تعهدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون توسيع انخراط الولاياتالمتحدة في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، وتعزيز تحالفاتها ومواصلة الدفع في اتجاه تطبيق إصلاحات في دول مثل الصين وميانمار. وقالت:"يتضح على نحو متزايد أن مركز جاذبية العالم، استراتيجياً واقتصادياً، في القرن الحادي والعشرين، سيكون في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، من شبه القارة الهندية إلى الشواطئ الغربية للأميركتين". وشددت في خطاب في مركز"الشرق والغرب"، وهو مركز بحوث في هونولولو، قبل قمة لمنتدى دول آسيا والمحيط الهادئ أبيك، على ضرورة أن تزيد الولاياتالمتحدة استثماراتها في المنطقة في العقد المقبل، ديبلوماسياً واقتصادياً واستراتيجياً، مضيفة أن واشنطن تأمل بأن تقيم في منطقة آسيا-المحيط الهادئ خلال القرن الجاري، شبكة مماثلة لشبكة المؤسسات والعلاقات التي بنتها الولاياتالمتحدة وأوروبا عبر المحيط الأطلسي، في القرن العشرين. وقالت كلينتون:"ثمة تحديات تواجه منطقة آسيا-المحيط الهادئ الآن، تتطلب قيادة أميركا، بدءاً بضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي ومواجهة استفزازات كوريا الشمالية ونشاطاتها في انتشار الأسلحة النووية، وانتهاء بتشجيع نمو اقتصادي شامل ومتوازن". ودعت الصين إلى تطبيق إصلاحات، منتقدة سياساتها في حقوق الإنسان. وقالت:"نشعر بقلق بسبب الحوادث الأخيرة في التيبت، حيث أحرق شبان أنفسهم، وهذا تصرف احتجاجي ينمّ عن يأس، إضافة إلى استمرار فرض الإقامة الجبرية على المحامي الصيني تشين كوانغ تشينغ". ورحبت كلينتون ب"نفحات التغيير"التي تشهدها ميانمار،"للمرة الأولى منذ عقود". وقالت:"تبقى مسائل عالقة كثيرة، لا سيما استمرار اعتقال السجناء السياسيين، كما يبقى معرفة هل ستتواصل الإصلاحات وستُترجم بجهد من أجل السلام والمصالحة في المناطق التي تقطنها أقليات عرقية. لكن إذا مضت الحكومة قدماً على طريق إصلاحات صادقة ومستديمة لما فيه خير مواطنيها، ستجد في الولاياتالمتحدة شريكاً لها". قواعد أميركية في استراليا؟ في غضون ذلك، أوردت صحف أسترالية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعلن الأسبوع المقبل تعزيز الانتشار العسكري في أستراليا. وأشارت صحيفة"سيدني مورنينغ هيرالد"إلى أن أوباما سيعلن إقامة قاعدة أميركية قرب مدينة داروين شمال البلاد، فيما أوردت صحيفة"ذي أوستراليان"المعلومات ذاتها، لافتة إلى مناقشة إقامة قواعد أخرى في مدن أخرى، بينها بيرث غرباً. وعزت الصحافة ومحللون ذلك، إلى تزايد قوة الصين في منطقة آسيا-المحيط الهادئ حيث تملك الولاياتالمتحدة قواعد، خصوصاً في أوكيناوا باليابان وجزيرة غوام. ورفض الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل التعليق على هذه المعلومات، مكتفياً بالقول إن"استراليا صديقة وحليفة أميركا، وسنواصل العمل معاً لتعزيز علاقاتنا العسكرية". لكن وزير الدفاع الأسترالي ستيفن سميث نفى ذلك، قائلاً:"لا قواعد أميركية في أستراليا ولا اقتراح لقواعد مشابهة".