تحت مظلّة القمة 13 لحائزي جائزة نوبل للسلام التي عُقدت في المسرح الكبير لدار الأوبرا الوطنية في العاصمة البولندية وارسو، دُعيت هبة القواس لتتكلّم عن دور الموسيقى في بناء السلام وتشارك في الإطلاق الرسمي للأكاديمية الموسيقية الأورو- متوسطية للسلام "EMMA FOR PEACE"برعاية منظمة يونيسكو وبمشاركة منظمة"يونيسف". أسس"EMMA FOR PEACE"ويرأسها باولو بتروتشيلّي، أما رئيسها الفخري فهو قائد الأوركسترا ريكاردو موتّي. وانضمّت القواس الى قافلة الموسيقيين العالميين في هذه المؤسسة الذين يلتقون حول أحلام ثقافة السلام من خلال الموسيقى. "إن تكلّمت الموسيقى فهمَها الجميع"، ضمن هذا الشعار تحدّثت القواس عن أهمية بناء السلام من خلال التربية الموسيقية،"إذ ترتقي الموسيقى بالإنسان منذ طفولته الى ما هو أسمى من أوهام الاختلافات وواقع الحروب، فيقبل بعضنا بعضاً ويفهم مخاوف الآخر، ليحلّ التسامح مكان البغض وتنتشر المعرفة ويضمحل الجهل". وأضافت:"الموسيقى تُغيّر لأنها تخلق الصوت المسافر عبر الأكوان وتعبر حواجز العقل المعقّدة". من الساعين للسلام إلى صانعي السلام خطوات قليلة تفصل بينهم، لكنها ليست أسرع من الخطوات التي تدافعت بهلع على أدراج دار الأوبرا التي أخليت بسرعة نتيجة تحذير من انفجار قنبلة موقوتة فيها... يبدو أن الصراع لمجابهة السلام دائم وأبدي. لم نصدّق أننا عشنا فصلاً من فصوله أثناء قمة السلام تلك، شاهدين في وارسو على مهزلة مبكية مضحكة وأننا كنا على مرمى من رسالة إرهابية. هل كان مجرّد تحذير أم هو تذكير فحسب بأن الشر لا يزال رابضاً بقوة في أي مكان من العالم، وبأن ثقافته المعولمة متغلغلة حتى في كواليس دور الأوبرا ودهاليز المتاحف وتحت أغصان الزيتون! خاصةً وأن هذه الرسالة التحذيرية تأخذ بعداً مدوياً إذا كانت موجهة للحاضرين في القمة وعلى رأسهم الدالاي لاما وليش فاليسا رئيس بولندا الأسبق وشيرين عبادي ومحمد يونس. وكانت الممثلة شارون ستون قد تسلّمت جائزة القمة للسلام قبل التحذير بنصف ساعة. أما الشريك الأساسي في قمة السلام وهو مؤسسة ليش فاليسّا، فأصرَّ على ألا يتفرّق المشاركون وأمّن لهم مكاناً آخر لاستكمال الحدث. "لا يمكن للموسيقى أبداً أن تُستعمل بحد ذاتها كوسيلة للصراع، على عكس الضوضاء وضجيج الحروب. الموسيقى ترفع دائماً وتُرَقِّي..."بتلك الكلمات ختمت القواس مداخلتها، بعد أن أعلنت للحضور مشروعها المقبل الذي تحضِّره والذي سوف"يكون صرخة لضمّ القوى... صرخة لوحدة الإنسانية... صرخة نعمل فيها يداً بيد ونلهم، فالإبداع هو التعبير الرئيسي للتغيير والارتقاء". كما أعلنت أن ريع المشروع سيعود لعمل خيري كبير، تصبُّ روافده في بحر السلام المنشود...