وحده غازي القصيبي ودائماً ضِلعاً ضِلعاً نأتيك، نزخرفُ لهذا الجسد عرجونه الدرّي - جَهْدَ بِدْعَتِنا -، نستقيمُ في كلامٍ نحيل، نتلو تحت شجرِ السرير وطناً - ما استطعنا إليك وفاءً -، نهجو للفقد شَفّاً وضغينةَ سقم. ضِلعاً ضِلعاً نهفو إلى بابك، نُعالجُ سوءةَ مسافة نكابرُ في أخطاءِ العناوين، ننزّ الغياب، ولنا هنا في الرجاء قميصٌ وحيد، نرتقه بصور الشخص العالي، ننقي أناملنا لِرَحبِ راحتيك. يداً يداً نكسو هجيعك خفّةَ الغمام، لا المنحُ نحن أهله إليك ولا العطاءُ نحسنه معك، فاحمل عنّا خجلَ اجتهادنا. تماماً كما استطاب لك عنّا فعله. طيلة السبعين الهبات لكل البلاد والتجربة. يداً يداً نُسدي إليك مديحَ القلب، فلا الطرقاتُ تعرفنا ولا الأبوابُ تُوصدُ النكران... يَكِيدُ هذا التأجيلُ لِحَمَأَةِ سؤالنا عن لونِ سحابتِك الآن، عن شَمْسِك... أيّ الزاويا القصيّة تُجافيها، فلنا حَردٌ على شخص السحاب حين لا يأتي بمشتهاك، لنا حنقٌ على عَتْمةٍ عابرة، نحن هنا... بسلوى صُوَر الشخص قبل عام وحبر يديه من أعمارنا كل عام. كَتِفاً كَتِفاً نُقرئك الحقولَ الأنيقة، باقية على نضارة الظل والمعنى والنشيد... نعدك بعافيةِ الوطن والطين ومفاتيح قمح تُزَاوِرنا بيتاً بيتاً، نَعُودُك بفراشاتٍ تُؤثرُ العَلمَ بخفقها الشفيف، نودعك خريطة نُبُواتٍ نبيلة. جدّ شغلها: ضماد وطن بغد... يا له من غدِ. نوَاصِينا الجبال، نهفو من أقاصي الماء لا تُخزي سَفِينَنا زرقةُ البحر أو نكايةُ الريح، لا الفضاءُ يضيقُ بحنكة السبيل إليك، إذ غزاةٌ في المسرّات والملمّات يحتمون... لك، فَتَرَجّل عن أسمال البياض، وصافح هفوتنا... عفونا، علّ انكسار الضرِّ إن قلنا يكن فالمبتغى يكون. تَطْرُقُ سهوَك، غفوَك، أفئدةٌ.. تسألك كَبِداً كَبِداً: أن تكتب لنا احتضانك بعد المعركة سادةً، أو سادةً في الهزيمة... سيان... في حضرتك أيّها المسافر إلى سريرٍ ما: وحتماً تعود. * روائي سعودي نشر في العدد: 17206 ت.م: 14-05-2010 ص: 24 ط: الرياض