كشفت تقارير حصلت عليها "الحياة" من جهات أمنية في كل من البرك والصوالحة وعمق عن وقوع ثمانية حوادث خلال العام الدراسي لطلاب ينتمون إلى مركز سعيدة الصوالحة، ويدرسون في مدارس ثانوية تابعة لإدارتهم محايل عسير، والتي تبعد عنها قرابة الستين كيلو متراً. وأوضح التقرير أن ثلاثة من الطلاب لقوا مصرعهم في العام الماضي بينما أصيب عشرة آخرون، ويتوقع نسبة خطر يومية عالية على حياة الطلاب في ظل افتقار قراهم القريبة إلى مدارس ثانوية، إضافة إلى أعمارهم السنية الصغيرة أثناء ممارستهم قيادة السيارات في ذهابهم وعودتهم من وإلى المدارس والتي لا تتعدى 18 عاماً، إضافة إلى المخاطر التي يجدها المواطنون من غير الطلاب على الخط الساحلي جدةجيزان، وما يشهده من حوادث مميتة، كما أن نظام القبول حرمهم من مدارس القنفذة والتي لا تتعدى المسافة بينهم إلا خمسة كيلومترات للوصول إليها، إذ أن النظام يوجب عليهم الالتحاق بالمدارس التابعة للإدارة نفسها المنتمين إليها. هذا الوضع دفع شيوخ قبائل سعيدة والصوالحة والبالغ عددهم سبعة شيوخ يمثلون قرى سعيدة الصوالحة إلى المطالبة بإيجاد مدارس ثانوية لأبنائهم، مشيرين إلى أنه توجد حالياً في مركز سعيدة الصوالحة خمس مدارس متوسطة في كل من حموان والصوالحة والمعقد وغالب ومليحة، ويتخرج في الصف الثالث المتوسط سنوياً ما يقارب من مئة طالب يسافرون بشكل يومي للانضمام إلى مدارس البرك والقحمة بأقسامها العلمية والأدبية. وأكد الأهالي والشيوخ أن مركز سعيدة الصوالحة في حاجة إلى مدرسة ثانوية في ظل وجود المبنى المجهز لهذا الغرض. من جهته أكد مدير مدرسة عثمان بن عفان في سعيدة الصوالحة أن مبنى المدرسة الابتدائية والمتوسطة يضم ثلاثة طوابق للمرحلتين، إضافة إلى وجود الطابق الأخير والذي لم يستفد منه. وأضاف أنه"اعتمد منذ مدة إنشاء مبنى مجمع للمدارس بمستوياتها الدراسية كافة، إلا أننا نحتاج الموافقة على افتتاح ثانوية في الصوالحة"، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ مثل هذا القرار، ولاسيما الحوادث المتكررة اليومية التي تحدث للطلاب في ظل غفلة أولياء الأمور. وأشار المعلم وحدان الصالحي إلى وجود عدد كبير من الطلاب في قرى سعيدة الصوالحة تركوا الدراسة من أنفسهم نتيجة العجز المادي على دفع مبلغ من المال لصاحب السيارة التي تقلهم إلى مدارسهم. وأوضح أن افتتاح ثانوية في الصوالحة سيخفف المعاناة المستمرة للطلاب. هذا الأمر دفع أحد أولياء الأمور أبو محمد إلى شرح معاناته مع المسافة الطويلة التي يقطعها ابنه الطالب في المدرسة الثانوية جيئة وذهاباً قائلاً:"ينتابني شيء من الخوف عند خروج ابني من المنزل متوجهاً إلى مدينة البرك التي تبعد عن الصوالحة 60 كيلومتراً، أي أنه يقطع120 كيلومتراً للذهاب والعودة، بل إن الطلاب يضطرون إلى التأخر عن الدوام في مدارسهم في كثير من الأيام نتيجة أعطال السيارات المتكررة". ويؤكد الطالب عامر معدي من قرية مليحة 35 كيلومتراً شرق مركز الصوالحة أنه يقطع بشكل يومي مسافة 140 كيلومتراً للذهاب من وإلى المدرسة، مشيراً إلى صعوبة هذا الوضع عليه وعلى زملائه الطلاب. وقال شيخ قبائل"غالب"عبده زايد الصالحي إن الأهالي يطالبون باستمرار بافتتاح مدرسة ثانوية، مشيراً إلى أنه سعى في الأمر ووجد تعاوناً من جانب المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير مهدي الراقدي إلا أن هذا الحلم تبخر بين أروقة الوزارة. وضم شيخ قبائل الصوالحة الشيخ محمد أبو حميدة صوته إلى صوت الشيخ الصالحي وقال"الحقيقة تقال، إن مركز سعيدة الصوالحة يعد من أكبر المراكز، وبتدشين مراكز النمو فيه صار من أهم المراكز على شاطئ البحر الأحمر، ولذلك لابد من وجود لمسة تعليمية حانية من أصحاب الفضل لانتشال أهالي الصوالحة من القهر اليومي، وتعريض أبنائهم للخطر المحدق". وتعليقاً على المشكلات السابقة أكد مصدر تعليمي في إدارة تعليم محايل عسير أن الموضوع ليس بيد الإدارة بل بيد الوزارة، فيما أشار رئيس مركز سعيدة الصوالحة حمود بن ظافر النايف إلى أن إنشاء مدارس ثانوية يعد من أهم الأولويات التي يطالب بها أبناء سعيدة الصوالحة، متمنياً اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الصدد من جانب وزارة التربية والتعليم.