تحتفل «شفروليه» في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بالذكرى المئوية لإطلاقها. وعلى رغم ذلك، لم تكشف السر الكامن وراء شعار علامة السيارات الأكثر شهرة في الشرق الأوسط. قدّم الشعار ويليام سي دورانت، أحد مؤسسي شفروليه، أواخر عام 1913. لكن طريقة ولادة فكرة الشعار الذي أصبح مرادفاً للعلامة، لا تزال تستتبع تأويلات كثيرة. والقصة الكامنة خلف الشعار من وجهة نظر دورانت معروفة جداً، إذ استلهم الشعار من تصميم ورق جدران شاهده في أحد الفنادق الباريسية. نشأت فكرة الشعار في مخيلة دورانت عام 1908، عندما كان في إحدى سفراته وشاهد الشعار ينبثق من واحدة من زخرفات ورق الجدران في فندق فرنسي. فمزق قطعة منه وأبقاها معه ليظهرها لأصدقائه، مع إرساء فكرة تناسبها كشعار لعلامة سيارات في ذهنه. ولاحقاً، ظهرت روايات عدة متضاربة ومعقولة في الوقت ذاته، ما ساهم في تعميق الغموض بدلاً من حل السر الكامن وراء نشأة الشعار. ومن تلك القصص اثنتان قدمتا بواسطة فردين من عائلة دورانت نفسه. إذ نشرت مارغيري، ابنة دورانت، عام 1929 كتاباً بعنوان «والدي»، وذكرت فيه أن والدها كان يحاول رسم تصاميم لشعار على أوراق أثناء جلوسه على طاولة العشاء. وكتبت: «أظن أنه رسم تصميم الشعار الذي يستخدم على سيارات شفروليه اليوم في فترة ما بين احتسائه الحساء وتناوله الدجاج المقلي في تلك الليلة». وبعد أكثر من نصف قرن على هذه الرواية، نشرت مجلة «شفروليه مانيجمنت برو» في عددها الصادر عام 1986 مقابلة يعود تاريخها إلى 13 عاماً خلت، وأجريت مع كاثرين، أرملة دورانت، ذكرت فيها أنها كانت وزوجها في عطلة في منطقة «هوت سبرينغز» في فرجينيا عام 1912 وأثناء قراءة دورانت صحيفة في غرفة الفندق، توقف عند أحد تصاميم إعلاناتها وقال: «أظن أنه سيكون شعاراً جيداً جداً لشفروليه». ولكن لسوء الحظ لم تذكر السيدة دورانت في حديثها تفاصيل الإعلان وكيفية استخدامه». هذه المعلومة دفعت كين كوفمان، مؤرخ ومحرر مجلة «شفروليه»، للبحث عن صحتها. وتبين أن صحيفة «كونستيتيوشن» الصادرة من أتلانتا نشرت إعلاناً بتاريخ 12 تشرين الثاني 1911 عن منتج «كواليت» من شركة Southern Compressed Coal، وهو من مشتقات النفط المكرر ويستخدم كوقود. وكان شعار «كواليت» المنشور في الإعلان قريباً جداً إلى الشكل الذي سيصبح مرادفاً لعلامة «شفروليه». فهل شاهد دورانت وزوجته الإعلان ذاته، أو ربما إعلاناً مشابهاً، في العام التالي وعلى بُعد ولايات عدّة إلى الشمال؟ علماً أن تاريخ الصحيفة لا يضيف إلى المسألة سوى مزيد من الغموض، ذاك أن تاريخ تسجيل شركة «شفروليه موتور» رسمياً سبق تاريخ الصحيفة بتسعة أيام! وثمة قصة أخرى متعلقة بأصل الشعار وتعود إلى الرمز الموجود على العلم السويسري، ذلك أن لويس شفروليه ولد في مدينة لاشو دو فون في كانتون أوف نوشاتيل من عائلة فرنسية في 25 كانون الأول (ديسمبر) 1878. وعلى رغم تعدد القصص وعدم القدرة على تحديد الأصل، إلا أنه استخدم كشعار «شفروليه» النهائي. ويعود استخدام شعار السيارة للمرة الأولى في الإعلان عن العلامة إلى إعلان في صحيفة «واشنطن بوست» في 2 تشرين الأول (أكتوبر) 1913. وذكر الإعلان «ابحث عن اسم العلامة» فوق الشعار، وهو ما يفعله العملاء في أنحاء العالم منذ ذلك الحين. ولحقت بشعار «شفروليه» منذ ذلك الوقت تغييرات عدة لناحية اللون والتفاصيل، والتي ظهرت واختفت منذ عرضه الأول في آخر عام 1913، إلاّ أن الشكل الأساسي للشعار بقي على حاله ولم يتغير. وبلغ الشعار طور استخدامه باللون الذهبي في عام 2004 كشارة تعريفية لتسويق سيارات «شفروليه» وشاحناتها عالمياً. وعززت هذه الخطوة من قوة إشارة العلامة التي كانت حققتها سابقاً كالعلامة الأكثر شهرة عالمياً. وبيع أكثر من 4,25 مليون سيارة «شفروليه» في أكثر من 120 بلداً ومنطقة خلال عام 2010.