أنقرة، يريفان - أ ف ب، رويترز - أبرمت تركيا وفرنسا أمس، اتفاقاً للتعاون الأمني يستهدف خصوصاً مواجهة «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وذلك بعد ساعات على سجال بينهما أججته دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنقرة الى أن تعترف ب «إبادتها الأرمن» خلال الحرب العالمية الأولى. وقال وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان إن الاتفاق ينصّ على أن يبدأ البلدان «تعاوناً عملانياً لمكافحة الإرهاب»، يتيح لأجهزة الأمن التركية والفرنسية خوض حرب ميدانية مشتركة ضد الإرهاب. وأشار الى «تصميم فرنسا التام والثابت على مكافحة إرهاب حزب العمال الكردستاني، إلى جانب تركيا»، مضيفاً: «لن نتراجع في تصدينا، لأننا نعرف حجم المعاناة التي تتراكم في تركيا بسبب تحركات منظمات إرهابية يعترف بها الاتحاد الأوروبي». ولفت الى أن الاتفاق «يتخطى الاتفاقات التي تبرمها فرنسا في المجال الأمني». وأعلن غيان أن فرنسا اعتقلت على أراضيها العام الماضي، 38 عضواً في «الكردستاني»، و32 عام 2011. وسيصدر القضاء الفرنسي الشهر المقبل، قراراً في شأن مصير 18 تركياً اعتُقلوا عام 2007 للاشتباه في انتمائهم الى «الكردستاني». وقال مصدر تركي ان الاتفاق لا ينصّ على تسليم أعضاء في «الكردستاني» الى أنقرة. لكن غيان أعلن أن البلدين قررا العمل معاً ل «تحضير عمليات تسليم في أفضل الظروف». إبرام الاتفاق الأمني بين البلدين، أتى بعد ساعات على رفض تركيا دعوة وجهها إليها ساركوزي لتعترف ب «إبادتها الأرمن». وحضّ الوزير التركي للشؤون الأوروبية ايغيمين باغيس ساركوزي على «التخلي عن دور المؤرخ، والتركيز على إخراج بلاده من هوّتها الاقتصادية والخروج بخطط لمستقبل الاتحاد الأوروبي». كما اتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو ساركوزي ب «الانتهازية السياسية» قبل انتخابات الرئاسة الفرنسية العام المقبل، قائلاً: «على مَن يطالبون تركيا بالتصالح مع ماضيها، أن ينظروا أولاً في المرآة». وكان ساركوزي اعتبر «إبادة الأرمن واقعاً تاريخياً»، وقال في يريفان: «تركيا، البلد العظيم، ستفتخر بإعادة النظر في تاريخها، كما فعلت دول أخرى عظيمة في العالم، مثل ألمانياوفرنسا». وحذر من أن امتناع تركيا عن استجابة طلبه، سيدفعه الى درس اقتراح لتبني البرلمان الفرنسي قانوناً يجرّم إنكار «إبادة الأرمن». كما أقرّ بأن تركيا «تؤدي دوراً كبيراً في المنطقة والعالم»، لكنه اعتبر أن «هذا الدور لن يكون له مكان في الاتحاد الأوروبي». وسئل غيان عن ردّ باريس في حال اعترفت تركيا بالقمع الاستعماري الفرنسي في الجزائر، بوصفه إبادة جماعية، فأجاب إن ساركوزي زار الجزائر وتحدث بعبارات قوية عن «هذه اللحظة المؤلمة من ماضينا، ثم طوى تلك الصفحة». ودعا الى عدم تحميل تصريحات ساركوزي «أكثر مما تحتمل، إذ أنه لم يوجّه إنذاراً الى تركيا».