من لا يذكر الهرم الكرتوني الذي شرب كثيرون العصير منه قبل عقود؟ هو من صنع شركة"تتراباك"السويدية، التي احتفلت هذا العام بمرور 60 سنة على اختراع مؤسسها السويدي، روبين راوزينغ، أول عبوة لتغليف الحليب، كرّت بعدها سبحة منتجات التغليف الغذائي. وفي ظل القلق الدائم على السلامة الغذائية أجرت"الحياة"حواراً على هامش معرض"أنوغا لتكنولوجيا الغذاء لعام 2012"في كولونيا ألمانيا مع نائب رئيس"تتراباك"في الشرق الاوسط الكبرى المدير الاداري ل"تتراباك - تركيا ومنطقة القوقاز"، فرانسيس غودنداي، حول آفاق قطاع التغليف الغذائي. { - أكد نائب الرئيس لمجموعة"تتراباك"في منطقة الشرق الاوسط الكبرى، فرانسيس غودنداي ل"الحياة"، أن الشركة حققت إيردات عالمية بلغت 10.4 بليون يورو 14 بليون دولار العام الماضي، وتابع ان الدول المتطوّرة تشكل نصف حجم اعمال الشركة، في مقابل النصف الآخر للدول النامية، من ضمنها دول الشرق الاوسط، لكن الدفّة ستميل مستقبلاً لناحية الدول النامية التي تسجل نمواً في الطلب على الغذاء عالمياً. الشرق الأوسط ولفت إلى أنه يتوقع نمواً كبيراً لعمليات الشركة في الشرق الاوسط، خصوصاً مصر وتركياوباكستان والعراق وإيران والسعودية واليمن والمغرب، كون هذه الدول تتميز بشريحة سكانية فتيّة كبيرة وطبقة وسطى آخذة في التوسع وتسجل تطوّراً في التعليم. ووقعت الشركة عقدين أخيراً، هما عقد تجريبي مع شركة"الربيع"السعودية لتجريب آلة تعبئة عبوات سائل سريعة، تنتج بطاقة 24 ألف عبوة بالساعة، وآخر مع"دالا"السعودية للأغذية لتركيب خمسة خطوط تغليف لإنتاج عصائر وقيمته 7 ملايين دولار. ولفت غودنداي إلى ان منطقة الشرق الاوسط الكبرى في"تتراباك"تتألف من 25 دولة، تشمل الدول العربية ودول شمال افريقيا وتركياوإيرانوباكستان، وان لدى الشركة مكاتب في 12 دولة منها، توظّف فيها 1400 عاملاً وخبيراً، و3 مصانع مركزها جدّة السعودية وإزمير تركيا ولاهور باكستان توزع على 500 شركة غذائية في المنطقة. وحققت منطقة الشرق الأوسط الكبرى العام الماضي 1.1 بليون يورو إيرادات للشركة، أي 10.5 في المئة من ايراداتها عالمياً، وجاءت حصّتها موازية لأسواق كبرى مثل أوروبا الوسطى 1.1 بليون يورو وأميركا الشمالية 1.02 بليوناً، ولم تتخطاها من حيث الإيرادات سوى الصين الكبرى ب 1.4 بليون، وأميركا الوسطى والجنوبية ب 1.7 بليون. ورأى غودنداي ان ضمان أمن الأغذية قبل اختراع العبوات الحافظة لمدة طويلة كان صعباً، خصوصاً في دول لا تتوافر فيها مرافق كافية للتبريد. ولفت إلى ان حفظ الطعام لمدة طويلة هو ما مكّن من تسويقه وخزنه وتصديره توزيعه عالمياً. وتابع ان الشركة متواجدة في 170 بلداً عالمياً، عبر 45 شركة تابعة و42 مصنعاً، وهي تنشئ مصانع جديدة في الصين وروسيا والهند. وأوضح ان شركات عبوات البلاستيك تشكل منافساً عالمياً لمنتجات"تتراباك"، التي تتألف من 7 آلاف حل للتغليف وتقدّم 170 بليون عبوة سنوياً عالمياً. لكنه لفت إلى ان للشركة تفوّقاً سعرياً على منافسيها في العبوات الصغيرة الحجم. اختلافات بين الأسواق وعقّب العضو المنتدب في الشركة، جان-جول لارسن، بالتأكيد على اختلاف الاذواق والحاجات بين الدول، خصوصاً الدول العربية، التي ستكون بحاجة إلى تنويع المنتجات. وتابع ان هذه الدول تساهم في تطوير منتجات الشركة، إذ إن عبوة"تترا بريزما"، مثلاً، صمِّمت وفق رغبة المستهلك في السعودية ولبنان. وحول ما يميّز السوقين الضخمتين للهند والصين، اجاب غودنداي ان الطلب في الهند يتركز على العبوات الصغيرة الحجم، خصوصاً عبوات مشروبات الشاي المختلفة، في حين ان وتيرة نمو سوق المشروبات في الصين هي الاعلى عالمياً بفضل دعم الحكومة، خصوصاً لتطوير صناعة الحليب ومشتقاته. وحول دور الحكومات، اوضح انها تضع القوانين للحفاظ على سلامة الغذاء. اما بصمة الشركة البيئية، فتتوزع على محاور ومنتجات ونشاطات، وفقاً لغودنداي، الذي اوضح ان مساحة الغابات الاسكندينافية التي تتألف من نوع معيّن من اشجار الصنوبر التي تستخرج منها الشركة مادة الكرتون، في توسّع دائم وليس انحسار، واشار إلى حرص الشركة على إعادة تدوير معظم مخلّفات العبوات على شكل ورق واقلام ومواد بناء وغيره. ولفت إلى ان فرع تركيا بارز عالمياً في نشاط التدوير، فهو يعيد تدوير 60 في المئة من المنتجات المستهلكة، في حين ان هذا النشاط بدأ حديثاً في مصر وباكستان، وما زال خجولاً في الخليج واليمن، إذ لا يتعدى 3 في المئة من المواد المستهلكة، في حين تأمل الشركة ان يرتفع تدريجياً إلى 15 في المئة بحلول عام 2015. وشدد غودنداي على ان الشركة بدأت العام الماضي إنتاج الغطاء البلاستيكي لعبوات الحليب في شركتها بالبرازيل، من بولي إثلين ذي كثافة عالية مستخرجة من قصب السكر. واوضح ان الشركة ستتوسع تدريجاً في اعتماد هذه الاغطية البيئية في اسواق اخرى، مع حرصها على عدم التأثير سلباً في البيئة بسبب توسيع محصول قصب السكر لإنتاجها. وحول عمليات التطوير في نشاط التغليف ومعالجة الغذاء، اشار إلى تطبيق الشركة حلولاً متكاملة للتوضيب ووضع العلامات اللاصقة على المنتج في دورة انتاج واحدة متواصلة، وإلى إجرائها تجارب على آلة عالية الفاعلية هي الاسرع عالمياً، فهي تنتج 40 ألف عبوة في الساعة، أي أسرع ب 70 في المئة من تلك المتوافرة حالياً والتي تنتج 24 ألف عبوة في الساعة. وحول تأثر الشركة في إيران بسبب العقوبات الدولية على البلاد، اوضح ان للشركة نشاطاً جيّداً في هذه الدولة منذ سنوات، وهو يشكل 15 في المئة من إيراداتها السنوية من المنطقة.