لطالما كان المغرب مختبر بحث في تطوير الفن المعاصر، لما عاشه من انتقالات سياسية واجتماعية وتعدد ثقافاته من الشمال الى الجنوب، إضافة الى احتكاكه بثقافات أخرى بحكم الجغرافيا والتاريخ. انتهى العام 2013، ولم تكن هناك تغيرات واضحة في أشكال هذه الاشتغالات الابداعية، فكان السؤال حول وجود فنانين رغم الغياب الواضح لمدارس الفن والمؤسسات الفنية التي تؤثث محيط الفنان من قاعات العرض ومتاحف. فجاء رد الفعل بتدشين متحف الفن الحديث والمكتبة الوطنية في الرباط، ومتحف الفن الحديث في تطوان وأعادت هيكلة الأطر في المعهد الوطني للفنون الجميلة. مع كل هذا أصبح المبدع المغربي وخصوصاً الفنان التشكيلي، يلجأ الى مواضيع أخرى غير النقد المباشر. فالثنائيات حدث وضد الحدث، معلومة وضد المعلومة، لم تعد هي الهم الوحيد. بل كان الاهتمام بالتوجهات الفكرية والتفكير الجماعي، واتخاذ الفن كنوع من المقاومة وليس كسلاح ضد السياسة. نذكر على سبيل المثال عمل محمد مهداوي"سفر مع الكون"الذي يتبع ظل بناية من طلوع الشمس حتى غروبها، ويسائل تلك العلاقة مع الطبيعة وتأثيرات الحداثة على الجانب الطبيعي للانسان. هل هو انتقال الى نوع الفن السياسي؟ ربما تلك التحولات التي شهدها المغرب هي امتداد لمحاولات البحث عن بناء مكونات الساحة الفنية والبحث في محيط المبدع وليس في مواضيع الابداع أو الابداع من الخارج. محسن حرّاقي فنان مغربي