امتلأت شوارع حي كرويتسبرغ في وسط العاصمة الألمانية برلين بالألوان والموسيقى خلال كرنفال الثقافات السنوي الذي بدأ الجمعة وامتد إلى الاثنين، بمشاركة ست وسبعين مجموعة من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية. تقوم فكرة الاحتفال على إتاحة التقاء للثقافات من خلال الكرنفال الذي تعبّر فيه كل مجموعة على طريقتها عن مختلف اشكال الملبس والزينة الرقص والاحتفال. وتقام العديد من العروض الفنية وعروض الشارع المختلفة على مدى الأيام الأربعة، كما تقام مسابقات لاختيار أفضل الأعمال الفنية. يقدم المشاركون والمشاركات الذين بلغ عددهم هذا العام حوالى 4400، استعراضات راقصة أثناء مرورهم في قوافل عبر شوارع المدينة. وتتقدم كل قافلة شاحنة كبيرة تحمل اسم البلد او الجماعة التي تعبر عنها المجموعة، ويتبعها الراقصون والراقصات مرتدين الملابس الخاصة بهم والتي تتسم بألوانها الزاهية والبراقة أحياناً لتبهر الجمهور الذي يقف على الجانبين ويتمايل مع الموسيقى التي تدوّي من خلال مكبرات الصوت كلما اقتربت الحافلة. تقول جاسلين التي تحمل ابنها جيروم البالغ من العمر ثلاث سنوات على كتفيها إنها لم تستطع حضور الكرنفال في السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أنها سعيدة جداً لتمكنها من إحضار ابنها هذا العام وسعيدة أيضاً بمراقبة ردود فعله الطريفة لدى مشاهدته العروض. اختارت هانا التي تبلغ من العمر سبع سنوات أن ترتدي هي نفسها ملابس التنكر وأصرت على أن تشاركها أمها مظاهر الاحتفال، فارتدت كل منهما ثوباً فضفاضاً ملوناً بألوان الطيف واعتمرتا قبعتين كبيرتين على الطراز الكلاسيكي. وقد أثارت مشاهد الرقصات الأفريقية على وجه الخصوص فضول الصغيرة فأخذت تسأل عن تلك الألوان الفاقعة في مقابل ألوان البشرة السمراء والقبعات المصنوعة من القش والعقود الكبيرة المعلقة على صدور النساء، وقد شرحت لها أمها إن هذه المظاهر من ضمن ثقافات الشعوب الأفريقية، كما وعدتها بأن تريها قارة أفريقيا على خريطة العالم حين تعودان إلى البيت. الجدير بالذكر إن الإقبال على الكرنفال يتزايد بشكل ملحوظ عاماً بعد آخر، فمنذ أقيم الكرنفال الأول عام 1996 ارتفع عدد الزائرين من خمسين ألفاً إلى مليون ونصف مليون، معظمهم من الشباب. وعلى الأرصفة المجاورة بطول الشارع تنتشر العديد من المطاعم والمقاهي، كما يقيم باعة أكشاكاً لبيع الوجبات السريعة والمشاوي، فلا يستطيع المرء تفادي رائحة الشواء التي تسيل اللعاب. يقول أحد الباعة:"إنها فرصة استثنائية للكسب الأكيد، فالكرنفال يبدأ في الساعة الثانية عشرة ظهراً ويستمر تسع ساعات، وهناك عدد ضخممن الزائرين، ولا يمكن أن يستمر الناس في الاحتفال دون الشعور بالجوع والعطش". ورغم الإقبال الكبير من الجمهور، رصدت وسائل الإعلام تراجع عدد المشاركين في العروض هذا العام، فبعد أن كان قد تضاعف من 2200 في السنة الأولى ليصل إلى 4800 في العام الماضي، تراجع إلى 4400 هذا العام. والأرجح أن ذلك أسبابه مادية.