يلقبونه "صائد الجوائز" وأحياناً "آبو حظين"، فبمجرد دخول باقر علي الرمضان 35 عاماً إلى أي مسابقة يكون التوفيق إلى جانبه، فيكسب الجائزة. هذا الحظ لم يكن حليفه لمرة أو مرتين، بل مرات عدة، ما أثار استغراب المحيطين به. كما كان محط أنظار مجتمعه، الذي حاول بعض أفراده تفسير ظاهرته"الغريبة"وفوزه المتكرر في غالبية المسابقات والسحوبات الصغيرة والكبيرة. فالجوائز الصغيرة التي فاز بها لا حصر لها، وأصبحت هوايته المفضلة الفوز بالسيارات، إلا أنه في الآونة الأخيرة قرر أن يهزم برنامج"من سيربح المليون"ومقدمه جورج قرداحي"أنا أتحدى هذا البرنامج وسأفوز بالمليونين ولكن أنتظر الفرصة وأعلنها أنني سأفوز". أول أبواب الحظ التي فتحت في وجهه عندما كان طالباً في الصف السادس الابتدائي في بلدته الريفية المركز، إحدى قرى الأحساءالشرقية. حينها كانت المدرسة أعدت مسابقة من أجل نشاط"اليوم المفتوح"الذي تحتفل به المدرسة بتنظيم بعض الألعاب والمسابقات، ومنها مسابقة غريبة شارك فيها الرمضان. وطريقتها أن يكتب خمسة طلاب خمس قصاصات ورقية صغيرة، على أن تفرز في شكل جيد ومن يستطيع أن يسحب ثلاث أوراق متتالية ويكون فيها اسمه، يفز بالجائزة. بدأ الأول فأخفق منذ البداية، ثم جاء الثاني فأخرج اسمه مرة واحدة فقط، ثم جاء دور الرمضان"فسحبت أوراقي الثلاث وكان فيها اسمي". فاز باقر بأول جائزة في حياته، وكانت دراجة هوائية صغيرة جداً بثلاث عجلات. ومن ذلك اليوم أقبل الحظ على هذا الرجل. بعد مرور سنوات على تلك الحادثة، دخل إلى سلك العمل الوظيفي لينقل معه بعض الحظ الباقي من أيام الدراسة. وأقامت الشركة التي كان يعمل فيها، مسابقة للسحب على جهاز تسجيل متطور وكبير جداً وذي تقنية عالية، فأجبرت 300 موظف على شراء الكوبونات الخاصة به. لكن دخل المسابقة 150 موظفاً فقط بينهم المحظوظ باقر"لم أشترِ إلا بطاقتين ب 20 ريالاً وغيري اشترى ما يفوق العشرين". وجرت المسابقة على أن يكون الفائز هو صاحب البطاقة الأخيرة في السحب من أجل التشويق والإثارة، اذ حضر السحب أكثر من ثلاثين موظفاً. وتمت عملية الفرز لتبقى أربع بطاقات فقط إحداها ستفوز بالجائزة، هنا قاطع باقر عملية السحب وخاطب المسؤول عنها قائلاً له أن يأمر أحد العمال ب"إحضار المرطبات على حسابي الخاص لأنني سأفوز بعد قليل، فضحك وهزأ مني وأمرني بأن لا أتعجل الفوز، فربما سأخسر المرطبات والجائزة، لكنني ألححت عليه فوافق وتوقفت المسابقة إلى أن أُحضرت المرطبات". وحين تم السحب الأخير ولم يبق سوى بطاقتين إحداها فائزة لم يصدق المسؤول ما رآه فقد تحققت نبوءة الرمضان وفاز ليثبت نظرية التفاؤل عنده. وعن سبب تأكيده فوزه، قال:"أعتمد على تفاؤلي الزائد فالتشاؤم ليس في قاموس حياتي أبداً وعندي إحساس قوي بالفوز أشعر به قبل أن يكون واقعاً ملموساً ولا أعلم من أين لي هذه الطاقة الكامنة؟". وفي أحد الأيام زار مملكة البحرين برفقة الفنان السعودي سعيد قريش وخمسة من أصدقائه. وفي إحدى المجمعات التجارية كانت هناك مسابقة سحب على أجهزة كهربائية منوعة من ضمنها جهاز مشغل أسطوانات DVD. لم يشتر باقر إلا كوبوناً واحداً فقط وكان ثمنه خمس روبيات بحرينية 5 ريالات سعودية،"ألتفت إليّ أصدقائي فأخبرتهم أني أريد هذا الجهاز وسأفوز به فضحكوا وأخبروني بأنني أحلم". اختارت لجنة المسابقة الفنان سعيد قريش على أن يتولى عملية السحب وحين تم ذلك أصابته الدهشة وامتنع عن ذكر اسم الفائز وأمر أحد أعضاء اللجنة أن يتلو الاسم"قرأ اسمي وأكد أن عملية السحب صحيحة وغير مزورة وأنها مجرد صدفة لكن أصحابي تسمروا في أماكنهم لأن الحلم تحقق". وفي العام 2000 بدأ حظه يتوسع ليكسب هواية أخرى وهي الفوز بالجوائز الكبرى كالسيارات، فأول الغيث كان عبر مسابقة في سوق خيرية أقامتها"جمعية البر"في مدينة الدمام. وكانت بداية القصة أنه كان بصحبة زوجته من أجل التسوق وشراء بعض المستلزمات من أجل العيد"حينها اشترينا من محل أعطانا كوبون المسابقة وكانت الجائزة سيارة من نوع هيونداي 2000 فقرأت شروط المسابقة وكان من أبرزها حضور صاحب الكوبون في يوم السحب وإلا ضاعت عليه الجائزة وتحولت إلى شخص آخر". ملأ الرمضان الكوبون بالمعلومات المطلوبة، ورماه داخل السيارة المعروضة التي كانت مليئة بأوراق المشتركين. وفي أواخر شهر رمضان عاد باقر وزوجته مصادفة إلى السوق من أجل أن يرجع قطعة ملابس غير مناسبة، وبعد الانتهاء كان السحب بدأ وتجمهر الناس، فاقترح على زوجته أن يتابعا السحب فوافقت. وحينها كانت السيارة تغص بالتذاكر، ما اضطر اللجنة المنظمة إلى إدخال طفلين صغيرين من أجل الفرز واستخراج ورقة الفائز"توجه المسؤول عن السحب للجمهور فسألهم إذا فاز أحدكم ماذا سيعطي لهذين الطفلين؟"، فتعالت الأصوات وقال أحدهم"أعطيهما 500 ريال"، وآخر زاد عليه بألف حتى قطع الرمضان المزاد وأسكت الجميع"سأعطيهما ستة آلاف ريال"، فصمت الجميع غير مصدقين. لكن المسؤول عن المسابقة أخذ الوعود وهو يمسك بكوبون الفائز وهنا حدثت المفاجأة، وقال الفائز باقر الرمضان"في وقتها لم أصدقه وكنت أحسبها مزحة فيمكن أن يكون قد أخبره أحد باسمي حتى يمازحني لأنني وعدته بذاك المبلغ ولكن إصراره وتكراره اسمي جعلني أصدق أنني فزت فعلاً، وحين عرفني المسؤول طالبني بمبلغ الطفلين فوعدته بعد أسبوع حين أتسلم مفاتيح السيارة". وبعد أسبوع ذهب لمقر الجمعية وسلم الطفلين هديتهما كاملة واستلم السيارة"سعدت كثيراً حين علمت أن الطفلة كان أبوها عاجزاً أبكم، وهذا المبلغ سيساعدها كثيراً والطفل الآخر ليست لوالده وظيفة سوى وظيفة حكومية بسيطة لا تغنيهم الحاجة". لكن حظه السعيد لا بد أن يخالطه بعض الشؤم الذي كان يرفض التصديق به، فبعد أيام من استخدامه سيارته الجديدة وقعت له حادثة جعلت السيارة خردة إلا انه خرج سالماً معافى، فحظه أكبر بالحياة"كنت أدرس في الفترة المسائية وكانت وقتها الاختبارات النهائية للمرحلة الثانوية وفي صباح يوم الحادثة سهرت ولم أنم بسبب قلق الاختبار فغططتُ في نوم عميق وأنا أقود السيارة من بدء تحركي من منزلي إلى إشارة الميناء ولم أستيقظ إلا وأنا تحت سيارة نقل كبيرة جداً". وفي العام 2001 كان موعده مع سيارة أخرى من نوع"كامري"في مسابقة في إحدى المجمعات التجارية في الدمام، وكالعادة كان في إحدى جولاته التسوقية ورمى بورقته الوحيدة في صندوق السحب وحينها تلقى اتصالاً يخبره بفوزه. وفي عام 2004 قصد محطة وقود من أجل أن يشتري بعض المواد الغذائية من مركزها التجاري، وكان الوقت منتصف الليل فاشترى ب45 ريالاً وأعطاه البائع ثلاث تذاكر كتب في الأولى اسم ولده محمد ثم زوجته ثم اسمه، وألقاها في الصندوق المخصص، وتوجه للعامل الآسيوي الذي كان يعمل في تلك المحطة وقال له:"اعتني بها ونظفها جيداً ففي يوم السحب سآخذها". ضحك العامل وحسب الأمر مزحة لأنه وبصراحة لا يعرف الرجل المحظوظ هذا. بعد أسبوعين كان السحب وكان العامل موجوداً مع الجماهير و"كنت أرتدي ثوباً عمانياً فعرفني العامل وتذكر قولي له واضطررت إلى المشي قبل السحب من أجل شراء بعض الحاجيات للبيت وعندما كنت في المركز التجاري اتصل بي صديقي ليخبرني بأنني فزت فقلت له عادي مو أول مرة". حين حضر لموقع تسليم السيارة في مدينة الخبر، كان هناك ازدحام جماهيري. وحين وصل المحظوظ صار غالبية الجمهور يضحك ويشير إليه"هذا هو الذي فاز"لأنهم كانوا يعرفونه جيداً فشهرته وصلت إلى شريحة كبيرة من مجتمعه. الطريف في الأمر أن أحد العمال من الجنسية المصرية أمسك بثياب الرمضان"طلب مني أن أباركه حتى يفوز أو أنقل له عدوى الحظ". تعود على الفوز بالجوائز التي يطلق عليها صغيرة وهي تمثل لغيره شيئاً كبيراً كالثلاجات والتلفزيونات والأثاث وغيره من الجوائز التي لا يتذكرها. ويستعد حالياً لكسح المسابقات التلفزيونية الكبرى مثل من سيربح المليون الذي وعد وعاهد بأنه لن يرجع إلا بالمليونين وسيشهد العالم معجزة الرجل المحظوظ عبر شاشة التلفزيون.