أكدت مسؤولة اقليمية في"بي إن واي مِلُن"، وهو من أعرق المصارف الأميركية الخاصة، بأن المصرف مطمئن إلى نشاطه في المنطقة العربية، كاشفة في مقابلة أجرتها معها"الحياة"توقعاتٍ إيجابيةً للفترة المقبلة، علماً أن"بي إن واي مِلُن"يُعتبر من أهم شركات المقاصة عالمياً، إذ ينجز ما قيمته 1.7 تريليون دولار يومياً من عمليات المقاصة العالمية. أفادت بانا عقاد أزهري، المديرة التنفيذية الإقليمية لمنطقة المشرق وشمال أفريقيا في"بي إن واي مِلُن"، بأن لدى المصرف تعاوناً مع مؤسسات مالية كثيرة في المنطقة، تشمل صناديق سيادية حكومية خليجية، إلى جانب تعاونه مع مؤسسات مماثلة في العالم، فهو يقدّم لهذه المؤسسات خدمات إدارة الأصول وخدمات إدارة الاستثمارات، التي تختلف شروطها وإستراتيجيتها الاستثمارية ما بين صندوق سيادي وآخر، وفقاً للأخطار الاستثمارية والإيرادات والآجال المحددة من قبله. وقالت ل"الحياة"إن المصرف يقدم خدمات إدارة الأصول للمؤسسات والشركات والأفراد ذوي الملاءة العالية في 36 دولة و100 سوق، ويختص بخدمات الحفظ الأمين للأصول المستثمرة في الخارج. وتشكل خدمات إدارة إصدارات شهادات الإيداع والسندات الدولية يوروبوندز والحفظ الأمين، وفقاً لأزهري، نحو 70 في المئة من النشاط العالمي للمصرف، في حين تشكل خدمات إدارة الأصول المتشعّبة 30 في المئة من هذا النشاط. ويدير المصرف صناديق استثمار مدرجة أو صناديق مصممة وفقاً لمعايير معيّنة، ولديه 19 شركة إدارة صناديق تابعة له بالكامل تؤمّن خيارات واسعة للمستثمر العربي والعالمي، إذ تدير استثمارات في أصول ومناطق عديدة، تشمل الأسهم والسندات والاستثمار الخاص وصناديق التحوّط والمشتقات المالية، منها"ذي بوسطن كومباني"و"والتر سكوت وشركاه"و"وست إل بي مِلُن"و"بلاكفرايرز لإدارة الأصول". ولخّصت أزهري علاقة المصرف الأميركي العريق بالمنطقة، بأنها تعود إلى 100 سنة خلت، وبدأت في بيروت عام 1963 بمكتب تمثيلي ل"إرفينغ تراست كومباني"، مشددة على أن المصرف"مُؤمن باستمرارية المنطقة". وأوضحت أن لدى المصرف حالياً ستة مكاتب تمثيل في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، تشمل مكتباً إقليمياً عاماً في"مركز دبي المالي العالمي"تأسس عام 2008، والمكتب عبارة عن مركز تجاري وإداري إقليمي يدعم المكاتب التمثيلية في كل من بيروت مركز إقليمي فرعي لمنطقة المشرق والقاهرة مركز إقليمي فرعي لمنطقة شمال أفريقيا وأبو ظبي وإسطنبول وجوهانسبورغ. ولفتت أزهري إلى أن المصرف ينجز ما قيمته 1.7 تريليون دولار يومياً عمليات المقاصة، عبر 162 ألف عملية مالية في 100 عملة عالمية. وتخدم وحدة إدارة ائتمان الشركات في المصرف نحو 11.9 تريليون دولار من الديون الجارية، عبر 61 موقعاً في 20 دولة، وتقدّم خدماتِ حفظ الدَّين وضمانه وتسديده، وخدمات للمُصَدِّرين وخدمات متعلقة بالمستثمرين. وتشمل قائمة الزبائن حكومات ووكلاءها، ومن ضمنها حكومات عربية كثيرة، وشركات أجنبية وشركات مالية وشركات أخرى. ويلعب المصرف، وفقاً لأزهري، دوراً محورياً في إدارة إصدارات شهدات الإيداع الدولية GDRs الحكومية والتابعة للقطاع الخاص في المنطقة، منها شهادات صادرة من شركة"سوليدير"و"بنك لبنان والمهجر"و"بنك بيبلوس"في لبنان وشركة"الحكمة"للأدوية الأردنية و"أوراسكوم"و"البنك التجاري الدولي"و"ليسيكو"في مصر وغيرها. وأدار المصرف أخيراً إصدار شهادات إيداع ل"شركة فلسطين للتنمية والاستثمار"باديكو. ولفتت أزهري إلى أن شهادات الإيداع الصادرة من مؤسسات مصرية بقيت خلال الثورة الأخيرة في مصر"قيد التداول في بورصة لندن، واستقر التداول فيها في شكل سريع ولم تتعرض لضغوط تُذكر، في وقت توقفت فيه البورصة المصرية من العمل لأسابيع". وتابعت أن الاضطرابات السياسية في المنطقة أحدثت بعض القلق لدى المستثمرين، لكن يُتوقع أن تستأنف الشركات مستقبلاً التوسع في نشاطها وتمويله بمساعدة مصارف مختصة. وأشارت أزهري إلى نشاط إضافي للمصرف ك"صلة وصل بين دول المنطقة وحلقات الاستثمار الدولي"، وهو نظم لقاءات لهذا الغرض لتعريف مستثمرين أجانب بفرص استثمارية في دول عربية كثيرة، تشمل لقاءً سنوياً يُعقد في نيويورك للتعريف بلبنان، بالتعاون مع"غرفة التجارية اللبنانية - الأميركية"، ولقاءات عُقدت في لندن بين مُصدرين من منطقة الشرق الأوسط، كمصر والعراق وتركيا، ونظراء أجانب. وأوضحت أن"البنك يطمح إلى توسيع هذا النشاط ليشمل دولاً أخرى مستقبلاً". وحول تأثر المصرف بالأزمة المالية العالمية، أوضحت أزهري أن"بي إن واي مِلُن"حاصل على تصنيف ائتماني بدرجة رفيعة عند"AAA"من وكالة"موديز"، وهو"لم يتأثر في شكل مباشر بالأزمة المالية الأميركية، إذ لم يدخل في توريق قروض سكنية أميركية كغيره من المؤسسات المصرفية"، واستفاد من تحويل أموال إليه، فهو مصرف محافظ لا يتداول أصوله. ولفتت إلى أن المصرف كان أحد المصارف المؤتمنة من الحكومة الأميركية على إدارة"برنامج إنقاذ القروض السامّة"تارب. وللمصرف أصول إجمالية بقيمة 266 بليون دولار، ويدير محفظة أصول إجمالية بقيمة 1.2 تريليون دولار وثروات خاصة بقيمة 171 بليون دولار، ويملك 25.5 تريليون دولار من الأصول الخاضعة للوصاية والإدارة، وحقق إيرادات إجمالية في الفصل الثاني من السنة الحالية بلغت 3.85 بليون دولار، بنمو 15 في المئة عن الفصل ذاته من العام الماضي، كما حقق 735 مليون دولار أرباحاً صافية.