دفعت أزمة المال العالمية، التي تواجهها بلدان المجموعة الاقتصادية الأوراسية، إلى عقد اجتماع طارئ في موسكو أمس، وبحث قادة روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا وقرغيزيا وطاجكستان خلال القمة تأسيس صندوق مشترك بقيمة 10 بلايين دولار وتنسيق المواقف، والبحث في مشروعات مشتركة لمواجهة انعكاسات الأزمة التي خفضت النمو في هذه البلدان وجعلت بعضها على شفا الإفلاس، وانعكست على الوضع الاجتماعي بعد انهيار قيمة العملات فيها بين 20و50 في المئة. وعشية القمة أظهرت روسيا كرماً واضحاً ووعدت بلدان المجموعة الاقتصادية الأوراسية، بقروض واستثمارات تصل إلى نحو 3.15 بليون دولار، وأكدت موسكو أنها تدرس تقديم قرض إلى بيلاروسيا بقيمة 100 بليون روبل 2.7 بليون دولار بحسب سعر الصرف الحالي ، كما دعت إلى تشكيل صندوق لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية بقيمة 10 بلايين دولار، لتمويل مشروعات مشتركة في إطار المجموعة، يتوقع أن تسهم روسيا وكازاخستان بالقسط الأكبر من موجودات الصندوق. وأكد مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو، أن الصندوق يهدف إلى مساعدة بلدان المجموعة على عيش ظروف الأزمة، وذكر أن القمة تهدف إلى تنسيق المواقف في شأن أزمة المال العالمية قبل اجتماع مجموعة العشرين في لندن في نيسانأبريل المقبل. ولفت خبراء"الحياة"، إلى أن موسكو ستقترح مشروعات مشتركة وتضحي بمبالغ مهمة جداً خصوصاً في ظروف الأزمة، وعزوا ذلك إلى مخاوف حقيقية من هجرة كبيرة من بعض بلدان آسيا الوسطى باتجاه موسكو بحثاً عن عمل في حال مواصلة سوء الأوضاع المعيشية في بلدان آسيا الوسطى. واستبقت روسياوبيلاروسيا قمة المجموعة الأوراسية التي عقدت أمس بالاتفاق على درس منح مينسك قرضاً هو الثالث في غضون سنتين لمواجه تداعيات الأزمة على بيلاروسيا التي تأثر اقتصادها بوضوح، مع ارتفاع أسعار الطاقة، وتراجع الطلب على منتجاتها ما أجبرها على تعويم عملتها الوطنية في بداية السنة الحالية بنحو 20 في المئة دفعة واحدة. وكان الرئيسان الروسي دميتري ميدفيديف والقرغيزي قرمان بيك باكييف توصلا إلى اتفاقات تقضي بمنح قرغيزيا هبة مالية بنحو 150 مليون دولار وشطب 180 مليون دولار ديون مستحقة لروسيا في مقابل حصول الأخيرة على 48 في المئة من أسهم مصنع عسكري قرب بشكيك لإنتاج صواريخ للغواصات. كما ووافقت روسيا على منح قرغيزيا قرضاً ميسراً لأربعين سنة بقيمة 300 مليون دولار واستثمار نحو 1.7 بليون دولار لإنشاء محطة كهرباء لتعويض النقص الحاد في توليد الكهرباء إثر رفع أوزبكستان ثمن الغاز المصدر إلى قرغيزيا.