ارتبطت صناعة النحاسيات بتاريخ مصر، فالفراعنة برعوا فيها الى جانب براعتهم في صناعة الذهب والفضة. وحفلت بيوت العرب بالكثير من الأواني النحاسية المطعمة بالأحجار الكريمة. ويعد الرسم على النحاس أو النقش عليه فناً لا يكتسبه صاحبه فقط وإنما يولد معه كموهبة وهو ما حدث مع درويش محمد المصري 38 سنة. يقول درويش ل"الحياة":"كان لوالدي ورشة لصناعة المشغولات النحاسية في حي الجمالية في القاهرة وكنت أتردد على ورشته لأتابع حركات يده وهو يحفر على النحاس بخفة ورشاقة وأحفظ في ذهني شكل الأبواب النحاسية ذات النقوش والفوانيس ذات الرسومات البديعة المعلقة في شوارع وضواحي القاهرة". وعلى رغم أن درويش كان يعمل في ورشة والده محمد إلا أن الوالد أصر أن يستكمل ولده تعليمه إلى أن التحق بمدرسة لتعلم الزخرفة، ما ساعده في قراءة الأرقام والمقاسات الهندسية التي تكتب باللغة الإنكليزية. تعتبر الخطوة الأولى شراء الألواح النحاسية حيث تختلف أنواع النحاس بين مصري أو مستورد من هولندا وفنلندا وهو مرتفع الثمن، بعدها يحضر درويش ريشة صغيرة مستوردة من سويسرا ليستخدمها في النقش والزخرفة ثم يفرغ الرسم على القطعة النحاسية التي يعيد تشكيلها وتأتي مرحلة اللحام ثم مرحلة إنهاء العمل أو التشطيب. ويقوم بعد ذلك بتلميع النحاس أو طليه بالذهب حسب الطلب. وتختلف أذواق الزبائن فهناك من يريد قطعته النحاسية تبدو وكأنها قديمة لديه فيستخدم لها نحاساً مؤكسداً وهناك من يريد قطعته النحاسية ذات قيمة عالية فيحتاج إلى ماء الذهب لطليها. وفي بعض الأحيان يلجأ درويش الى جهاز الليزر الذي يستخدم في الرسم أو النقش على القطع الكبيرة لكن كلفته عالية جداً حيث تصل في الساعة الواحدة إلى ستمئة جنيه أو أكثر بينما لا تتعدى كلفة العمل اليدوي 50 جنيهاً. وكذلك الحال بالنسبة إلى الكومبيوتر الذي يستخدمه لتفريغ الخطوط العربية على القطعة النحاسية أما الفترة التي يحتاجها لصنع صينية متوسطة الحجم فتقارب ال 3 أيام أما الكبيرة فتحتاج إلى 4 أو 5 أيام. نشر في العدد: 17059 ت.م: 18-12-2009 ص: 27 ط: الرياض