كشف رجال أعمال صينيون وسعوديون ل "الحياة"، أنهم سينشئون في مدينة الرياض "مركزاً صينياً متخصصاً لعرض المنتجات الصينية على مدار العام". وقال رجال أعمال التقتهم"الحياة"، على هامش"معرض المنتجات الصينية"الذي اختتم أمس في الرياض، إن"المشروع سيحمل مسمى"الريف الصيني"، وسيتولى ادارته رجل أعمال سعودي، بينما يزوده نحو 155 رجل أعمال صينياً بالمنتجات الصينية"، مشيرين الى انه سيعلن عنه اليوم في مؤتمر صحافي يعقد في الرياض، بمشاركة رجال أعمال صينيين وسعوديين، و في حضور السفير الصيني ووتشو نهوا. أما بالنسبة الى المعرض، فلم يشهد حركة لافتة، بسبب عامل اللغة، خصوصاً ان بعض العارضين الصينيين واجهوا صعوبة في التعامل مع الزوار، على رغم أن بعضهم يتحدث الانكليزية، وبعضهم الآخر أحضر مترجمين، من أجل التواصل وتقديم تسهيلات وشروحات موجزة في بعض الاجنحة. اما رجال الأعمال السعوديون الذين اعتادوا على زيارة معارض صينية ضخمة، فرأوا أن المعرض لا يفي بما يصبون اليه. وقال صالح السديس احد التجار المستوردين من الصين ان"هذا المعرض بسيط جداً مقارنة بالمعارض التي تقام في الصين او خارجها، وهو ضعيف جداً"، موضحاً انه يتعامل مع الصين منذ سنوات"أعرفها جيداً لكنني رغبت في زيارة المعرض للاطلاع على الجديد من المنتجات، خصوصاً انني أعمل في المعدات الصينية، وأحرص من خلال زيارتي للمعارض الصينية في دول الخليج والصين، على الاطلاع على المنتجات والمعدات الجديدة". وقال ان"الصين مصنع العالم في الوقت الحالي، وهذا المعرض لا يمثل واحداً في المئة من الصناعات الصينية، وأشهر المعارض الصينية"كوانزو" الذي يقام في جنوب شرق الصين، ويعتبر اضخم المعارض العالمية، ولو اقيم في السعودية فسيخلف اصداء واسعة، على عكس هذا المعرض، علماً ان التبادل التجاري بين السعودية والصين ازداد في شكل كبير في السنوات الماضية، ووصل الى ارقام خيالية". واضاف السديس انه يستورد من جميع دول العالم"ثبت لي ان اكثر المعدات والبضائع التي نستوردها تصنع في الصين، وهي تتبع لشركات اوروبية او اميركية، وعلى سبيل المثال، مخرطة للاخشاب عرضتها على احدى الإدارات الحكومية ب 12 الف ريال، بينما هي لم تكلف في الصين سوى الف ريال فقط، كما انني أستورد من شركة اميركية تهتم بالمراوح، واكتشفت في ما بعد ان الشركة تصنع في الصين وتكتب على المنتج "صنع في اميركا". من جهة اخرى، قال عبدالحميد بن أمين مترجم مسلم من الصين انه شارك في هذا المعرض للمرة الأولى بمنتجات الشركة من الفواكه والمحاصيل الزراعية، وغيرها من المنتجات. وتمنى ان يكون هناك تبادل تجاري زراعي، وان يستورد الصينيون من السعودية التمور وبعض المحاصيل الزراعية، وان يوردوا اليها منتجاتهم من الفواكه، متوقعاً توقيع بعض الاتفاقات خلال اليومين المقبلين. وقال المترجم الصيني لمعرض"اللؤلؤ والاكسسوارات"الصينية ادريس ريني:"نحن نعرض الاكسسوارات والؤلؤ الاصطناعي الذي يزرع في البحر لمدة تستغرق عشر سنوات، ويبلغ سعر اللؤلؤ الزراعي للحبة الواحدة 300 ريال، لكننا لم نعقد أي صفقات مع التجار السعوديين، وأعتقد ان السبب يعود إلى أنها المشاركة الاولى لنا في السعودية". وأبدى عدد من رجال الاعمال الصينيين حرصهم على المشاركة في هذا المعرض، وعلى مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين في اكثر المجالات التجارية والصناعية، وألا يقتصر على سوق المنسوجات من المفارش والملابس والاحذية والتحف والمفروشات. وقالوا انهم يرغبون في ان تكون السعودية بمثابة الدول العالمية الاخرى مثل الولاياتالمتحدة واوروبا، التي يقدر حجم التبادل معها بنحو 50 بليون دولار اميركي سنوياً. واكدوا ان الصين تسعى لدخول مختلف بلدان العالم، ويأتي اهتمامها بالسعودية نظير التطور الاقتصادي الكبير الذي تمر به المملكة خلال هذه الفترة، كما ان السعودية تملك مخزوناً نفطياً كبيراً، نتمى ان تحظى الصين باستيراد كميات كبيرة منه. وقال احد التجار الصينيين شاو لي يان ل"الحياة"، ان"كثيراً من التجار حرصوا على ان يحضروا ويشاركوا في معرض المنتجات الصينية في السعودية، وهم يمثلون أكثر من 83 شركة صينية في مجالات مختلفة، ويتجاوز عدد التجار 150 شخصاً أتوا من مختلف أنحاء الصين، من مقاطعة هيلونغيانغ، ومقاطعة يوننان، ومدينة غوانغتسو، ومقاطعة جيانغسو، ومدينة شانغهاي، ومنطقة شنجيان". وتشمل المعروضات المعدات والآلات، الأدوات الحديد والمعدن، الأجهزة الكهربائية، المنسوجات، المنتجات البلاستيكية، معدات ولوازم البناء، المنتجات الاستهلاكية، المواد الكيماوية، المأكولات، الإلكترونيات، توليد الطاقة، الأجهزة المنزلية، معدات التغليف، صناعات السيارات، مقاولات المشاريع، ومنتجات عدة. واشار شاو الى مشاركة بعض الجهات الحكومية في المعرض، بمجالاتها المهنية المتخصصة، مثل الشركة الصينية العامة لاستيراد وتصدير المكائن والمعدات الميكانيكية CMEC، التي تعمل في مجال مقاولات المشاريع، وكذلك تنتج سيارة"هافي". وكذلك شركة سيمو نينغبو، المتخصصة في مجال الأجهزة الكهربائية المنزلية الصغيرة. وتمنى ان تحوز تلك المنتجات استحسان ورضى المستهلكين السعوديين.