يبدا اليوم المنتخب السعودي معسكره في الرياض إستعداداً للمشاركة في تصفيات الحسم الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2006 في ألمانيا، التي يبدأها الاخضر بمواجهة منتخب اوزباكستان في ال 9 من شباط فبراير المقبل. وكانت الكرة السعودية خلال العام الماضي، فقدت الكثير من بريقها الذي اكتسبته على مدار العشرين عاماً الاخيرة، وكانت الصدمة الأولى هي خروج الاخضر من الدور الاول في نهائيات كأس الأمم الآسيوية، التي اقيمت في الصين بعد أن كان طرفاً ثابتاً في المباراة النهائية للبطولة. واتخذ الاتحاد السعودي قراراً فورياً بإقالة المدرب الهولندي فاندرليم، واسند المهمة موقتاً للمحلي ناصر الجوهر، الذي اكمل باقي تصفيات كأس العالم الاولية، وتعاقد الاتحاد السعودي مع الارجنتيني كالديرون، الذي قاد الاخضر في كأس الخليج السابعة عشرة بالدوحة. ولكن لم تكن بداية كالديرون موفقة حيث فقد الاخضر لقبه الخليجي، الذي احرزه في النسختين الاخيرتين، بعد أن خسر من الكويت 1-2 والبحرين 1-3، وحقق فوزاً هزيلاً على اليمن 2-صفر، وودع الاخضر البطولة، بعد أن ظهر مهلهلاً ومتفككاً، وبدا لاعبوه كأنهم يلعبون للمرة الأولى مع بعضهم البعض، على رغم أن كالديرون احتفظ بالعناصر نفسها التي اعتمد عليها الجوهر، كرضا تكر واحمد الدوخي ومحمد الشلهوب وياسر القحطاني وابراهيم السويد وغيرهم، ولكن كانت المفاجأة البارزة في التشكيلة، هي مشاركة الحارس محمد الدعيع المبتعد منذ فترة طويلة عن المشاركة مع فريقه الهلال، وكان الدعيع بعيداً تماماً من فورمته العالية، وتسبب في اخطاء فادحة كلفت الاخضر اهدافاً مؤثرة. وبعد الاخفاق الخليجي تعامل اتحاد الكرة مع الأزمة بهدوء، فكان كبش الفداء محمد نور لاعب خط الوسط، الذي طرد في المباراتين اللتين شارك فيهما أمام الكويت والبحرين، حيث اوقف لنهاية الموسم محلياً وخارجياً. وجدد الاتحاد السعودي الثقة في كالديرون ومنحه فرصة قيادة المنتخب في تصفيات الحسم الآسيوية، والآن وبعد ايام قليلة يخوض المنتخب السعودي اول اختباراته أمام منتخب اوزباكستان، وقد رفع كالديرون والجهاز الفني شعار الخطأ ممنوع لأن أي اخفاق جديد يعني تراجعاً مخيفاً للكرة السعودية، التي حققت انجازاً عربياً غير مسبوق، عندما تأهلت ثلاث مرات على التوالي لكأس العالم 1994 و 1998 و 2002، لذلك قام كالديرون بزيارات لجميع الاندية السعودية واطلع على التمارين وشاهد المباريات المهمة في الدوري المحلي، واقام معسكراً قصيراً في الرياض، ستعقبه مرحلة اعداد نهائية يختار خلالها التشكيل النهائي. وترى الجماهير السعودية أن تصفيات آسيا النهائية المؤهلة لكأس العالم، هي المحك الاخطر للاخضر منذ سنوات طويلة، وأبدت ثقتها في قدرات لاعبيها. وعلى الصعيد الرسمي هيأ اتحاد الكرة كل السبل لإنجاح الاخضر، وقدم رئيس اتحاد الكرة الرئيس العام لرعاية الشباب الامير سلطان بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل كل الدعم المادي والمعنوي، ويبقى الدور على الجيل الجديد من اللاعبين لتحقيق مجد جديد للكرة السعودية. وعلى رغم الانتقادات التي وجهت للاعبي الاخضر في خليجي 17 بعد مستوياتهم الهابطة، الا أن المعسكر الاخير في الرياض، كشف أن كالديرون سيعتمد خلال المرحلة المقبلة على غالبية هؤلاء اللاعبين، فضم من الاتحاد الحارس حسين الصادق وحمد المنتشري وسعود كريري ومناف ابوشقير وابراهيم سويد، ومن الاهلي حسين عبدالغني وتيسير الجاسم ووليد عبدربه، ومن الهلال احمد الدوخي ومحمد الشلهوب ومحمد العنبر وعبداللطيف الغنام، ومن النصر محمد شريفي وهادي شريفي وسعد الزهراني ومنصور الثقفي، ومن الشباب عبده عطيف وزيد المولد، ومن القادسية ياسر القحطاني، ومن الرياض حسين شراحيلي ، ومن الاتفاق عبدالرحمن القحطاني وفهد مسعود، فضلاً عن خمسة لاعبين مصابين هم عبدالله الجمعان"الهلال"ومبروك زايد واسامة المولد ورضا تكر"الاتحاد"ونايف القاضي"الأهلي".