لم توقف فتوى تحرم الاكتتاب في مساهمة شركة"ينساب"زحف الكثير من المكتتبين وتدافعهم للحصول على استمارات المساهمة. وشوهدت طوابير من المواطنين تصطف أمام المصارف فيما سعى رجال أمن تابعون للمصارف ذاتها إلى تنظيم تلك الطوابير التي بدت في حال هستيرية صباح أمس. وصدرت فتوى في وقت سابق تحرم الاكتتاب في الشركة بحجة أن معاملاتها المالية لا تخلو من التعامل الربوي، بيد أن مشايخ أجازوا الاكتتاب فيها. ولا تعدّ حالات الإقبال الكبير التي شهدتها المصارف في ساعات الصباح الأولى شديدة إذ باتت تلك من الظواهر المألوفة مع الاهتمام وإدمان المضاربة في سوق الأسهم في أوساط الشباب، والتي نشطت خلال السنتين الماضيتين إذ تم الإقبال على سبع مساهمات طرحت للاكتتاب في أوقات مختلفة، كما أن التعامل وفق فتاوى تسبق المساهمات لا يعد جديداً أيضاً"إذ تسببت فتوى لإحداها في إرباك المساهمين الجدد بعد أن حُرّم الاكتتاب فيها، بيد أن يوماً واحداً قلب الموازين إثر صدور فتوى تحلل الاكتتاب وتبطل الفتوى القديمة. وشهد أمس حالاً من التوتر والقلق عاشها عدد من المتجمهرين في المصارف المحلية، وبدا بعضهم وهو يراقب شاشة جواله لرسالة واردة أو مكالمة تجيز الاكتتاب بعد قيامهم بجمع استمارات وتعبئتها والانتظام من خلال الأرقام التي وزعت على المتقدمين، وعملت المصارف على طرح خيارات مبتكرة للمساهمين من خلال خدمات الاكتتاب من طريق الإنترنت والهاتف المصرفي، وأجهزة الصراف الآلي بعد إلصاق أوراق على مداخل المصارف تفيد بإمكان الاستفادة من هذه الخيارات للحدّ من زحف المكتتبين وعملاء المصارف، ما سبب إرباكاً للمصارف والعاملين فيها، ونشوء"سوق سوداء"خارج أسوار المصارف لبيع"دفاتر العائلة"والأسماء التي تحويها في محاولة لزيادة كمية الأسهم للمكتتبين الجدد بعد دفع مبالغ مالية متفاوتة مرتبطة بعدد أفراد الأسرة لأرباب الأسر الذين لم تسعفهم أوضاعهم المالية للاكتتاب في تلك المساهمات. ولم يقتصر هوس الاكتتاب لدى المواطنين على المساهمات المحلية بل امتد إلى الإمارات قبل قرابة شهرين في محاولة للحصول على أسهم في"دانة الغاز"، وبدت أسراب المكتتبين كالمهاجرين على الطريق الدولي المؤدي إلى الإمارات، ولم يظفر الكثير منهم بالحصول على سكن، ما دعاهم إلى افتراش الأرض والتحاف السماء على كورنيش دبي، والحدائق العامة.