يسعى القيمون على "وقف السلام الخيري"، في شرق مدينة الرياض لإحياء "سُنّة حمل النعوش على الأكتاف والمشي بالجنائز من المساجد إلى المقابر، بعدما اندثرت في الرياض وغالبية المدن السعودية قبل عشرات السنين"، كما يقول المشرف على"مغسلة الأحسان"التابعة للوقف الشيخ أحمد بن يسلم بن سواد. ويضيف:"جاءت فكرة إحياء هذه السنة، بالتزامن مع إنشاء جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب التابع للوقف. وبدأ العمل على إحيائها قبل عامين"، لافتاً إلى إن المشروع يهدف إلى"توفير جو مهيأ لتطبيق هذه السنة التي اندثرت أو كادت تندثر، بسبب بعد غالبية مغاسل الأموات من المقابر". وأشار إلى إن قرب"مغاسل الإحسان للأموات"من مقابر النسيم ساعد على تطبيق المشروع، إذ"لا يفصل المغاسل عن المقابر سوى طريق عبدالرحمن بن عوف المعارض". ويصف الإقبال على هذه الطريقة بأنه"طيب في مجمله، وإن شهد في الآونة الأخيرة تراجعاً". واعتبر أن هذه السنة لها معنى عظيم في نفوس الناس"لأنها ليست مجرد حمل نعوش على الأكتاف، بل تذكير لكل من يراها بالموت الذي هو نهاية كل إنسان"، إلى جانب"تطبيق سنة إتباع الجنازة مشياً على الأقدام وسنة التربيع في حمل الجنازة من قوائم النعش الأربعة". ويستند بن سواد إلى حديث أبي هريرة في الصحيحين والسنن الذي نقل فيه عن الرسول قوله:"أسرعوا بالجنازة فإن تكن صالحة فخيراً تقدمونها إليه وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم"، مضيفاً أن"بعض العلماء فهم منه الإسراع في المشي بها فقط". وبخلاف فقهاء كثر، لا يعتقد بن سواد أن حمل الجنازة سنة انتفت الحاجة إليها الآن بعد توافر وسائل المواصلات الحديثة،"بل هي سنة باقية والناس في حاجة للموعظة والتذكير، كما قال العالم السعودي ابن عثيمين رحمه الله إن الأفضل حمل الجنازة على الأكتاف لما في ذلك من المباشرة بحمل الجنازة، ولأنه إذا مرت الجنازة بالناس في الأسواق عرفوا أنها جنازة ودعوا لها، ولأنه أبعد من الفخر والأبهة، إلا إن كان هناك حاجة أو ضرورة فلا بأس أن تحمل على السيارة".