في كل مرحلة يمر بها المجتمع تشيع عبارات يتداولها الناس في الحياة اليومية وتعبّرعن الحالة العامة للمجتمع، عاكسة طبيعة الواقع الاقتصادي والعلاقات بين الافراد. قبل عقدين شاع استخدام كلمة بوري أنبوب حديدي. ويقال"فلان ضرب فلان بوري"أي غشه أو نصب عليه أو احتال عليه، لكن الذي يتعرض لأكثر من بوري فهو باللهجة العراقية يُدعى"قشمر"! وللبوري هذا قصة طريفة حدثت في الجامعة التكنولوجية في بغداد، فقد بدأ أستاذ مصري عمله مدرساً في الجامعة بدرس في قسم الميكانيك، وحاول التقرب من الطلاب باستخدامه اللهجة العراقية لبعض المصطلحات، وكان من بينها الانبوب الحديدي، فسأل الأستاذ الطلبة عن أسم الأنبوب في اللهجة العراقية فأجابه أحدهم:"أستاذ هذا أسمه بوري"، وبعد دقائق جلب الأستاذ أنبوباً أوسع قطراً من الأول وسأل أيضاً ما هذا، فأجابه طالب آخر:"أستاذ هذا همبوري". واستمر الأستاذ بالمحاضرة وقال:"نحن نمسك البوري ونُدخله بالهمبوري حتى يكون موصلاً للمحرك". وما يسمى بالقائمة العراقية التي انبثقت من غربال الاحتلال حاولت الغدر بالعراقيين بحجة اللاطائفية وتسويق مشروع الاحتلال الصهيو- صفوي للعراق تحت يافطة ان حل بعض المشاكل الأساسية أفضل من لا شيْ. لقد ضُربت هذه القائمة بأكثر من بوري بأطوال وأوزان مختلفة من قبل حلفائها، في ما يسمى بالعملية السياسية. لقد ضربهم الراعي الأميركي للعملية السياسية ببوري قوي بعدما تنصل من دعمهم لتشكيل حكومة الاحتلال الخامسة، وضربهم الموقعون على ما يعرف باتفاقية أربيل لتوزيع الكعكة التي أُعدت في مطابخ واشنطن وطهران ووعدوهم بمجلس وهمي سمّوه مجلس السياسات. ويدّعي قادة العراقية إن نوري المالكي هو الذي ضربهم بوري . وأعتبروا ملاحقة طارق الهاشمي من قبل قضاء المالكي وميليشياته بورياً من نوع ثقيل وطويل ، واذا ما أردنا ذكر كل البوريات وانواعها التي ضُربت بها قائمتهم تكون كلمة"قشامر"لا تسد الحاجة. لقد أطل علينا حمزة الكرطاني ممثلاً عن هذه القائمة بتصريح إعلامي يقول فيه: "جرى خذلان العراقية من قبل الأكراد والصدريين"، مشدداً على القول:"هذا اليوم السيناريو يتكرر وللأسف الشديد، ونحن نرى بوادر انفراج الأزمة وتقارباً بين حكومة المركز وحكومة الإقليم عبر لقاء سيجمع نوري المالكي بمسعود بارزاني". ويدل ذلك على انهم ضُربوا بوري مرتب إذ أعتبروا الأكراد والصدريين جبهة واحدة، أو بوريين إذا اعتبروا التحالف الكردستاني كتلة والصدريين كتلة. هذا همبوري قوي. فالقائمة العراقية جديرة بحمل لقب قائمة البوريات. وموسوعة غينيس للأرقام القياسية في حقل البوريات لا تزال شاغرة...لأن البوري والهمبوري من استحقاق ما يسمى القائمة العراقية. شاهين محمد - بريد الكتروني