من لم يمت بالسيف مات بغيره. تعددت الأسباب والموت واحد. نعم، كما للموت أسباب متعددة ومختلفة، للموت أيضاً أشكال مختلفة، ففي وطن النجوم لبنان، هناك من لا يموت إلا واقفاً يستشهد وهو يقاتل في ساحات الوغى، دفاعاً عن حرية وكرامة وسيادة لبنان وشعبه، كأبطال وبواسل الجيش اللبناني. وهناك من يموت وهو مضرب عن العمل، كالمدرس الذي هدرت حقوقه، بسبب عدم استجابة الحكومات المتعاقبة لمطالبه المحقة، وهكذا حال سائر موظفي القطاع العام والخاص، و"انتظر يا كديش ليطلع الحشيش". الزعيم السياسي النافذ موته غير شكل، فهو لا يموت إلا وهو جالس بسبب تعلقه والتصاقه بكرسي السلطة والحكم، حتى آخر نفس ولحظة من حياته الكرسي إلى الأبد. أما العاشق اللبناني الولهان، فيموت من كثرة الكلام والثرثرة بالشعر والنثر، لإقناع حبيبته بحبه وعشقه، بينما أكثرية اللبنانيين القابعين تحت خط الفقر والشحار والتعتير، تموت وهي صامتة الأكثرية الصامتة بسبب الإستضعاف والحياء والتعفف. خورشيد إسطنبولي - لبنان - بريد إلكتروني