منذ أكثر من ثلاث سنوات نظمت الإدارة العامة للمرور حملة لتطبيق ربط حزام الأمان في السيارات أثناء القيادة سواء للسائق، أو الراكب. وتضمنت الحملة إعلانات إعلامية مكثفة، أعقبتها حملة مرورية مشددة لتطبيق المخالفات والجزاءات على السائقين الذين لا يتقيدون باستخدام حزام الأمان. كان من إيجابيات الحملة حرص معظم السائقين على استخدام حزام الأمان، إما خوفا من القسائم المرورية التي يشدد المرور في تطبيقها، وإما استجابة واقتناعا بحملات التوعية في تلك الأيام. لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ تراجع المرور فجأة عن مواصلة هذه الحملة، ولم يعد يطبق المخالفات بشأن من لا يستخدمون الحزام، وصمت المسؤولون في المرور عن الموضوع، وكأن الحملة موقتة، وليست دعوة لسلوك دائم ينبغي أن يتقيد به السائق، فقد رأينا تهاوناً كبيراً من رجال المرور وهم يشاهدون السائقين لا يستخدمون حزام الأمان ولا يتخذون أي إجراء، ما أعطى انطباعاً لدى الناس أن حملة الحزام مجرد حملة موقتة وأنه لم يعد هناك داع الآن لاستخدام حزام الأمان طالما أن رجال المرور راضون بعدم استخدامه، وأجزم أن هذا ما يحدث مع الجميع. ونظراً لأهمية استخدام حزام الأمان ودوره في سلامة السائق لأنه سلوك حضاري يجدر بالجميع تطبيقه، فإنني آمل من المسؤولين في إدارة المرور التشديد في إستخدام ربط حزام الأمان وتنظيم الحملات التفتيشية المرورية بشأنه في مدن السعودية كافة.