منذ أن أعلن أنجح مدرب في تاريخ نادي برشلونة الإسباني أمام لاعبيه في 27 نيسان أبريل الماضي قرار ترك تدريب الفريق الأول، وهو حلم يراود الجميع في أن يكون مدرباً لفرقهم، كيف لا وهو الذي حقق مع برشلونة 14 لقباً من 19 منافسة شارك بها وفي أربعة أعوام فقط لا غير. جوسيب غوارديولا تسلّم تدريب برشلونة في حزيران يونيو 2008 وسلّم بعد أن أشرك 22 لاعباً من خريجي أكاديمية النادي"لاماسيا"، بينما لم تنتدب إدارة الفريق سوى 14 لاعباً من الخارج، ليصبح بذلك المرجع الأول في تاريخ عملاق أندية كاتالونيا، سواء تعلق الأمر بأسلوب اللعب أم بالنتائج المحققة على أرضية الميدان، فكان من الواضح أنه لن ينعم بالراحة التي أرادها، إذ تهافتت عليه العروض من شتى الجهات، على رغم تأكيده عزمه الابتعاد عن الملاعب لمدة عام لاستعادة قواه التي استنزفت مع"البارسا". ,رفض المدرب الإسباني عرضاً مغرياً لتدريب فريق تشلسي الإنكليزي بطل أوروبا، على رغم أن مالك"البلوز"البليونير الروسي رومان أبراموفيتش عرض على غوارديولا تدريب الفريق في مقابل 12 مليون جنيه إسترليني 14.3 مليون يورو سنوياً، كما تعهد بالتعاقد مع مجموعة من اللاعبين البارزين. كما انتشرت أخبار تناقلتها جميع وسائل الإعلام حول العالم، مفادها أن الاتحاد القطري لكرة القدم تقدم بعرض مغرٍ إلى بيب من أجل تدريب المنتخب القطري بداية من عام 2013 في مقابل 36 مليون يورو، من أجل بناء فريق قوي قادر على المنافسة بقوة في بطولة كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر. علماً بأنه سبق لغوارديولا أن شارك في الدوري القطري عندما كان لاعباً، وبالتحديد في فريق الأهلي بين عامي 2003 و2005 وكان على علاقة طيبة للغاية بمسؤولي اللعبة في البلاد. فيما أكدت صحيفة"بيلد"الألمانية أن غوارديولا رفض العروض السابقة من أجل الإشراف على فريق بايرن ميونيخ الألماني. وأشارت الصحيفة الواسعة الانتشار إلى أن بايرن على اتصال مباشر مع وكيل أعمال بيب الذي هو شقيقه، وأنه سيكون جاهزاً لخلافة يوب هاينكيس في تدريب"البافاري"صيف 2013. معتبرة أنه خلال العام الذي سيبتعد فيه غوارديولا عن التدريبات سيتعلم اللغة الألمانية! في الوقت عينه كانت الصحف الروسية المحلية تؤكد وجود غوارديولا في البلاد ليس بغرض السياحة فقط، بل للمفاوضة على إمكان توليه تدريب منتخ ب روسيا. بلغت الأحاديث حول بيب البرازيل، إذ أطلق المشجعون البرازيليون مجموعات إلكترونية تطالب بتعيين غوارديولا بدلاً من المدرب الحالي مانو مينيزيس، الذي تعرض لانتقادات حادة بعد الأداء المخيب للمنتخب البرازيلي في أولمبياد لندن، على رغم إحرازه الميدالية الفضية. قطبا مانشستر لم تتجاوزهما أخبار الربط بغوارديولا على رغم نجاحات مدربيهما فيرغسون ومانشيني، إذ ذكرت الصحف الإسبانية والإنكليزية أن المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنكليزي السير أليكس فيرغسون سافر إلى ولاية نيويورك الأميركية، حيث يوجد غوارديولا، من أجل إقناعه بخلافته في تدريب"الشياطين الحمر"بعد اعتزاله التدريب نهائياً. ولم تمرّ أيام على الخبر قبل أن يظهر المدير التنفيذي لنادي مانشستر سيتي فيران سوريانو مصرحاً بأنهم يفكرون جدياً في التعاقد مع مدرب برشلونة السابق. أما في إيطاليا فنشرت الصحف أخباراً اعتبرتها مؤكدة تفيد بأن رئيس الوزراء الإيطالي السابق ومالك نادي إي سي ميلان سيلفيو برلسكوني أرسل عرضاً رسمياً لغوارديولا للإشراف على الفريق في مقابل 24 مليون يورو، على عقد يمتد لأربع سنوات 6 ملايين يورو سنوياً، وذلك بعد أن رفعت جماهير النادي لافتات تندد ببرلسكوني وتطالبه بالرحيل في أسرع وقت. فيما أكدت الصحف الإسبانية سفر رئيس الميلان إلى الولاياتالمتحدة الأميركية للتفاوض مع المدرب. ولم يخلُ الأمر من إشاعات حول خلافة غوارديولا لفيسنتي ديل بوسكي في تدريب منتخب إسبانيا، الأمر الذي اعتبره بيب وارداً، لكن ليس حالياً، لأن أبطال العالم وأوروبا في أيدٍ أمينة على حسب تعبيره، لكن الفكرة تستهويه كثيراً على رغم صعوبتها. ويبقى قرار عودة جوسيب غوارديولا للتدريب بيده، وإذا استثنينا ريال مدريد، فهو قادر على اختيار أي فريق يحلو له، فهل يستحق هذا المدرب كل هذا الاقبال؟ فعلى رغم جميع إنجازاته الكثيرة، فهو لم يدرب إلا فريقاً واحداً يلعب فيه ميسي وتشافي وأنييستا وبويول وفيا وبيكيه.