أكد الكرملين امس، استياءه من الانتقادات التي وجهها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن و"التي تناقض روح التعاون التي يريدها الرئيس باراك أوباما"، وطلب معرفة من الذي يحدد السياسة الخارجية في الولاياتالمتحدة. وصرح سيرغي بريخودكو، مستشار الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن"السؤال المطروح: من الذي يحدد سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية؟ هل هو الرئيس أو أعضاء فريقه الموقرين"؟ وشدد على ان مدفيديف وأوباما أجريا خلال زيارة الأخير الى موسكو أخيراً"نقاشاً اعتبرناه إيجابياً وجاداً، وأوجد أجواء من حسن العلاقات". وتابع:"إذا كانت تلك الأجواء لا تروق لبعض أعضاء فريق وحكومة أوباما، فليقولوها، وإذا اختلفوا مع خط رئيسهم، فعلينا فقط أن نعلم بذلك". وتساءل بريخودكو:"الآن وقد بدأت الوفود والمؤسسات الروسية والأميركية عملاً تطبيقياً مهماً لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة، لماذا فجأة يقرر الرجل الثاني في الإدارة الأميركية، نائب الرئيس جو بايدن، إعلان تأويله ووجهة نظره حول العلاقات الثنائية"؟ وجاءت تصريحات بريخودكو رداً على مقابلة أجراها بايدن مع صحيفة"وول ستريت جورنال"أول من أمس، وانتقد فيها روسيا. واعتبر بايدن في مقابلته ان"نزعة الضعف الحالية في الاقتصاد الروسي ناجمة جزئياً من موقف موسكو المتسامح مع بقية العالم، وان روسيا ستضطر الى تسويات مع الغرب حول عدد من الملفات. وزار بايدن الأسبوع الماضي أوكرانيا وجورجيا، البلدين اللذين يقيمان علاقات متوترة مع روسيا. في غضون ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الروسية، ان الولاياتالمتحدةوروسيا انهتا الجولة الرابعة من المحادثات حول صوغ اتفاق جديد للحلول بدلاً معاهدة"ستارت 1"للحد من الاسلحة الاستراتيجية والتي ابرمت اثناء الحرب الباردة عام 1991 والتي ينتهي العمل بها في كانون الاول ديسمبر المقبل. وأورد بيان الوزارة"ان المفاوضين الاميركيين والروس الذين التقوا في جنيف اتفقوا على اجراء الجولة المقبلة من المحادثات نهاية آب اغسطس وبداية ايلول سبتمبر المقبلين". ولم يوضح البيان تفاصيل حول المحادثات، لكنه قال ان"المفاوضين عملوا بناءً على مبادئ حددها الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال لقائه نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في قمة عقدت مطلع الشهر الجاري". واتفق الرئيسان خلال القمة على خريطة طريق لإبرام اتفاق جديد حدد اهدافاً عدة لزيادة خفض الرؤوس النووية التي ينشرها البلدان الى 2200 لكل منهما، والاسلحة الباليستية الى ما بين 1500 و 1675. لكن المحادثات تواجه عدداً من العقبات، بينها خلاف مرير حول الدرع الصاروخية التي تنوي الولاياتالمتحدة نشرها في اوروبا الشرقية، وتعارضها روسيا بشدة. على صعيد آخر، قتل ستة مسلحين وجرح خمسة من رجال الشرطة الشيشانية في معركة اندلعت إثر اقتحام قوات الامن منزلاً اختبأ فيه عدد من المسلحين الخارجين عن القانون في قرية غويتي. وكان الوضع الامني تحسّن في الشيشان منذ الحربين الانفصاليتين في التسعينات من القرن العشرين ومطلع القرن الحالي، لكن الهجمات ضد الشرطة والجيش والمسؤولين السياسيين تواصلت اخيراً، وتصاعدت حدة العنف في المناطق المجاورة. نشر في العدد: 16914 ت.م: 26-07-2009 ص: 14 ط: الرياض عنوان: روسيا مستاءة من انتقادات بايدن تسأل من يحدد سياسة أميركا