى مكتباتنا، فاستفدنا من تقنيات الكومبيوتر والشبكات الالكترونية والانترنت، فعلى سبيل المثال فهرسنا العناوين من الكتب الموجودة في المكتبة وأدخلناها في الكومبيوتر، لسهولة الوصول إلى أي كتاب بين 100 ألف كتاب في ثوان، وكذلك وضعنا قاعدة بيانات بنك للمعلومات تحتوي على جميع إصدارات دور النشر العربية منذ إنشائها وحتى اليوم، وتقدر بنحو ثلاث مئة ألف عنوان، وأصبح اسم مكتبة العبيكان مرتبطاً باسم الكتاب والثقافة والفكر، وهذا من فضل الله - سبحانه وتعالى - علينا، وحضورنا المعارض اكسبنا خبرة عالمية. 10 آلاف عنوان و 10 آلاف صنف ما مراحل التطور التي شهدتها المكتبة في عالم النشر منذ افتتاح المكتبة وحتى الآن، وما أنواع الكتب التي تقومون بنشرها؟ - المكتبة جاءت بعد دراسات مكثفة للسوق السعودية، وحاجتها، وافتتحت عام 1991 في صالة تبلغ مساحتها خمسة آلاف متر مربع على ثلاث مراحل، وتضم 40 موظفاً وعلى رغم أنها لم تكن تحتوي على ما يزيد على عشرة آلاف عنوان و عشرة آلاف صنف من القرطاسية عند افتتاحها إلا أنها تطورت خلال السنوات الخمس التالية للافتتاح، ففي عام 1995 تقريباً أصبحت المكتبة متكاملة، وتضم 100 ألف عنوان وأكثر من خمسة ملايين كتاب، وأكثر من 30 ألفاً من الأصناف القرطاسية والمدرسية والوسائل التعليمية والتربوية والكمبيوتر الآلي والبرامج الصوتية والسمعية. أما النشر فقد بدأنا فيه عام 1996 ولم يزد عدد الكتب التي ننشرها على 20 عنواناً سنوياً ومع مرور الوقت تطور نشرنا إلى 100 كتاب، ومنذ عام 2000 أصبحنا ننشر 300 إلى 350 كتاباً سنوياً في مختلف مجالات المعرفة: 50 كتاباً للأطفال بين تعليمية وتربوية، ونحو 100 عنوان لكتاب مترجم، و 50 كتاباً أكاديمياً جامعياً، و 100 عنوان لكتب الثقافة العامة. مما ذكرتم نلاحظ أن الكتب الأكاديمية قليلة نسبة إلى عدد الطلاب والجامعات في السعودية. فلماذا، وهل هناك معاناة في ذلك؟ - أنا معك أن عدد الكتب الأكاديمية ليس كبيراً مقارنة بعدد الطلاب والجامعات لان الكتب الأكاديمية متخصصة جداً والطلب عليها قليل إلا إذا كان الكتاب مقرراً فيكون ناجحاً، إلا أننا كناشرين نعاني مع الأكاديميين، فمعظم أساتذة الجامعات يكتفي بالمذكرات التي يشتريها الطلبة من مراكز خدمات الطالب، والادهى أن تجد احدهم قد صور فصلاً من كتاب وضمه في مذكراته، وهي قرصنة وسرقة مكشوفة وضياع لحقوق المؤلف والناشر، ولكننا عاجزون عن اتخاذ أي إجراء، فللأسف الأستاذ لدينا وكذلك الطالب السعودي يبحثان عن أسهل الطرق للحصول على المقرر، وجاءت مراكز خدمات الطالب لخدمتهم في هذا المجال، على رغم أننا خاطبنا الجامعات لإيقاف هذه المذكرات والاعتماد على الكتاب إلا أنها للأسف لم تتخذ أي إجراء. عائض القرني وغازي القصيبي ما هي أكثر الكتب مبيعاً وجذباً للقراء؟ - أكثر الكتب مبيعاً وجذباً هي الكتب الإسلامية، وقد حقق كتاب لا تحزن الذي نشرته مكتبة العبيكان للشيخ عائض القرني رقماً قياسياً في العالم العربي قاطبة وتجاوزت مبيعاته أكثر من مليون نسخة، كما بيع من كتاب اسعد امرأة في العالم ما يصل إلى 200 ألف نسخة، وللشيخ كتاب تحت الطبع حالياً عنوانه أعظم سجين في التاريخ من المرجح أن تتعدى مبيعاته 100 ألف نسخة، ولم ينافس كتب الشيخ عائض القرني إلا كتاب حياة في الإدارة للدكتور غازي القصيبي، وتجاوزت مبيعاته 200 ألف نسخة، وهناك تخصصات عليها طلب مثل التاريخ والأدب والشعر الشعبي والإدارة والعولمة وكتب المرأة والطبخ. كم نسخة تطبعون من الكتاب الجديد، وكيف يتم فسح الكتاب، وما المدة التي تستغرقها عملية فسح الكتاب؟ - نطبع من 2000 إلى ثلاثة آلاف نسخة عادة من أي كتاب ينشر لدينا، بعضها يباع بسرعة، وبعضها يحتاج إلى أكثر من ثلاثة سنوات لتنفد هذه الكمية، وكل شيء يخضع للعرض والطلب في السوق، واهم من ذلك التعريف بالكتاب للقراء. أما من ناحية فسح الكتب والسماح بطباعتها وبيعها من قبل وزارة الثقافة والإعلام، فهناك نوعان من الكتب، فالأكاديميات وكتب الطبخ والأطفال والعلوم البحتة لا نجد أي مشكلة في تعاملنا مع الوزارة في شأنها، ومسألة الفسح تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، على ابعد تقدير، والنوع الآخر هو كتب الفكر والسياسة وبعض الكتب الإسلامية، لذا فإننا نعاني من تأخر الوزارة في فسح هذا النوع من الكتب، ويأخذ فسحها من ثلاثة إلى ستة على رغم أن النظام حدد مدة فسح الكتاب بشهر واحد فقط، إلا أن الوزارة تتأخر كثيراً في فسح هذه الكتب، وهو ما يفقدها أهميتها وآنية الموضوع الذي كتب فيها، ونحن نطالب الوزارة بالالتزام بنص القرار المذكور حتى نستطيع أن ننتج ونطبع كتباً أكثر في الوقت المناسب للحدث الذي يأتي الكتاب من اجله ونساير الركب الثقافي العالمي ولا نخطو خطوة إلى الإمام ونخطو خطوتين إلى الخلف، ومشكلة الوزارة أنها تحيل بعض الكتب والمسودات لمستشارين من خارج الوزارة للأسف الشديد، ولدى الوزارة مراقبون ممتازون وكفاءاتهم عالية جداً. وهل حصلتم على جوائز عينية نتيجة إنجازاتكم هذه؟ - حصلنا على العديد من الجوائز، منها: جائزة معرض الشارقة لأفضل ناشر عربي، وجائزة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لأفضل ناشر سعودي، إضافة التي تصنيف العديد من منشوراتنا ولسنوات متتالية في معرض جايتكس في دبي كأفضل برامج تعليمية، ولدينا أكثر من شهادة تفوق في مجال النشر وأصبحنا نعتبر من أفضل عشرة ناشرين في العالم العربي بكل تواضع. وما الخطط المستقبلية لتطوير هذا الإنجاز؟ - من الخطط المستقبلية التي نوليها اهتماماً كبيراً افتتاح فروع جديدة لتغطية جميع مدن السعودية وذلك لتحقيق هدفين أساسيين: الأول: نشر الثقافة والعلم وتوصيل الكتاب والمعلومات إلى أفراد المجتمع بيسر وسهولة ومحاربة الجهل والتخلف. الآخر: الوصول لتحقيق أهدافنا وغايتنا الأساسية وخططنا المستقبلية وتنفيذها في شكل مناسب لأننا في النهاية مؤسسة تجارية، لذلك فإننا نعمل على فتح أكثر من 25 فرعاً في أنحاء المملكة، ثم التوجه إلى بقية دول الخليج، أما في مجال النشر فنحن إضافة إلى اهتمامنا المنصب أولاً على المؤلفين العرب فإننا نتجه للكتب المترجمة لنقل الفكر والثقافة العالمية المناسبة لجميع أفراد مجتمعنا العربي، كما نولي كتاب الطفل اهتماماً خاصاً من خلال الكتب التي نعرضها لشباب المستقبل ليستفيدوا منها بعيداً عن الشوائب والتعصب والتطرف. وما الفروع الجديدة التي تنوون افتتاحها داخل السعودية وخارجها خلال هذا العام؟ - بحسب الخطة الموضوعة سيتم افتتاح ثلاثة فروع في جدة وتبوك والرياض، وستنطلق - بمشيئة الله - خلال صيف هذا العام. حضور مميز للجمعية وكيف هي علاقاتكم بالأسواق الخليجية، وما المشكلات التي تواجهونها في الوقت الراهن؟ - إن علاقاتنا مع الناشرين العرب والموزعين في الأسواق الخارجية أكثر من رائعة، ونلتقي في جميع المعارض الدولية، ونعقد الاجتماعات لمناقشة العديد من المشكلات التي تواجهنا كأصحاب مكتبات وناشرين من خلال اتحاد الناشرين العرب مثل مشكلات: الشحن والرقابة والجمارك والأسعار والتزوير، ونحاول توحيد جهودنا للتغلب على تلك المعضلات، كما أصبحت لدينا في السعودية جهة تعنى بهذا الشأن وهي جمعية حقوق الناشرين السعوديين التي لها حضور متميز أيضاً، ولكل عمل صعوبات ومشكلات، ولكن - ولله الحمد - نحاول حلها بكل يسر وسهولة، ولنا حضور مميز في جميع المعارض الدولية لأن مكتبتنا فيها دائماً الجديد. يلاحظ أن كثيراً من الكتاب يحرص على طباعة كتبه في الخارج، وفي لبنان بدرجة أكثر، متهماً دور النشر السعودية بالغلاء وسلب حقوقهم الفكرية؟ - أود أن أشير إلى أن الناشر السعودي حالياً يحتل مرتبة متقدمة عربياً، ونشأ ذلك عن تطور حدث خلال السنوات العشر الأخيرة، مرده كبر حجم السوق السعودية وتنافس الناشرين محليين وعرب لكسب جزء منها، والأرقام موجودة لمن أراد التأكد من ذلك، أما ما يقال عن هجرة كتابنا للطباعة في الخارج فأنا اعتقد أن الأمر لا يخرج عن أمرين: أولاً: عدم فسح الكتاب في السعودية من قبل الجهات الرقابية وبالتالي الهروب من مقص الرقيب. ثانياً: أن يكون موضوع الكتاب لا يتناسب مع سياسة الناشرين السعوديين فلا يجد المؤلف ناشراً سعودياً يتبنى كتابه. وأخيراً... فإن المؤلف يعتقد أن دور النشر في الخارج أفضل نشراً وتوزيعاً، وهي شريحة موجودة وتعتقد بصحة ذلك، ولكن اعرف أن حقوق المؤلف واحدة داخلياً وعربياً، وهي نسبة تتراوح بين 10 و20 في المئة من قيمة الكتاب، كما أن تكلفة الطباعة تمثل 70 في المئة من التكلفة الكلية لإنتاج الكتاب، منها قيمة الورق الذي تحكمه بورصة عالمية، و30 في المئة الباقية قيمة الطباعة والأحبار، وهي تكلفة متقاربة في جميع الدول العربية، كما أن السوق السعودية هي الأكثر شراءً للكتب، فلو طبع شخص في الخارج لتحمل تكاليف شحن الكتاب إلى المملكة، وهو ما يضيف أعباء أخرى إلى دور النشر العربية ويرفع سعرها مقارنة بالناشر السعودي. واعتقد أن هذا ينفي مقولة إن الطباعة في الخارج أفضل وارخص من الطباعة والنشر في الداخل. يجب تخفيف الرقابة وماذا عن العوائق التي تواجهونها من وزارة الثقافة والإعلام ? إن وجدت -؟ وهل"الرقابة"متعاونة في رقابة الكتب وسرعة إنجازها؟ - بشكل عام عوائق وزارة الثقافة والإعلام قليلة، وكل شيء على ما يرام، ولكن هناك أمرين مهمين ندعو وزارتنا الحبيبة إلى أن تؤدي دورها بشكل اكبر نحوهما، وهما: تكثيف ومتابعة ومحاربة القرصنة والتزوير الذي يقضي على الإبداع وينهب حقوق المؤلفين والناشرين، وبخاصة بعض مراكز التصوير وخدمات الطالب المنتشرة بالقرب من الجامعات، ويساعدهم على ذلك أساتذة الجامعات. والأمر الآخر هو تخفيف الرقابة وعدم إحالة الكتب إلى المستشارين المتعاونين ما يؤدي إلى تأخر الكتب لديهم مدة طويلة، وبالتالي انقطاع متابعة القارئ لكل ما هو جديد في عالم الثقافة، فالمراقبون الذين لديهم الخبرة الكبيرة في هذا المجال أفضل من المتعاونين، والآن أصبح العالم في غرفة واحدة ويجب إطلاق سراح الكتاب من الرقابة الجائرة. هل هناك ضوابط لفسح الكتب؟ - للأسف الشديد غالباً تخضع عملية الرقابة لأفق الرقيب واتساع مداركه وتفسير ما بين السطور، فمثلاً لو مررنا كتاباً واحداً على أكثر من رقيب، ستجد رقيباً يفسحه، والآخر يمنعه والثالث يطمس بعض فقراته، والرابع ينزع بعض صفحاته، لذا أين الضوابط؟ وفي النهاية لا يحاسب إلا الرقيب الذي افسح الكتاب وجاءه العتاب والعقاب، أما الرقيب الذي منع الكتاب فلا احد يسأله لماذا منع الكتاب!! وكل كتاب ممنوع أصبح مرغوباً، وأدعو وزير الثقافة والإعلام إياد مدني لتشكيل لجنة لتقصي أسباب منع كل كتاب، لمعرفة هل منع الكتاب صحيح أم مبالغ فيه. إذن الكثير من المؤلفين يفضلون أن تمنع كتبهم حتى تباع في شكل أكبر؟ - هذا بالفعل ما يحدث، حيث يفضل بعض المؤلفين أن يضيف في كتابه آثاره حتى يصبح مشهوراً أو يكون كتابه من أكثر الكتب بيعاً. من هم الكُتاب السعوديون الذين لم ولن تنشروا لهم مستقبلاً؟ - لا يوجد لدينا حظر على مؤلفات كاتب بعينه، فنحن نقوم بالنشر لجميع الكُتاب، بشرط أن يحظى الكتاب بموافقة اللجنة العلمية واللجنة التجارية، في إدارة النشر لدينا، ومن ثم موافقة وزارة الإعلام والثقافة، وبعدها نبدأ مباشرة في نشر الكتب، فالساحة مفتوحة لدينا للجميع، فلسنا من تيارات أو تجمعات حزبية أو طائفية، إنما نحن معتدلون والثقافة للجميع، مع احترامنا وتقديرنا للثوابت الدينية والوطنية. نحن لا ننظر للشخص نفسه إنما ننظر إلى مؤلفاته ومحتوياتها ومضمونها، فنحن أخذنا على أنفسنا مسؤولية كبيرة، وهي نشر كل ما يفيد القارئ وينهض بمستواه بغض النظر عن الشخص نفسه بشرط أن يكون حاصلاً على إذن من وزارة الثقافة والإعلام لأننا لا نغرد خارج السرب. بعض المؤلفين يرى أن دور النشر تبخسه حقه هنا ولا تعطيه ما يستحقه من أجر مقابل الكتاب، أي أن هناك أزمة ثقة بين الناشر والمؤلف السعوديين، ما قولكم في ذلك؟ - هناك مقولة دارجة لدى الناشرين، وهي أن الناشر يحتاج ل"مال قارون، وصبر أيوب، وعمر نوح، وأمانة يوسف"لينجح في إقناع المؤلفين وكسب ثقتهم، فالمؤلف يحصل على نسبة 10 إلى 20 في المئة من قيمة بيع الكتاب وبعض الكتب يبقى في المخازن لخمس سنوات وربما أكثر حتى نفاد كامل الكمية المطبوعة منه، ولكن بعض المؤلفين ما إن يطبع الكتاب حتى يأتي مطالباً بحقوقه، وبعضهم يتهم الناشرين بالكذب، وتدخل في مشكلة إقناعه أن الكتاب لم تبع منه إلا نسخ قليلة، وقليل من يثق بك...، فأنا معك أن هناك أزمة ثقة بين الناشر والمؤلف، ولكن لا يمكن حلها إلا بالثقة بين الطرفين، ونحن نقوم بعمل إحصاء سنوي بعدد الكتب المباعة يرسل لكل المؤلفين الذين نتعامل معهم، وندفع لهم حقوقهم، ولا يمكننا عمل أكثر من ذلك فلن يستطيع الناشر أن يدخل المؤلف إلى المستودعات لعد ما بيع وما تبقى من النسخ، ولا بد أن تحل الثقة بين المؤلف والناشر حتى نستطيع أداء عملنا في شكل أفضل، ونرقى بمهنة النشر وبصناعة الكتاب. هناك عدد من الكتب التي طبعت من دون علمكم على رغم من امتلاككم امتياز الطباعة.. ما الإجراء الذي تقومون به حيال تلك السرقات؟ - إذا كانت في السعودية نتقدم بشكوى لوزارة الثقافة وهم متعاونون معنا في هذا المجال، وهناك إجراءات نظامية وقانونية يتم اتخاذها ولكن ليست صارمة في شكل يرضي المؤلف والناشر، ووجود إدارة في وزارة الثقافة هي إدارة حماية الملكية الفكرية تمارس عملها في شكل جيد مما يعطي الناشرين الثقة والاطمئنان، ولكن المشكلة تكمن في تنفيذ القرارات التي تصدر من هذه الإدارة، اما خارجياً فتوكل لمحامي لمتابعة هذه السرقات وتخاطب اتحاد الناشرين والنقابات المهنية، ولكن نواجه صعوبة في القضاء على التزوير إذا لم يكن هناك قرارات حكومية صارمة. وما المواقف المحرجة التي واجهتموها في هذا المجال؟ - تكون النسخة المزورة عادة بربع ثمن النسخة الأصلية، وذلك لعدم وجود حقوق أو تكاليف ترجمة وصف وإخراج ومصاريف الأخرى، وبالتالي كيف تقنع القارئ أو الزبون بأن هذه النسخة مزورة، فهي لا تختلف كثيراً عن النسخة الأصلية من حيث دقة الطباعة، مما يجعلنا ندخل في مشاكل وإحراج مع الزبائن، وهذا هو الإحراج الذي يواجه"العبيكان"والمكتبات الشريفة النظيفة التي تحترم حقوق الملكية الفكرية. وما الانطباع الذي تخرج به كل عام من معرض فرانكفورت للكتب؟ - أنا معتاد على أن أزور معرض فرانكفورت سنوياً، ولكن عندما أعود إلى الرياض وأنظر إلى خريطة العالم العربي ذات ال 300 مليون نسمة، وأتذكر أنني أطبع من الكتاب 2000 نسخة، وأتجول بين المعارض الداخلية والدولية مدة تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات وأكثر لبيع هذا الكتاب أعرف أن أمة اقرأ... لا تقرأ وفي الوقت نفسه أجد أن الكتب تطبع في الدول الغربية ملايين النسخ وتباع في أشهر قليلة فذلك يدعوني لحسرة على حالنا في العالم العربي... لكن ذلك يجب أن يدفعنا لمزيد من العمل وبذل الجهد للرقي بهذه المهمة، وأقول لوزراء الثقافة في عالمنا العربي, ادعموا الثقافة ولو معنوياً وأزيلوا العقبات والصعوبات حتى تنهض الأمة العربية بأجيالها... ... رسالة عاجلة 1- رسالة للناشرين السعوديين، فيجب أن يتحدوا ويقفوا صفاً واحداً تحت مظلة جمعية الناشرين السعوديين ليحققوا أهدافهم النبيلة، حتى تصل أصواتهم المبحوحة إلى المسؤولين والمعنيين بالثقافة. 2- رسالة للمؤلفين، وأقول لهم: اتقوا الله فيما تكتبون، فأنتم محاسبون عما خطه قلمكم، وأحسنوا الظن بالناشرين. 3- رسالة للقارئ، وأقول له: أكثر من زيارة المكتبات، واجعل الكتاب صديقك في كل وقت، ويجب أن تُفرق بين طبعة الكتاب الشرعية القانونية والكتاب المزوَّر المسروق. 4- رسالة إلى وزراء الثقافة والإعلام العرب... أطلقوا سراح الكتاب الأسير من الرقابة الجائرة فالعالم أصبح غرفة واحدة.