«الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    اختتام اعمال الدورة 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في البحرين    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير جامعة القصيم الدكتور خالد الحمودي يستبعد استقلال جامعاتنا ذاتياً . الجامعة تشارك في الحراك الثقافي في منطقتها ... ونسعى إلى إذابة الحواجز !
نشر في الحياة يوم 28 - 11 - 2005

القصيم قلب نجد الأخضر منه بدأت الحضارة في نجد وما حولها...
في عام 1425ه، ولدت جامعة القصيم لتؤسس قاعدة تعليمية رائدة في المنطقة... وجامعة القصيم لم تولد صدفة وإن خرجت إلى الدنيا بعد ان تم دمج فرعي جامعة الملك سعود وجامعة الامام في اطار واحد... مدرستان مختلفتان علمياً وادارياً، ولكن القصيم كعادتها تعشق الاختلاف!
"أي جامعة في الحقيقة تكمن قوتها وشخصيتها في قوة وتميز أساتذتها، وقوة برامجها الأكاديمية، ومدى توافر عناصر البيئة الأكاديمية داخل أروقتها، وهذا ما نتطلع لصناعته في جامعة القصيم. ولذلك، كان جزء من هذه الرؤية حسن اختيار القيادات الجامعية، وإعدادها في شكل سليم ومخطط له، والتركيز كذلك على الأداء المهني لعضو هيئة التدريس، من خلال مركز متخصص يسهم في رفع قدراته ومهاراته..."
هكذا تحدث الدكتور خالد الحمودي مدير جامعة القصيم ل"الحياة"إلينا... ويضيف في نفس السياق:"أستاذ الجامعة اليوم لم يعد دوره محصوراً بين جدران الجامعة، بل نتطلع إلى أن يشارك في خدمة المجتمع وصناعة القرار والاسهام بشكل فاعل في قضايا التطوير والتغيير. ونتمنى في جامعة القصيم ألا يقتصر دور الجامعة على تفويج أعداد من الخريجين إلى سوق العمل فحسب، بل نتطلع إلى إنتاج الباحث العلمي، والمهندس المحترف، والمثقف المبدع، والمفكر الاجتماعي، ورجل الاقتصاد، وعالم الشريعة، وهذه إحدى وأهم السمات التي نتطلع إلى أن تمتاز بها جامعة القصيم مستقبلاً".
الأمنيات كثيرة والطموحات أكثر... وفي ثنايا الحوار، سنسشتف آفاقاً تجعلنا نطمئن على مسيرة جامعة القصيم تعليمياً وننتظر من خلالها نتاجاً يسهم في التنمية الفاعلة في أروقة مجتمع القصيم.
يرى البعض أن هناك صراعاً إدارياً بين منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس, فالذين ينتمون إلى كليات فرع جامعة الملك سعود ينزعون إلى التحديث في أساليب التعلم والأنماط الأكاديمية، بينما يتمسك منسوبو فرع جامعة الإمام بالأنماط التقليدية... أين تقف من هذا الصراع؟ وهل صحيح انك تضطر أحياناً إلى مجاملة تكتل المشايخ وطلبة العلم مراعاة لمكانتهم الاجتماعية والدينية؟
- أبداً، نحن نشعر بأننا في مؤسسة تعليمية واحدة، نسعى جمعياً إلى تحقيق هدف موحد هو الارتقاء بالعملية التعليمية وخدمة المجتمع، وإذابة كل الحواجز لنكوّن في النهاية هوية واحدة تنتمي لجامعة موحدة، والتحديث والتعليم وجهان لعملة واحد.
فمتى وجد التعليم فأوجه التحديث لا بد من أن تكون موجودة بشكل أو بآخر، والتحديث كما تعلم هو نتاج لعملية تعليمية واجتماعية وثقافية مستمرة لا تقف عند حدود طبيعة العلم، والوسط الذي تتحرك فيه عملية التحديث هو التعليم، وبالتالي لا يمكن أن نتصور وجود تحديث خارج السياق التعليمي والتربوي والجميع من أعضاء هيئة التدريس من مختلف الكليات يسهمون في التعليم، وبالتالي في عملية التحديث.
ونحن ننظر إلى وجود أعضاء هيئة تدريس في الكليات الشرعية أو الإنسانية على أنه نوع من التنوع العلمي الذي يمكن أن يضيف تعليماً جامعياً متميزاً، كما أنه لا يخفى عليك أن الاتجاهات الحديثة في الجامعات اليوم هي مزج أو دعني أقل لك تجسير العلاقة بين ما هو علمي وما هو إنساني.
وهذا التوجه أخذت به كثير من الجامعات العريقة في العالم الغربي، وأذكر منها جامعة MIT حيث جعلت من متطلبات الحصول على الهندسة والطب مقررات في العلوم الإنسانية والقيم والثقافة، على اعتبار أن المهندس أو الطبيب المحترف يعيش في وسط ثقافي واجتماعي، وبالتالي لا بد من أن يفهم هذه القيم ويتعايش معها، ويحملها لطلابه بطريقة أو بأخرى.
كما أنني أعتقد أن وجود كليات في العلوم الأدبية والإنسانية بمثابة فرصة تنموية للمجتمع من نوع آخر، إذ تسعى هذه الكليات إلى مد المجتمع بالفكر والثقافة حتى لا نقع في مسألة تفريغ المجتمع من المثقفين والمفكرين وقادة الرأي.
وأحب أن أقول حول هذه النقطة بالتحديد إن المحك الحقيقي لدينا في الجامعة هو الإنتاج العلمي وخدمة المعرفة وتجسيد الانتماء الحقيقي إلى الجامعة ككيان ومؤسسة تعليمية بغض النظر عن طبيعة التخصص العلمي أو الخلفية العلمية السابقة.
قمت قبل أيام، وفي تمام الساعة الثانية ظهراً، بزيارة إلى مكتبتي كليتي الشريعة وأصول الدين والعلوم الاجتماعية التابعتين للجامعة, فوجدت أبواب الكليات موصدة ولم أجد احداً كي أسأله عن أوقات الدوام... هل هذا له علاقة بالأجواء الأكاديمية التي عليها الجامعات المرموقة؟ وهل ستستمر هاتان الكليتان على نظامهما الحالي؟
- نحن في حركة دائمة وسعى مستمر في تطوير النظام الدراسي في الجامعة، ونحن في بداية عملية البناء والتطوير وهي حلقات مرتبطة بعضها ببعض، ولدينا أولويات نحملها في مشروع التطوير، والمكتبة التي قمت بزيارتها هي مكتبة فرعية، ونسعى الآن إلى تطوير المكتبة المركزية داخل الحرم الجامعي، حيث تم تزويدها بقرابة عشرين قاعدة بيانات كاملة النصوص باللغتين العربية والإنكليزية.
وهناك المئات من الدوريات والمجلات العلمية المحكمة في مختلف صنوف المعرفة، كما اتفق أخيراً مع شركة كبرى عالمية للنظام الآلي في المكتبة مع مميزات تنافسية في ميكنة المكتبات، إضافة إلى تزويد المكتبة المركزية وفروعها في شكل دوري بكل ما هو جديد في العلوم الطبيعية والإنسانية والشرعية.
الجامعة والحراك الثقافي
تضطلع الجامعات ? أو هكذا يفترض ? بدور كبير في عمليات التنوير والتحديث المجتمعي, وفي ظل المتغيرات التي تشهدها المملكة نحو تحقيق المزيد من الإصلاح الثقافي والإداري... ما الدور الذي تطمح الجامعة إلى القيام به في التطوير الثقافي في المنطقة؟ وما استشرافاتكم المستقبلية نحو دور الجامعة في تنشيط الفعاليات الثقافية في القصيم المسرح, الفن التشكيلي, النشر الثقافي,... إلخ؟
- الجامعة، كونها مركزاً للمعرفة وبيتاً للخبرة، تستطيع أن تتواصل مع شرائح المجتمع كافة، على تنوع أطيافهم الثقافية ومستوياتهم العلمية، ووظيفة الجامعة ليست محصورة في التعليم والبحث العلمي، بل أيضاً في خدمة المجتمع، وخدمة الثقافة هي إحدى المفردات المهمة والوظائف الأساسية لأية مؤسسة تعليمية، ونحن نفخر في جامعة القصيم بوجود أعضاء فاعلين في قضايا وهموم الثقافة، سواء على المستوى المحلي أم على المستوى العالمي ممن ينتمون إلى الجامعة، وهذه الفئة تشارك بنوع من الحراك الثقافي عبر وسائل الإعلام المختلفة، سواء أكانوا كتاباً في الصحف أم أدباءً متميزين لهم أثرهم وحضورهم الفاعل على الساحة الأدبية والفكرية، بل إن معظم مؤسسات الثقافة والفكر في المنطقة يشرف عليها أساتذة من داخل الجامعة، وهذا كما ذكرت في سؤال سابق من التنوع العلمي الذي تمتاز به جامعة القصيم، وهناك علاقة حميمة وقوية بيننا وبين مؤسسات الثقافة والفكر في المنطقة دعماً لأنشطتها وتفاعلاً مع فعالياتها، ومشاركةً في برامجها، كما تحرص الجامعة أيضاً على المشاركة دوماً في المناسبات الثقافية والفكرية المختلفة داخل الوطن أو خارجه، وأبواب الجامعة مشرعة دائماً لكل ما يخدم الثقافة والفكر، ونرحب بكل الأفكار والمشاريع التي تربطنا بالثقافة والمثقفين.
تصنيف الجامعات
لو أردنا تصنيف جامعات المملكة... أين سنجد موقع جامعة القصيم؟ وما التحدي الكبير الذي ينتظرها في مسيرتها العلمية؟
- أتمنى أن يكون هناك تصنيف للجامعات السعودية وفق معايير علمية محددة، وهذا سيضيف نوعاً من المنافسة العلمية والعملية داخل أروقة الجامعات، وأعلم أن وزارة التعليم العالي تعمل جاهدة في هذا الاتجاه، وأجزم بأننا في جامعة القصيم سيكون لدينا مقعد رئيس في العربة الأولى من هذه القاطرة، فنحن نملك صفوة من أعضاء هيئة التدريس في مختلف صنوف المعرفة، ولدينا روح المنافسة الشريفة، كما أننا في مراجعة مستمرة وعملية تحديث لبرامج وخطط الجامعة الأكاديمية، وفي عالمنا اليوم، لا مكان فيه إلا للقادر على العطاء والتميز والإبداع والاستفادة من معطيات التقنية الحديثة، وهذا ما نحاول غرسه وتبنيه داخل الوسط الجامعي.
ما السياسة المتبعة في فتح فروع للجامعة؟
فتح الفروع يتكئ على وضوح الرؤية للجامعة والأهداف التي تسعى إليها، وهو جزء من التخطيط الاستراتيجي لكل جامعة، وهناك مداخل متعددة لاتخاذ القرار في هذا الموضوع، وهذا يختلف من جامعة لأخرى، فهناك مدخل يعتبر التعليم الجامعي مطلباً اجتماعياً لا بد من توفيره للجميع، وهناك مدخل آخر يرى أهمية ضخ أكبر قدر ممكن من الأيدي العاملة المؤهلة إلى سوق العمل، وعموماً هو كما ذكرت يرتبط بالسياسة العامة لكل جامعة ومنطلقاتها وأهدافها المستقبلية.
تحديات ومعوقات
ما زال اثر جامعة القصيم غير واضح في الساحة... هل هناك صعوبات تواجه مسيرتكم؟
- هناك نجاح وهمي وهناك نجاح حقيقي، والنجاح الحقيقي ليس وصفة جاهزة يمكن تبنيها بشكل سريع، خصوصاً أن النجاح الحقيقي الذي نتطلع إليه هو تحقيق تعليم نوعي في الجامعة.
وهذا النجاح يأتي دائماً نتيجة طبيعية للأسلوب الإداري الذي تتعامل به الجامعة مع القضية الأكاديمية وشؤونها، ونحن كأي مؤسسة تعليمية نواجه بعض التحديات أو المعوقات التي تقف دون الوصول إلى نجاح حقيقي، لكننا نعمل على تجاوزها بطريقة علمية.
ومن أبرز التحديات حالات الكسل العلمي وهي ظاهرة موجودة في كل مؤسسات التعليم العالي، سواء تمثل هذا الكسل في ضعف التواصل مع جديد المعرفة أو في الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة، أو تمثل في صورة أكبر في استمرار بعض أعضاء هيئة التدريس من دون ترقية علمية لسنوات طويلة!
كذلك حالات الاسترخاء العلمي لدى البعض الآخر ممن تمت ترقيتهم إلى درجة الأستاذية، الأمر الذي يجعلنا نفكر بطريقة أكثر مهنية بمحاولة ضخ مشاريع أو برامج بحثية جماعية تحرك هذه الطاقات والعقول لتوظيف المعرفة في شكل صحيح.
هل تؤيد فكرة استقلال الجامعات وانفرادها بأمورها وقراراتها؟
- استقلالية الجامعات عنوان كبير ومثير، ويغري هذا المفهوم كثيراً من المثقفين والإعلاميين وبعضاً من الأكاديميين، لكن الموضوع في حقيقته سابق لأوانه ولا يمكن في وقتنا الحالي أن نراهن على نجاحه، بل لا أعتقد أن معظم جامعاتنا اليوم تملك مقومات الاستقلال، وخصوصاً في القضايا المالية. بيد أن هناك نوعاً آخر من الاستقلال تمارسه الجامعات اليوم، هو الاستقلال في قراراتها وتوجهاتها الأكاديمية، فنحن نشهد هذا الانفتاح منذ زمن، وهناك توجهات سامية منذ فترة لمنح مزيد من الصلاحيات للجامعات والكليات ومنح الفرصة لها لاتخاذ قراراتها الإدارية في شكل مستقل، وأعتقد أن هذا الموضوع سيفعّل قريباً.
هذا العام تم إقرار السنة التحضيرية على الطلاب المستجدين... البعض رأى فيه تقليداً لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن من دون وجود حاجة ماسة لذلك، ما تعليقكم؟
- التجارب الناجحة تفرض نفسها في الواقع، وتغري الآخرين على الاستفادة منها، ونحن استفدنا كثيراً من تجربة جامعة الملك فهد للبترول، وهذا شيء طبيعي في عالم التعليم، ومع ذلك فنحن لدينا هويتنا الخاصة في هذه التجربة، فعلى سبيل المثال هناك لجان خاصة داخل جامعة القصيم تدرس آلية أن تشمل السنة التحضيرية معظم الكليات النظرية، وهذه ربما تكون تجربة نتفرد بها على الجامعات الأخرى، في حال إقرارها من اللجنة بشكل علمي ومحايد، ونتطلع إلى أن تستهدف هذه السنة عملية تحسين قدرات الطالب العلمية، وإتاحة الفرصة له للتعرف عن قرب على التخصصات العلمية واختبار كفاءته العلمية قبل اختياره الكلية التي يرغب فيها، فنحن في جامعة القصيم لا نسعى إلى منح الطالب مجرد شهادة جامعية فحسب، لكننا نجتهد في أن نمنحه شهادة ينافس بها الآخرين في سوق العمل، ويدخل هذا المعترك بتحصيل علمي مميز، وعقلية مرنة قادرة على التناغم مع متغيرات السوق ومتطلباتها.
التعاون مع جامعات أجنبية
ألا تفكر الجامعة في التعاون مع جامعات أجنبية لتطوير أدائها الأكاديمي؟
- نؤمن بأهمية التوأمة وضرورتها في التخصصات العلمية والتطبيقية، ولذلك لدينا دراسات هي محل اهتمام كبير في قضايا التوأمة بين بعض التخصصات العلمية وبعض الجامعات الأجنبية، وهناك زيارات متبادلة بين بعض الكليات من جامعة القصيم وكليات أخرى دولية، ونرجو أن يتحقق جزء من هذه التطلعات في المستقبل القريب.
ما القنوات التي من خلالها يُسمع صوت الطالب في الجامعة؟ وهل تؤيد فكرة مشاركة الطالب في حضور مجالس الجامعة؟
- الطالب الجامعي هو أحد المرتكزات المهمة في عملية التعليم الجامعي، ونحرص في الجامعة على توفير جميع القنوات الممكنة لسماع رأيه، وذلك من خلال نشر ثقافة الحوار والتفكير العلمي في الوسط الطلابي، وتنمية مهارات التفكير، وبالمناسبة لدينا مقرر جامعي بهذا المسمى جعلناه متطلباً أساسياً في السنة التحضيرية.
وكذلك في بعض الكليات الأخرى، ولا أدري إن كانت جامعات أخرى تقرره على طلابها أم لا، لكن الهدف منه بالتأكيد يصب في مصلحة الطالب الجامعي، فتنمية مهارات التفكير هي إحدى السمات الغائبة في تعليمنا الجامعي، كما أن تعلم مهارات التفكير هي قنطرة طبيعية للطالب للتعبير عن أفكاره ورؤاه بطريقة علمية.
وبذلك نحن نؤسس لمنهجية تستمر طويلاً مع الطالب ولا تقف فقط عند عتبات الجامعة، كما أن لدينا قنوات إعلامية مفتوحة لعموم الطلاب للمشاركة بآرائهم وأفكارهم ذاتيا.
المرأة في جامعة القصيم ماذا ينتظرها؟ وهل ستتولى مناصب عليا، وهل هناك أقسام جديدة لها؟
- جامعة القصيم كغيرها من الجامعات السعودية، تنظر إلى المرأة على أنها شريكة الرجل في العلم وتحصيل المعرفة، وهذا جزء من تعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على طلب العلم، ويجعله فريضة على الذكر والأنثى على حد سواء، ومن هنا فجامعة القصيم بدأت خطوات عملية في دمج الفتاة في التخصصات العلمية داخل الجامعة بصورة تتناغم مع متطلبات سوق العمل.
فلدينا تخصصات لها في كلية الطب وكلية الإدارة والاقتصاد، وكلية علوم الحاسب الآلي، وندرس الآن تخصصات أخرى تناسبها وتساير تحديات اليوم ومتطلباته، كما أننا نملك رؤية واضحة في دمج عضوات هيئة التدريس في الجامعة في أعمال إدارية، وتعيين مجموعة من المعيدات في بعض التخصصات العلمية، وفتح الفرصة لهن للابتعاث، وهذه الخطوات كلها تهدف إلى إدارة تعليم الطالبات، وتجويد مخرجاته بكفاءة عالية وتميز كبير، يجعلنا نفخر يوماً من الأيام بانتساب هذه الطالبات لجامعة القصيم.
مستقبل الجامعة
ما المشاريع المستقبلية للجامعة؟ وهل تنوي الجامعة إقامة مجمع سكني لأعضاء هيئة التدريس؟
- جاءت الموافقة السامية لنا في جامعة القصيم بعدد من الكليات العلمية والتخصصية، وهي كلية علوم الحاسب، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية الأسنان، وكلية الصيدلة، وكليتا مجتمع في كل من بريدة وعنيزة، وكلية للعلوم في الزلفي، وهي مناسبة كريمة أن نتوجه بالشكر والتقدير لمقام حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، ووزير التعليم العالي، ووزير المال على الدعم السخي والمباشر لقضايا التعليم العالي، كما جاءت الموافقة على اعتماد وكالة للشؤون التعليمية في الجامعة، وعمادة للتطوير الأكاديمي، ولدينا عمادات قائمة تساند العملية التعليمية، وتجسد العلاقة مع المجتمع، فلدينا عمادة للبحث العلمي، وعمادة لشؤون المكتبات، وعمادة للدراسات العليا، وعمادة لخدمة المجتمع، وهي كلها كما ترى تسير في دعم العملية التعليمية وتجويد مخرجاتها، وتسعى بصورة جادة وعملية نحو التطوير النوعي للجامعة.
أيضا لدينا مشاريع بحثية تنموية قائمة مع القطاع الخاص، تسهم الجامعة بخبراتها وتجاربها مع القطاع الخاص كل ذلك خدمة للتنمية، ولعلها فرصة لتجديد الدعوة للقطاع الخاص إلى تمتين العلاقة وتجسيد أوجه الشراكة بين مؤسسات التعليم وبين القطاع الخاص، ونحن في جامعة القصيم نؤكد أهمية هذه الشراكة. فنحن لا نزال نحتاج إلى أبحاث في مختلف صنوف المعرفة.
أما عن المشاريع التي تقوم بها جامعة القصيم في الوقت الحالي، فالحمد لله لدينا مجموعة من المشاريع التي تعتبر جزءاً من منظومة البنية التحتية التي نسعى لتشييدها في الجامعة.
فلدينا مشروع لسكن أعضاء هيئة التدريس، ومبنى لكلية الطب، ومستشفى جامعي بسعة 400 سرير، ومبنى لكلية العلوم وكلية الهندسة، ومبنى آخر لكلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، والعمل جار على أشده لاستكمال المخططات الخاصة بهذه المشاريع.
كما أننا نسعى لاستكمال الموافقات اللازمة لاعتماد مبنى خاص لكلية الشريعة، وفي المقابل لدينا أيضاً رؤية للمشاريع المقبلة، ومن أبرزها تشييد مركز خاص للمؤتمرات، ومنشآت رياضية، وتأتي هذه المشاريع رغبة في تشييد مدينة جامعية تشمل كليات الجامعة والمرافق الأخرى لتوفير بيئة جامعية، تسهم بصورة عملية في استكمال عناصر العملية التعليمية جميعها.
من أجل سمة مميزة لجامعة القصيم ...
تأسيس شخصية خاصة لجامعة القصيم من التحديات والمهام التي أنفقنا في دراستها وقتاً طويلاً، فنحن نؤمن بأهمية وجود سمة بارزة لكل جامعة، وهوية تمتاز بها عن سواها، وجامعة القصيم واحدة من الجامعات الوليدة حديثاً في المجتمع، وهي مطالبة كغيرها بأن تخلق لها هويتها الخاصة وتنافس جامعات أخرى سبقتها خبرة وتجربة وريادة، وهي مطالبة أيضاً بأن تشارك في عملية التنمية والتحديث لهذا البلد، وهذه عوامل تحفز وبشكل سريع على تبني رؤية خاصة لجامعة القصيم.
وأي جامعة في الحقيقة تكمن قوتها وشخصيتها في قوة وتميز أساتذتها، وقوة برامجها الأكاديمية، ومدى توافر عناصر البيئة الأكاديمية داخل أروقتها، وهذا ما نتطلع لصناعته في جامعة القصيم.
ولذلك، كان جزءاً من هذه الرؤية حسن اختيار القيادات الجامعية، وإعدادها بشكل سليم ومخطط له، والتركيز كذلك على الأداء المهني لعضو هيئة التدريس من خلال مركز متخصص يسهم في رفع قدراته ومهاراته، فأستاذ الجامعة اليوم لم يعد دوره محصوراً بين جدران الجامعة، بل نتطلع إلى أن يشارك في خدمة المجتمع وصناعة القرار والإسهام بشكل فاعل في قضايا التطوير والتغيير.
كما أننا في جامعة القصيم نتمنى أن لا يقتصر دور الجامعة على تفويج أعداد من الخريجين لسوق العمل فحسب، بل نتطلع إلى إنتاج الباحث العلمي، والمهندس المحترف، والمثقف المبدع، والمفكر الاجتماعي، ورجل الاقتصاد، وعالم الشريعة، وهذه أحد وأهم السمات التي نتطلع أن تمتاز به جامعة القصيم مستقبلاً.
كذلك لدينا توجه قائم في توحيد الاتجاه في مجال البحوث العلمية والتطبيقية ورسم بوصلة علمية ودقيقة لاختيار هذه البحوث بما يفيد المعرفة، فالدراسات أشارت منذ زمن، وللأسف، إلى أن جزءاً كبيراً من أبحاثنا العلمية مكررة بشكل أو بآخر، ومن جهة أخرى بعيدة كل البعد عن ميدان التطبيق والواقع.
سيرة ذاتية
الاسم: خالد بن عبدالرحمن فهد الحمودي
تاريخ الميلاد: 1/7/1371ه - الرياض
الحالة الاجتماعية: متزوج
المؤهلات العلمية
بكالوريوس زراعة 1395ه/ 1975، من جامعة الملك سعود ? السعودية، بتقدير جيد جداًًًًًًًًً مع مرتبة الشرف الثانية.
ماجستير علوم زراعية، تخصص اقتصاد زراعي 1400ه /1980، بتاريخ 7/12/1979، من جامعة متشجن في الولايات المتحدة الأميركية.
دكتوراه في اقتصاد الموارد الطبيعية، عام 1404ه/ 1984 من جامعة متشجن في الولايات المتحدة الأميركية.
التاريخ الوظيفي الأكاديمي
أستاذ في قسم الاقتصاد الزراعي في كلية الزراعة ? جامعة الملك سعود اعتباراًًًًًًًًًًًًً من 23/4/1414ه
أستاذ مشارك في قسم الاقتصاد الزراعي والمجتمع الريفي في كلية الزراعة، جامعة الملك سعود اعتباراًًً من 2/4/1410ه
أستاذ مساعد في قسم الاقتصاد الزراعي والمجتمع الريفي في كلية الزراعة، في جامعة الملك سعود اعتباراًً من 17/7/1404ه.
معيد في قسم الاقتصاد الزراعي والمجتمع الريفي في كلية الزراعة، جامعة الملك سعود اعتباراًً من 12/7/1395ه
المناصب الإدارية
مدير جامعة القصيم بدءاًً من 24/4/1425ه وحتى الآن.
وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس المجلس العلمي، اعتباراًً من 26/7/1415ه
وحتى 26/7/1424ه.
وكيل جامعة الملك سعود لشؤون الفروع بالنيابة.
وكيل جامعة الملك سعود للدراسات والتطوير بالنيابة.
الأمين العام لجامعة الملك سعود لمدة ثلاث سنوات اعتباراًً من 13/4/1414ه.
عميد كلية الزراعة، جامعة الملك سعود اعتباراًً من 10/2/1407ه وحتى 23/4/1414ه.
المشرف على مركز دراسات الصحراء اعتباراًً من 1408ه حتى 1415ه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.