عاشت جماهير بروسيا دورتموند ساعات حرجة في اليومين الماضيين، في سيناريو يبدو الأسوأ في مسيرة الفريق خصوصاً في ظل توقيته الحرج الذي يسبق مواجهة مصيرية أمام كبير القارة الأوروبية ريال مدريد، إذ جاء تأكيد إدارة فريق دورتموند خبر رحيل نجم الفريق والساحر الصغير ماريو غوتسه إلى الغريم التقليدي بايرن ميونيخ الذي استفاد من ضعف الشرط الجزائي البالغ 37 مليون يورو. هذا الانتقال المفاجئ والسريع أشعل نيراناً من الصعب إطفاؤها في مدرجات الرعب الصفراء، إذ بدأت حملات الوعيد للاعب"الخائن"بحسب جماهير فريقه الحالي، إضافة إلى المطالبات الواسعة بعدم إشراكه في المباراة حتى ولو كان ذلك على حساب خروج الفريق من البطولة الأقوى في العالم. جنون المدرجات الصفراء أجبر إدارة الفريق على طلب تعزيزات أمنية في تدريبات أمس الثلثاء، خشية الاصطدام الجماهيري مع اللاعب الشاب، الذي بدأ مراسم انتقاله بأمر من القادم الجديد إلى ميونيخ، الإسباني بيب غوارديولا. "نحن بالطبع نشعر بخيبة كبيرة، لكن يجب التشديد على أن ماريو ومستشاره تصرفا في شكل متطابق تماماً مع العقد"، هذا ما قاله المدير التنفيذي لدورتموند هانتس فاتسكه الذي كشف عن أنه لم يحصل أي اتصال بينه وبين بايرن، لأن اللاعب استخدم حقه في الرحيل من دون أن يتم أي تفاوض بين فريقيه الحالي والمستقبلي. وكان من المفترض أن ينتهي عقد غوزته 20 عاماً مع بوروسيا دورتموند في 2016، لكن هناك بند يسمح له بالرحيل عن فريق المدرب يورغن كلوب في مقابل 37 مليون يورو، ما سهل المهمة على النادي الألماني الثري بايرن ميونيخ الذي لم يتأخر في دفع قيمة البند الجزائي ووقّع مع اللاعب عقداً طويل الأمد. ويعد غوتسه الإضافة الأولى إلى النادي البافاري الذي سيتولى الإشراف عليه غوارديولا اعتباراً من تموز يوليو المقبل خلفاً ليوب هاينيكس، علماً بأن برشلونة الإسباني ومانشسترسيتي وتشلسي الإنكليزيين أعربت عن اهتمامها بالنجم المميز. وكان غوتسه الذي ولد في مقاطعة بافاريا وعلى بعد 120 كيلومتراً من ميونيخ، سجل بدايته مع دورتموند عام 2009 حين كان في ال17 من عمره، ثم انضم إلى المنتخب الألماني وخاض مباراته الأولى معه في تشرين الأول أكتوبر 2010. ولعب غوتسه، الذي بدأ مشواره الكروي عام 2001 في الفرق العمرية لدورتموند، حتى الآن 22 مباراة بقميص المنتخب وسجل 5 أهداف، أولها في مباراته الأولى كأساسي التي فاز بها"مانشافت"على البرازيل 3-2 ودياً في آب أغسطس 2011. ويأتي الإعلان عن انضمام غوتسه إلى بايرن في وقت غير مناسب لدورتموند، لأنه يتحضر لاستضافة ريال مدريد الإسباني اليوم الأربعاء في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا. وطالب المدرب كلوب والمدير الرياضي ميكايل تسورك مشجعي دورتموند بمؤازرة غوتسه في مبارياته الأربع الأخيرة مع الفريق في الدوري المحلي، خصوصاً في دوري أبطال أوروبا، إذ يسعى فريقه إلى الفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد 1997. وبدت علامات الحزن والتأثر واضحة على محيّا مهاجم دورتموند ماركو ريوس ويورغن كلوب في المؤتمر الصحافي الذي يسبق مباراة الليلة، بعد انتشار خبر رحيل اللاعب، ولم تفلح ابتسامات المدرب في إخفاء تلك الصدمة، وحاول إظهار صموده وإعلانه التحدي في المرحلة المقبلة. ويبقى السؤال، هل أصبح غوتسه لاعباً خائناً في دورتموند، الفريق الذي عَرف من خلاله النجومية، ولجماهيره التي طالما تغنت به، أم أن من حق اللاعب أن يختار مستقبله، وأن يضاعف راتبه الشهري من 4 إلى 12 مليون يورو، وأن يعود إلى مسقط رأسه بافاريا؟