"حورية البحر حقيقية، أعرف أنها موجودة، لكن هذه ليست حورية، لا ذيل لها، لا توجد حورية بحر بساقين"... هكذا عبرت مريم فارس الطفلة ذات الست سنوات عن خيبتها، بينما أشاحت بوجهها الغاضب بعيداً من الفتيات الثلاث اللواتي غصن في عرض أكروباتي في مياه"دبي أكواريوم". وعلى رغم أن العرض جذب عدداً كبيراً من زوار مركز دبي التجاري، فإن"عروض حوريات البحر"ربما لم تقنع الأطفال، الذين أملوا برؤية حورية كصورتها المعروفة، بذيل سمكة جذاب، بيد أن فتيات العرض ظهرن طوال الوقت مرتديات بذلة غوص زُينت كأنها حراشف سمكة، إنما أسفلها ساقان واضحتان. صمم العرض الذي يقدم للمرة الأولى في الشرق الأوسط ستيفن ميرمون، أحد أشهر المخرجين المجددين في فنون الترفيه والعروض المائية التي تمثل فن عروض الأكواريوم بشكل أدق، لكن يبدو أن فكرته الجديدة لم ترض الصغار. بيد أن الموسيقى المصاحبة للعرض، وفقرة غوص الحوريات مع أسماك القرش أوجدتا جواً ساحراً بين هدهدة الألحان والحركة الانسيابية لما صُمم للحوريات، وكذلك إثارة لا تنسى في سباحة القرش إلى جانبهن بينما يحاول غواص آخر متابعتهن عن كثب تحسباً لأي طارئ. أعجب العديد من الزوار بالعرض الذي أقيم في"حديقة الحيوانات المائية"أكواريوم دبي، والتقطوا الصور والفيديو الذي انتشر على مواقع النشاط الاجتماعي في الإمارات بنسخ عدة، لكن التحفظ ظل قائماً لدى المراهقين. ويقول مجد سالم 71 سنة:"أحببت العرض، لكنني لم أطل الوقوف هنا، بصراحة شعرت بخيبة أمل لرؤية سيقان الحوريات، كنت أرغب جداً في رؤية نصف امرأة نصف سمكة، حورية بحر، عروس بحر بمعنى الكلمة". الأهم... الذيل عرض"حوريات البحر"عادة تكون بطلته سباحة ماهرة متخصصة في عروض الماء، وتستطيع حبس أنفاسها وقتاً طويلاً كون الجمهور يحب أن يرى وجهها من دون أي عدة غوص، ناهيك بأن حورية البحر تستطيع التنفس تحت الماء بطبيعة الحال! ولكن الأهم هو ذيلها، فلا يكتمل العرض من دونه."قالوا إن العرض هو لحوريات البحر، كان عليهم أن يقولوا الحقيقة. هذا عرض جميل لفن أكروباتي تحت الماء، لكنه ليس عرض حوريات البحر"، فوفق فيكي سوي 20 سنة، كان افتقاد الذيل في العرض"مخيباً للآمال". وتقول:"أشعر أنني خدعت إلى حد ما، العرض جيد لكنه ليس ما تمنيت رؤيته، فأجمل ما في عروس البحر ذيلها، كيف يجعلونها بساقين!". وكانت أولى الإشارات المعروفة عن قصص حوريات البحر ظهرت في المملكة الآشورية القديمة، وبقيت جزءاً ساحراً من الحكايات الفولكلورية لعديد من الثقافات حول العالم. وتقع"حديقة الحيوانات المائية" فوق الحوض الرئيس الذي اشتهر به مركز دبي التجاري، وتضم معارض لكائنات بحرية متنوعة يتعرف الزوار من خلالها على مختلف بيئات الحياة المائية. وتشتمل الحديقة على ثلاث مناطق بيئية متمايزة، منها الغابة المطيرة والشاطئ الصخري والمحيط، ويمكن للزوار عادة مشاهدة العديد من المعارض التي تتضمن فصيلتين من البطاريق، وحيوانات الشعاب المرجانية، والسلطعون العملاق، وأسماك بيرانا الأمازون، وكلاب البحر الآسيوية وغيرها الكثير.